العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

عاقبة الخيانة ونماذجها

نستعرض العاقبة التي استوجبها الله للخيانة لفاعلها ومرتكبها في ثلاث نقاطٍ تشير إلى شيء من تلك العقوبة في أحاديث شريفة وردت على لسان رسول الله (ص) وأهل بيته الطاهرين وهي كما يلي:

أولاً: رفع البركة: روى ابن أبي جمهور عن النبي (ص) أنه قال: «أربعة لا تدخل بيتاً واحدة إلا خرب ولم يعمر بالبركة: الخيانة والسرقة، وشرب الخمر، والزنا»، وقال رسول الله (ص): «ترفع البركة من البيت إذا كانت فيه الخيانة»، وعنه (ص): «يد الله فوق أيدي المشتركين ما لم يخن أحدهما صاحبه؛ فإذا خان أحدهما رفع الله يده عن أيديهما، وذهبت البركة منهما».

ثانياً: محق الرزق: قال رسول الله (ص): «الأمانة تجلب الرزق والخيانة تجلب الفقر»، كما روى الشيخ الكليني (ره) عن محمد بن مرازم قال: «شهدت أبا عبدالله (ع) وهو يحاسب وكيلاً له والوكيل يكثر أن يقول: والله ما خنت، والله ما خنت، فقال له أبوعبد الله (ع): يا هذا خيانتك وتضييعك عليَّ مالي سواء؛ لأنَّ الخيانة شرها عليك. ثم قال: قال رسول الله (ص): لو أنَّ أحدكم هرب من رزقه لتبعه حتى يدركه، كما أنه إن هرب مِنْ أجله تبعه حتى يدركه، مَنْ خان خيانة حسبت عليه من رزقه وكتب عليه وزرها».

ثالثاً: العذاب: قال رسول الله (ص): «مَنْ خان أمانة في الدنيا، ولم يردها إلى أهلها، ثم أدركه الموت، مات على غير ملتي ويلقى الله وهو عليه غضبان. وإن اشترى خيانة وهو يعلم فهو كالذي خانها»، وروي عن الأصبغ بن نباتة أنه قال: «قال أمير المؤمنين (ع) ذات يوم وهو يخطب على المنبر بالكوفة: يا أيها الناس لولا كراهية الغدر كنت من أدهى الناس ألا أن لكل غدرة فجرة ولكل فجرة كفرة ألا وأَنَّ الغَدْرَ والفُجُورَ والخِيانَةَ في النَّار»، وقال صلوات الله عليه: «إياك والخيانة فإنها شر معصية، فإِنَّ الخائن لمُعذّبٌ بِالنَّارِ عَلَىَ خِيانَتِه».

بينما نجد في رواية أخرى حول مَنْ تجنَّبَ الخيانة وأجره وثوابه مَرويةً عن الإمام الهادي (ع) أَنَّهُ قال: «كَاَنَ فِيما نَاجَى مَوسى رَبَّهُ: إِلهي مَا جَزاءُ مَنْ تَرَكَ الخِيانَةَ حَياءً مِنْك؟ قَال: يَا مُوسَى لَهُ الأَمَانَ يَومَ القِيامَة».

نماذج للخيانة

يستعرض القرآن الكريم نماذج متعددة للخيانة، بعضها مرتبط بتلك الشخصيات العظيمة وهم الأنبياء والرسل، كالزوجات والأصحاب وهذا ما سنقف عليه في السطور القادمة:

خيانة امرأتيَّ نوح ولوط

وصف الله الحكيم في قرآنه العظيم نبييه نوح ولوط بالعبدين الصالحين، وهذا ما لا شك فيه مقام عظيم لا يحظى به إلا المقربون العارفون بالله جلَّ وعلا. إلا أنَّه عرَّض بزوجتيهما فجعلهما في مقام الخائنتين على رغم ارتباطهما بتلك الشخصيتين العظيمتين، وهما بذلك استحقا أن يُضرب بهما المثل لِعِظَمِ المنزلة والمقام اللذين شرَّفَهُما الله به، ولكنهما وللأسف الشديد لم يقيما أي اعتبار له، فقال الحق تعالى فيهما: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ» (التحريم: 10).

روى الشيخ الطبرسي (ره) في مجمع بيانه عن ابن عباس في تفسير نوع الخيانة هذه: «كانت امرأة نوح كافرة، تقول للناس. إنه مجنون، وإذا آمن بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به. وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه، فكان ذلك خيانتهما. وما بغت امرأة نبي قط، وإنما كانت خيانتهما في الدين». كما جاء في تبيانها أقوال أخرى: أنهما كانتا كافرتين. وقيل: منافقتين. وقال الضحاك: «خيانتهما النميمة إذا أوحى الله إليهما أفشتاه إلى المشركين». فكانت عاقبتهما وجزاءهما كما قال ربنا: «وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ» استحقاقاً لما فعلاه من فِعلٍ يبغضه الله وأنبيائه ورسله، وأوعدَ وتوعَّد على المعاقبة بجرمه.

