العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ

ناشطان شبابيان: الحوار الجاد وتنفيذ «توصيات بسيوني» الحل الأمثل للأزمة السياسية

بعض المبادرات الوطنية قامت على متاجرة المصالحة

الناشطان الشبابيان محمد الدعيسي، يعقوب سليس في لقاء مع «الوسط»
الناشطان الشبابيان محمد الدعيسي، يعقوب سليس في لقاء مع «الوسط»

أكد ناشطان شبابيان أن «الحل الأمثل للخروج من الأزمة التي تشهدها البحرين، هو إيجاد حوار جاد يجمع مختلف الأطراف، مع ضرورة تنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق على أرض الواقع».

جاء ذلك خلال لقاء «الوسط» مع الناشطين الشبابيين، وهما الناشط الشبابي محمد الدعيسي، وعضو الهيئة المركزية بتجمع الوحدة الوطنية يعقوب سليس، وفي ما يلي نص اللقاء:

ما هي الحلول التي يطرحها الشباب لحل الأزمة التي تشهدها البحرين منذ العام 2011؟

- الدعيسي: من الضروري الرجوع للتصويت على عروبة البحرين، مع العودة إلى ميثاق العمل الوطني، إذ إن الانطلاق من هذه الأرضية يساعد على إيجاد حل عبر حكومة تمثل الإرادة الشعبية، مع ضرورة إيجاد حوار جاد بين الأطراف الثلاثة منها الدولة، وقوى المعارضة، والجهات المحسوبة على الدولة، أما فيما يتعلق بتنفيذ التوصيات، فإن توصيات حوار التوافق الوطني الذي أقيم العام الماضي، لا يمكن أن تبنى عليها أرضية للحل، خصوصاً في ظل انسحاب المعارضة من الحوار.

- سليس: لابد أولاً من تطبيق توصيات حوار التوافق الوطني، مع تنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، إذ إنه مع اقتراب الذكرى الأولى لعقد حوار التوافق الوطني وقرب الذكرى الأولى لصدور تقرير لجنة تقصي الحقائق، فأننا لم نرَ تطبيقاً ملموساً على أرض الواقع، فحوار التوافق الوطني لم نلمس تطبيقاً لما خرج عنه، ما عدا تطبيق الجوانب المتعلقة بزيادة الرواتب، والتعديلات الدستورية التي أشبه ما تكون صورية، لذا لابد من تطبيق هذه التوصيات بالكامل قبل الدخول في حوار جاد مرة أخرى، على أن يكون هناك ضغط شعبي لتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق وتوصيات حوار التوافق الوطني.

ألا تعتقدون أن المبادئ السبعة التي طرحها سمو ولي العهد يمكن أن تكون قاعدة صلبة لحل الأزمة، خصوصاً أن تتناسق مع المطالب الشعبية؟

- سليس: المبادئ التي طرحها سمو ولي العهد، تم طرحها في حوار التوافق الوطني، إلا أنه في حال كان هناك عزمٌ لعقد حوار ثانٍ، يجب التركيز على شق الحوار السياسي مع طرح هذه المبادئ، على أن لا تكون شرط أساسي لدخول الحوار.

- الدعيسي: وثيقة المنامة التي أطلقتها الجمعيات السياسية المعارضة تتماشى مع المبادئ السبعة التي طرحها سمو ولي العهد، ومن أهمها أن تكون الحكومة تمثل الإرادة الشعبية، وبرلمان كامل الصلاحيات.

هل تتفقون مع ما يطرح بأن الأزمة السياسية التي تشهدها البحرين أدت إلى تنامي الحس الطائفي؟

- الدعيسي: الأزمة السياسية عصفت بالعديد من الأمور، وأججت عدداً من الجوانب الحساسة في المجتمع البحريني، من بينها الطائفية، الأمر الذي يصعِّب أي جهود للمصالحة، خصوصاً أن البعد الطائفي الذي يشهده المجتمع قد تأجج، وأعتقد أن المخرج الوحيد يتمثل في حلٍ سياسي، ومصالحة بين الشعب والدولة، مع إيجاد قانون ضد التمييز الذي يعتبر المحرك الأول لإثارة الطائفية أيضاً، فالتمييز الموجود قد يدق ناقوس الخطر، خصوصاً أن البحرين بلد صغير، وللأسف فإن التمييز موجودٌ في التوظيف في القطاع الأمني، فعدم خلق فرص بين المواطنين في التوظيف والترقي يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، ويعرقل جهود أية مصالحة تسعى لحل الأوضاع والتهدئة.

- سليس: الأزمة أوصلت بالشعب البحريني إلى حد التخوين والقذف، وتضرر الناس جراء ذلك، فمع مرور أكثر من عام ونصف على الأزمة هناك العديد ممن فلتوا من العقاب، في الوقت الذي لابد فيه أن يكون القانون فوق الجميع، بغض النظر عن ما إذ كان المتهم عسكرياً أو رجل دين أو غيره، ما رأيناه في العام 2011 حتى الآن هو إفلات البعض من العقاب، مما أدى إلى وضع ما يسمى بالجدار بين شركاء الوطن.

