العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ

بحارة المالكية: بدء انقراض الهامور والسبيطي بفعل الدفان

بحارة على ساحل المالكية يجهزون الشباك للصيد-تصوير:محمد المخرق
بحارة على ساحل المالكية يجهزون الشباك للصيد-تصوير:محمد المخرق

قال عدد من بحارة المالكية، إن استمرار عمليات الدفان في سواحل مختلف المناطق، سيؤدي إلى انقراض الأسماك في البحرين، مشيرين إلى أن الأسماك التي بدأت بالانقراض هي «الهامور والسبيطي».

وعبَّر بحارة المالكية، خلال حديثهم إلى «الوسط»، عن أسفهم لفقدانهم ما أسموه بـ «الأمان في البحر، الذي كنا نشعر به عندما نصطاد الأسماك»، مؤكدين أن البحر تغيَّر كلياً عما كان عليه سابقاً، ولم يعد فيه الخير الذي رأوه عندما بدأوا مهنتهم مع آبائهم وأجدادهم.


الحاج فرحان: كنا نبيع كيلو الهامور بـ400 فلس... بوحميد: عملنا في الصيد منذ «زمن الشراع والغوص»

بحارة المالكية: فقدنا الأمان في البحر... واستمرار دفانه سيؤدي لانقراض الأسماك

المالكية - علي الموسوي

يجلسون على كراسي تشبّعت من رائحة البحر، وغطتها كميات من رمال الساحل، يتسامرون ويتبادلون ذكرياتهم، وأيام شبابهم، وهم تارة ينظرون إلى الأطفال يسبحون في البحر، وأخرى يعملون على صناعة شباك الصيد «القراقير»، يبتغون من ذلك المحافظة على المهنة التي بدأوها منذ أن كانوا صغاراً، إلى أن تجاوزت أعمارهم 50 عاماً.

أولئك هم بحارة المالكية، الذين عبروا عن أسفهم لفقدانهم الأمان في البحر وهم يمارسون مهنة صيد الأسماك في البحرين، مؤكدين أن «البحر تغيّر كلياً عما كان عليه سابقاً، ولم يعد فيه الخير الذي رأوه عندما بدأوا مهنتهم مع آبائهم وأجدادهم»، مؤكدين أن «استمرار عمليات الدفان في البحر ستؤدي إلى انقراض الأسماك في البحرين».

وتحدث البحارة لـ»الوسط» وهم: الحاج فرحان كاظم (65 عاماً في مهنة الصيد)، سيدهاشم محمد علي (50 عاماً يعمل في الصيد)، جعفر محمد ملاح (28 عاماً في الصيد)، حسن محمد بوراشد (عمل في الصيد منذ أن كان عمره 7 أعوام)، محمد حسن بوحميد، الذي وصف بداية مهنته بأنها كانت منذ زمن الشراع والغوص، إضافة إلى الحاج يعقوب يوسف أحمد الذي قال إنه بدأ عمله منذ زمن الشراع.

البحار فرحان: أتأسف على راحة البال التي فقدناها

وقال الحاج فرحان كاظم إنه عمل في الصيد من «زمن الدبس، وكنا ندخل إلى البحر ونصطاد الأسماك بسهولة ودون تعب، أما الآن فلا يوجد محصول سمكي...، في السابق كنا نصطاد سمك الهامور في غضون 10 دقائق».

وأكد أن «الحفّارة والدفان دمرا البحر، وفي السابق كنا نحصل على حجارة من البحر يكون فيها زرع، وهي التي تساعدنا كثيراً على اصطياد الأسماك، أما في الوقت الحالي فلا يوجد مثل تلك الحجارة، بل إن ازدياد الملوحة في البحر أثرت على المحصول السمكي».

وذكر الحاج فرحان أنه «لم تكن هناك أية مضايقات لنا عندما ندخل البحر، والآن نشاهد التضييق على البحارة، وأصبح البحر ضعيفاً».