خيانة أبي لبابة وتوبته

ورد عن الإمامين الباقر والصادق (ع) أن النبي (ص) أمر بمحاصرة يهود (بني قريضة)، واستمر حصارهم (21) يوماً، حتى أُجبروا على المطالبة بالصلح، وهو ما جرى من قبل مع يهود (بني النضير) فكان العهد بأن يرحلوا عن أرض المدينة إلى أرض الشام، لكنهم نكثوا بعهدهم، ولهذا رفض النبي (ص) عرضهم لشكه في صدق نياتهم، ومعرفته بخيانتهم ونكثهم للعهود ونقض المواثيق فقال لهم: «يجب القبول بحكم سعد بن معاذ» الذي لم يسمعوه بعد، وكان حكمه فيهم: «أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتسبى الذراري والنساء».

فطلب بنو قريضة من النبي أن يرسل إليهم (أبولبابة) صحابي رسول الله (ص)، الذي كان مُطلِّعا على الحكم من جهة، والذي كانت تربطه بهم علاقة قديمة، كما أَنَّ عائلته وأمواله وتجارته عندهم من جهة أخرى، فَقَبِلَ النبي (ص) طلبهم وأرسله إليهم فاستشاروه في القبول بحكم سعد بن معاذ فأشار أبولبابة إلى حلقه! وهو القتل. فهبط الأمين جبرائيل (ع) على النبي (ص) ليُخبره بما كان من أمر أبولبابة.

يقول أبولبابة: «فوالله مازالت قدماي حتى عرفت إني خنت الله ورسوله»، وفيه - كما يُجمع عليه جملة من المفسرين - نزل قوله سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ...».

توبة نصوحٌ من الخيانة

عاد أبولبابة طافحاً بالندم الشديد، والألم جرّاء ما اقترف من جُرم عظيم، فأتى بحبل وربط به نفسه إلى أحد أعمدة مسجد النبي (ص)، وقال: «والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يقبل الله توبتي». واستمر بذلك سبعة أيام دون أكل أو شراب، حتى سقط على الأرض مغشياً عليه، فقبل الله توبته، وأبلغه المؤمنون الخبر، لكنه أقسم أن لا يفك الحبل من العمد إلا النبي (ص)، فجاءه النبي وفك حبله، فقال له أبولبابة: «إنَّ مِنْ تمام تَوبَتي أَنْ أَهْجُرَ دَارَ قَومِيَّ الَتي أُصِبتُ فِيها بِالذَنْبِ وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالي، فقال له النبي (ص): يُجّزِيكَ الثُلُثُ أَنْ تَصْدَّقَ بِه».

من الوصايا الخالدة

وصيةٌ رائعة ينقلها لنا الشيخ الكليني (ره) في كتابه الكافي، عن معاوية بن عمار قال: «سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: كان في وصية النبي (ص) لعلي (ع) أَنْ قال: «يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني، ثم قال اللهم أعنه، ثم قال (ص): أما الأولى فالصدق ولا تخرجن من فيك كذبة أبداً، والثانية الورع ولا تجترئ على خيانة أبداً»... والحمد لله رب العالمين.

أحمد عبدالله


الشوق الرغيد

شوقُ الأيام هناك في الأرضِ الرحبة في خريف أوراق الأشجار، شوقٌ إلى أيامٍ لا ندري كيف هي بالتحديد! هناك نسماتٌ إيمانية تداعبُ جفون عينيك على قدر ما تتفطرُ من آلام، هناك آمالٌ تلوح كالحمام المحلق عند شاطئٍ يرسمُ لوحة الغروب، على امتداد الأفق تتواجد الأوراق الصفراء، وتغرقُ مقلتاك من صفائه، وتبقى تنظرُ إلى الغروبِ وتمدُ يداك إليه من جماله وكأن الأمر ليس صعب المنال، على رغمِ ما يجلو في خاطرك من أطيافٍ زاهية وأخرى تبدو وكأنها ثقيلة تجرها في نفسك ستكون هناك في ابتسام، بعد كل ورقة متساقطة سيسقط معها كل عسير فلقد قالها رب الأكوان «إن مع العسرِ يسرى» ولهذا عليك أن تهمس لقلبك الأحمر وتلتمس منه أن يكون في اطمئنان، ويظل عنوان ما تراه هناك صعب الوصف ليس لهً سمياً، فأنا أحسبُ وأظن أن كل شيء هنا بحضور شعور بني الإنسان سيكون ممدوحاً من قِبله رغم اختلاف جرعات الحياة التي يأخذها! فتأتي أفاعٍ ناصعة البياض يفسدن في حشائش الأرض وينظرن إليك بنظراتٍ عُجاب فتبهتكَ، فلا يغرّنك نقاء لونهن ففي فمهن السمُ الزعاف، فما لكَ إلا أن تكون صابراً وكاظماً فما هذهِ الأرض تملكها فهي مسخرةٌ لكلِ كائنٍ حي، سواء كان ماشياً أو زاحفا أو حتى لذرة صغيرة قد نفخ الرحمن فيها الروح! وبعدها تشعر أن روحك قد عرفت سر جمال الطبيعة وما يبقي شعلتها تخفتُ في عروقك، فتنادي ذلك السر: يا سُر تشبث بخيوط الخير ولا تبارحه فنحن متوسمون لبقائك خيراً وحباً ورغداً.