من يتحمل مسئولية تنامي الحس الطائفي في البحرين، والتي تعزز بفعل الأزمة التي تشهدها البلاد؟

- الدعيسي: الإعلام الرسمي لعب دوراً في تأجيج الطائفية، كما أنه تم استغلال تجمع الوحدة الوطنية لخلق انشقاق في المجتمع، رغم محاولة الجمعيات السياسية المعارضة التقرب من التجمع، وتوحيد الآراء والتوجهات معه للخروج من الأزمة في ذلك الوقت.

- سليس: تقرير تجمع الوحدة الوطنية الذي عرض في المؤتمر العام للجمعية تم فهمه بطريقة خاطئة بأنه كان له دور في تأجيج الشارع، إلا أنه في الواقع مع بداية الأزمة التي شهدتها البحرين كان هناك استغلال للرأي العام، عن طريق انتشار الحسابات الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يقف وراءها أشخاصٌ لعبوا دوراً في خلق الفتنة، خصوصاً أن عدداً كبيراً من المواطنين كانت لهم متابعة إلى هذه الحسابات التي كانت تؤثر في آرائهم الخاصة، كما أن بروز شباب صحوة الفاتح، وانتشار الثقافة السيئة التي تقوم على التخوين والسب والقذف، كان سبباً في تأجيج الطائفية، إلا أن ذلك لا يعني أن الطائفية وجدت للتو، إذ إنها كانت موجودة بعد الثورة الإيرانية، وكانت هناك نظرات طائفية، إلا أن عدم مواجهتها في ذلك الوقت أدى إلى زيادتها، كما أشدد على أن تجمع الوحدة الوطنية قد استقطب العديد من المواطنين، إذ إنه يمثل قوة جاذبة أمام المواطنين.

- وعلق الدعيسي على سليس : إن الطائفية منذ الخمسينات وحتى التسعينات كنا نواجهها بشكل خاطئ، ودائماً ما يتم نسبها إلى الدول الأخرى، فكل حركة شعبية دائماً ما يتم نسبها إلى الخارج وخصوصاً إيران، مما يؤدي إلى تخوين فئة، وهو ما عزز الحس الطائفي.

في ظل انتشار ثقافة التخوين، الأمر الذي فاقم الحس الطائفي في البحرين، كيف يرى الشباب الحل لذلك، وما السبل لإعادة اللحمة الوطنية بين مختلف مكونات المجتمع البحريني؟

- سليس: إن غرس ثقافة جديدة قد يخفف من الطائفية التي انتشرت، فتيار الفاتح الآن بصفته تيار جذب الجميع فإنه يسعى إلى تغيير التوجه، ففي السابق كان التيار يهتم بالجانب الحقوقي وغيره، في حين أن الحراك السياسي كان محصوراً لدى البعض، إذ إنه يسعى لغرس ثقافة نبذ الطائفية، وعدم انتقاد الأشخاص لآرائهم السياسية مع قرءاة تحليلية، كما أن تجمع الوحدة الوطنية له مبادرة سيتم الإعلان عنها قريباً، والتي تتعلق بنبذ العنف، وذلك عبر غرس مفاهيم حقوقية في هذا التيار، مع السماح لهم بالتعبير عن أنفسهم بدون تخوين أو هدم المجتمع، كما يقوم به البعض عبر حساباتهم الوهمية على شبكات التواصل الاجتماعية، من تخوين فئة من المجتمع.

ويستحضرني هنا أمر حدث في العام 2007 حين قام عدد من المدونين من مختلف الطوائف بصياغة وثيقة للمواقع الإلكترونية ضد الكراهية، لتشجيع المدونين وأصحاب المواقع على نبذ الطائفية، وقد وقَّع عليها ما يقارب 100 مدون وصاحب موقع.

- الدعيسي: نبذ الطائفية والقضاء عليها، لن يحدث خلال يوم واحد، ولا في الساحات المفتوحة التي قد تكون عامل مساعد، إلا أنها لن تحل المشكلة، فالدول الغربية استغرقت سنوات لمحاربة العنصرية، وهذا ما نستنتجه بأنه قد نحتاج أعواماً وأجيالاً من أجل نبذ الطائفية التي تأججت، وقد يكون تكريس مبدأ المواطنة من أهم الخطوات، وذلك بتثقيف الأجيال وتعليمهم على نبذ الطائفية، مع ضرورة إصلاح النظام المدرسي، خصوصاً أن هناك تمييز يمارسه بعض الإداريين والمدرسين مما قد يؤثر على هذه الأجيال، لذا لابد من القضاء على الطائفية من هذه المؤسسات، بالإضافة إلى تربية الجيل الجديد على تقبل الرأي السياسي وإن كان مخالفاً، كما أن الطائفية لم تقتصر على المواطنين فالطائفية انتشرت إقليمياً، إذ بعض الدول أصبحت تنظر إلى الدول الأخرى بنظرة الطائفية، لذا لابد من إيجاد حل إلى الطائفية الإقليمية قبل إيجاد حل إلى الطائفية المحلية، وقد تستغرق حل التجاذبات الطائفية بين الدول إلى ما يقارب 10 إلى 20 سنة.

انطلقت مؤخراً العديد من المبادرات القائمة على المصالحة فكيف ترونها؟

- سليس: إن البحرين لا تحتاج إلى مصالحة، إننا في الوقت الحالي نحتاج إلى عدالة، ففي حال عدم وجود هذه العدالة فأن الأزمة ستستمر، إلا أن ذلك لا يعني غياب المبادرات التي ظهرت مؤخراً وبكثرة، وقد لاقت قبولاً واسعاً من قبِل المواطنين، إلا أن بعض المبادرات كان اختيارها خاطئ، فبعضها تم صرف آلاف الدنانير عليها، من أجل إقامة مصالحة وطنية في قاعات راقية، ولكن المبادرات يجب أن تتركز على المآتم والمساجد والمدارس، بدلاً من التركيز على النخبة.

- الدعيسي: المبادرات الوطنية بعضها أصبح قريباً للتجارة، فبعضها أصبح ذا مكاسب وتجارة شخصية، وهذا ما يطلق عليه بالمتجارة بالمصالحة، فالمبادرة يجب أن تركز على المهتمين بالمصالحة من المواطنين من جميع الأطراف، بدلاً من التركيز على النخبة من المجتمع وإقامة فعاليات يحضرها فقط هؤلاء النخبة، أضف إلى أن بعض المبادرات صرف عليها موازنات غير معقولة، فالمبادرة يجب أن تخاطب المواطنين والبسطاء وبأقل التكاليف، وكشباب نحن نشيد ببعض المبادرات الوطنية التي تخاطب دور العبادة، وتستهدف مبادراتها المجتمع بجميع أطيافه.

كيف ترون التواصل بين الجمعيات السياسية المعارضة وبين تجمع الوحدة الوطنية؟

- الدعيسي: رغم التواصل سابقاً بين تجمع الوحدة الوطنية والجمعيات السياسية المعارضة، إلا أننا نجد في الوقت الحالي وجود فجوة بين تجمع الوحدة الوطنية وهذه الجمعيات، فهناك تقصير من الجمعيات في مد جسور التواصل مع التجمع، إذ إن التواصل بين الجمعيات والتجمع أمرٌ يعد ضرورياً في هذه المرحلة، وذلك لإيجاد صيغة للحوار.

- سليس :إن التجمع لا يمكنه التواصل مع الجمعيات في ظل ما نراه من تصاعد عنف في الشارع، إذ إن الجمعيات توفر غطاءً للعنف، لذا لابد من وقف العنف في الشارع قبل إجراء أي توافق بين الطرفين، فالقوى السياسية بإمكانها لعب دور في وقف العنف وتهدئة الشارع.

- وعلَّق الدعيسي على سليس: إن الجمعيات السياسية ليس المحرك الرئيسي، فما يسمى بمركزية الحركة انتهى مع بداية 2011، إذ إن الحراك لا يمثل الجمعيات السياسية فقط، والجمعيات تجدد في أكثر من مرة نبذها للعنف من خلال فعالياتها وتصريحاتها، كما أن الحراك الشعبي لا يقتصر على حراك الجمعيات السياسية، فالحراك لا يمثلها وحدها فقط، فمنذ العام 2011 ظهر حراكٌ مختلفٌ لأشخاص مختلفين.


يعقوب سليس:

- «تجمع الوحدة» لا يمكنه التواصل مع الجمعيات المعارضة في ظل تصاعد العنف.

- انتشار ثقافة التخوين والسب والقذف أججت الحس الطائفي.

- مبادرات المصالحة يجب أن تتركز على المأتم والمساجد لا على النخبة فقط.


محمد الدعيسي:

- الإعلام الرسمي لعب دوراً في تأجيج الطائفية.

- مبادرة المصالحة يجب أن تركز على المهتمين بها من المواطنين.

- التواصل بين الجمعيات و«تجمع الوحدة» ضروري لإيجاد صيغة للحوار.

العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 2:20 ص

      قبل الحوار

      نريد مصالحة، نريد الأفراج عن المعتقلين وعلاج الجرحى وكذلك أعادة بناء ما هدم من مساجد وبيوت وتعويض المتضررين من سرقة ممتلكاتهم وتكسيرها ووقف الأنتهاكات اليومية ضد المواطنين العزل، وبعدين قولوا لنا حوار

    • زائر 3 | 1:35 ص

      رد على زائرظ،

      كانت إشارة لتصويت كسند لإيجاد أرضيّة تناسب كل الأطراف لا كطلب (أي ليست هنالك أي ضرورة للتصويت)

    • زائر 2 | 12:56 ص

      ولد الرفاع

      اول مرة اسمع توصيات حوار توافق وطني

    • زائر 1 | 12:04 ص

      تصويت

      تصويت لعروبة البحرين !! ليش في شك بعروبتها....

اقرأ ايضاً