وبسؤاله عن المكان الذي كانوا يبيعون السمك فيه، بيّن «كنا نبيع السمك في كرزكان، وأيضاً على الجزافين الذين يبيعون السمك بالكيلو، وكانوا يأتون إلى بحر المالكية على الحمير. وكنا نبيع كيلو الهامور بـ400 فلس، ولم يكن أحد يشتريه، والآن سعر الكيلو منه تجاوز 4 دنانير وغير متوافر».

أما عن أنواع الأسماك الأكثر توافراً في السابق، فأوضح الحاج فرحان أنها «الصافي، الربيب، إضافة إلى سمك الكنعد الذي كنا نصطاده بكثرة في فصل الشتاء».

وقال: «أتأسف على راحة البال التي فقدناها بعد دفان البحر، وعلى الاطمئنان والأمان الذي لم يعد موجوداً، فالآن لا نشعر بالأمان، ولا يمكننا الدخول إلى البحر في أي وقت».

سيدهاشم: الأمان في البحر جمع السمك

أما البحار سيدهاشم محمد علي، فبدأ حديثه بالقول: «كان الأمان في البحر هو الذي يجمع السمك، والمحصول السمكي كان وافراً، أما الآن وبعد عمليات الدفان التي أزالت الفشوت والطحالب، لم يعد للسمك أمان ليتجمع، فمع عمليات الدفان يموت السمك».

وبيّن أن «في السابق لم يكن البحار بحاجة إلى الذهاب إلى أماكن بعيدة لاصطياد السمك، فهو متوافر في أماكن قريبة من الساحل».

واستذكر سيدهاشم أيام البحر القديمة، وذكر «في السابق كان الوالد يطلب منا عدم الضرب بالأخشاب على البحر، حتى لا يهرب السمك من البحر، والآن الجرافات وآلات الدفان تنخر في البحر كما ينخر الدود في الخشب». ورأى أن العمالة الأجنبية أثرت سلباً على البحر «فهي تتعدى على مصائد البحارة الآخرين، وتأخذ ما يصطادونه».

الحاج محمد: البحر تعِب ولم يعد كالسابق

أما الحاج محمد حسن بوحميّد فعاد بذاكرته إلى السنوات الأولى التي بدأ فيها مهنة الصيد، إذ كانوا يبيتون في البحر أياماً عدة، قائلاً: «بدأت مهنة الصيد منذ أن كان عمري 15 عاماً، وفي زمن الشراع والغوص، الذي لم يكن فيه آلات ومعدات كالموجودة حالياً، إذ كان الوالد يأخذنا إلى البحر معه، ونمارس مهنة الصيد». إلا أن الحاج محمد تأسف على تلك السنوات، وقال: «البحر تعب، ولم يعد كالسابق، فالجرافات غزت البحر ودفنته، وكذلك الأجانب الذين غزوا البحر».

وأضاف «لا يوجد محصول سمكي كالذي كنا نحصل عليه في السابق، فحتى كلفة البنزين لا نحصل عليها حالياً، وهذا الحال ليس في بحر المالكية فقط، وإنما في كل مناطق البحرين، فمخازن الأسماك في البحر اندثرت، وكان السمك يأتي إلى قرب الساحل ونصطاده بسهوله ولا نواجه أية متاعب».

واعتبر أن «البحر طرد أهله وعافهم، إلا أنهم مازالوا متمسكين به، لأنهم لا يملكون مصدر رزق آخر، ونحن بحارة من سنة الغوص، منذ أن كان البحارة يغوصون ويجلبون اللؤلؤ، ويبقون أشهراً في البحر»، مضيفاً «كنا مع أهل المحرق والبسيتين والحد والزلاق، كنا معاً نمارس مهنة الصيد ونعيش ببساطتنا، ولا يغيرنا شيء».

جعفر: صيدنا الآن لا يساوي 5 ? من الصيد سابقاً

ومن جانبه، قال البحار جعفر محمد ملاح: «إن كميات الأسماك التي نصطادها حالياً لا تساوي حتى 5 في المئة من الكميات التي كنا نصطادها في السابق»، مؤكداً أننا «إذا بقينا على هذا الحال، واستمرت عمليات الدفان للمناطق البحرية فإن الأسماك ستنقرض من البحر، وسنضطر إلى استيراد الأسماك من الخارج». وأشار إلى أن «هناك بعض الأسماك بدأت تنقرض، ومنها السبيطي، والهامور الذي قل محصوله في السنوات الأخيرة، وارتفعت أسعاره عن السابق».

وأضاف أن «البحارة معدمون، ولا توجد أية قرارات رسمية مساندة للبحارة، كما أن إدارة الثروة السمكية غير متعاونة معنا، ولا تأخذ رأينا في القرارات التي تتخذها، ولا تسألنا عن المشكلات التي تواجهنا ونحن نمارس هذه المهنة التي تعد من أقدم المهن في البحرين».

ولفت إلى أن «البحر أصبح كالدم في عروقنا، ولا يمكننا تركه، وخصوصاً أننا لا نملك مصدر رزق آخر، على الرغم من الخسائر التي نتكبدها، وقلة المحصول السمكي».

العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 6:16 م

      لا حول الله

      يووووووو ويش نسوي احنا في عمرنا

      بلا هوامير ما يرهم أنا شخصياً لا أستطيع
      أن أعيش في المنزل إذا لم يوجد به هامور واحد
      على الأقل في الفليزر

      لكن ويش نقول المشتكى إلى الله

    • زائر 12 | 6:15 م

      البحرين

      كم رخصة صيد( بوانيش ) في سترة ؟؟

    • زائر 11 | 11:25 ص

      زهراني

      روحي ودمي البحر اذا ما ادش دشه بحر وحدق اموت

    • زائر 10 | 8:17 ص

      الهامور السبيطي الحاقول اسماك بحرينية اصيلة

      رحم الله الجميع

    • زائر 9 | 3:53 ص

      شماعة البحارة

      هل تعلمون بأن اذارة الثروة السمكية تنزل مئات الآلف سنويا من اسماك الهامور والصبيطي والشعم بغرض تنمية الثروة السمكيه وهل تعلمون بأن الصياديون يصطادون اسماك الهامور التي لا يتعدي وزنها 100 غرام بفعل الصيد الجائر .. هل تعلمون بأن صيد الروبيان يدمر الحياة البحرية تماما .. هل تعلمون بأن الصيادون يصطادون بالغزل بالقرب من اماكن تكاثر وتنمية الاسماك ... القائمة تطول ولكن الصيادون هم المسئولون عن تدمير الثروة والحياة البحرية والدفان لا يشكل الا 7 % من التأثيرات .. مواجهتم ستكشف حقيقة مسئوليتهم التدميريه

    • زائر 8 | 3:52 ص

      .....

      إذا يابولي ولد باسمية هاااامور وإذا بنت باااالولة تخليدن
      لذكراااة أو موقريبة آسوية اللقب بس هاااامور على كد
      حاااالة مو راااهي.

    • زائر 7 | 3:34 ص

      واحسرتاه على الهامور

      ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس

    • زائر 6 | 3:08 ص

      اخاف من اعوفك

      اخاف يجي يوم احنا ننقرض مع السمك
      لكن اذا انقرضنا يكون احسن
      نرتاح ونريح
      تحياتي هامور سبيطي كنعد

    • زائر 5 | 2:42 ص

      و لكن

      لا زلنا نقول انقراض او على وشك الانقراض لا يبرر رفع السعر الخالي الحاصل الآن. حيث لا زالت كلفته تبقى كما كانت و ان قيمته ارفع من غيره لتفضيله عند البعض او حتى الاكثريه.

    • زائر 4 | 2:14 ص

      الله

      اذكرني بسيف الجفير لول

    • زائر 3 | 2:06 ص

      أوقفوا الدفان

      ويقولون 90% الأسماك انقرضت بسبب الصياديين عبالهم الناس في غفلة، حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 2 | 1:54 ص

      من هو المسؤل ؟

      لم يبقي شيئ في هذا البلد لانخله ولا عيون عذبه والسواحل دفنت والآن حتي الهامور الذي كان يسطاده الآباء والاجداد لمآت السنين انقرض والله وحده العالم ماذا سيحل بخيرات هذا البلد في المستقبل

    • زائر 1 | 11:44 م

      اه يازمن

      اه يازمن..... اه يابحر...............اه ثم اه!

اقرأ ايضاً