علي بدر عبدالله الحداد


«رقصة المراداه»... من التراث

هل تذكرون تلك الفنون القديمة من الأناشيد والأغاني الجميلة؟ وطبعاً تعلمون أن «رقصة المراداه» من الفنون البدوية الغنائية الشعبية قديماً، وتصحبها رقصّة معبرة عن أحاسيس جميلة، وكانت تسمى في بعض مناطق الخليج «الردحة»، الا أن الردحة عندنا في البحرين تختلف عن المراداه، حيث أنني تطرقت لها في موضوع الزواج، وفي البحرين تؤدى بواسطة البنات فقط، وهم يرتدون الملابس العربية ذات الألوان الجميلة المرصّعة بالألوان الذهبية، علاوة على جمال المنظر، وكانت تؤدى في مناسبات معينة، مثل الأعياد، وعند إنزال سفينة جديدة إلى البحر جاهزة لموسم الغوص، أو عند رجوع المسافرين من السفر الطويل، وعند شفاء أحد أفراد عائلة من مرض خطير.

وقد جرت العادة عندما تحصل مناسبة سعيدة من المناسبات التي ذكرتها سلفاً، أن يزّين الفريج بأعلام ذات ألوان جميلة، وشعارات تدل على الفرح والبسمة، ليست أعلام البلاد فقط، إنما تخرج كل ربّة بيت أغلى وأحلى أنواع ثيابها، ويسمى (ثوب النشل)، ذلك الثوب التراثي المتوارث من الأجيال القديمة، وهو مطرّز بخيوط الذهب والحرير، ويربط في عصا طويلة، ويوضع فوق المنزل، وذلك تعبيراً واستبشاراً لذلك الحدث السعيد، ويظل الثوب منشوراً لمدّة أسبوع، وطبعاً هذا الثوب الجميل سيتعرض لحرارة الشمس، وستخسره صاحبته بعد تلك المناسبة، وتسرع باقتناء ثوب جديد آخر.

ورقصة «المراداه» تشترك في رقصها 20 من الفتيات وأكثر، ولتلك الرقصة الجميلة قوانين ومعايير يجب أن تطبق، لتعطي صورة جملية ومنظراً رفيع المستوى، واليوم في البحرين هناك فئة من الهواة يعملون على إحياء هذا التراث الجميل، ويلقون محاضرات ممتعة عن رقصة «المراداه»، بل وتطبيق على الواقع الجديد بإنشاء فرقة بحرينية تؤدي هذه الرسمة الجميلة من التراث البحريني.

فالتحية لكم يا من عـملتم للحفاظ على هذا الكنز القّيم، ولكم مني جزيل الشكر والاحترام.

الناشط الاجتماعي

صالح بن علي


يخفق القلب لمحياك يا بُني

فصبرٌ في مجال الضيم

صغيرَ السن مع الأحرار

تنوح أمك بوحشتها

تناجي الرب والأطهار

خيالك لا يفارقني

وذكرك يا حسن لي نار

آهٍ من آه على بعدك

كذا ظلم أيد ما صــــار

تضامّوا على خطفك

هذا ديدن الأخيـــــــــار

صدى صوتك يناديني

أنا ذاهب مع الأقـــــدار

صلاة الفجر لك اشتاقت

سجادك اللي هُجر بالدار

ندى ورده بعطر يفوح

بوخز الشوك والأشنــــار

سريرك قد عاينته

خلا من نومة الأســــحار

متى ترجع من مغيبك

تنير القلب والأبصار

برئٌ يا ملاك روحي

وصيتك ذاع في الأمصار

مصطفى الخوخي

العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً