العدد 3599 - السبت 14 يوليو 2012م الموافق 24 شعبان 1433هـ

الكاميرات أقوى من البنادق بأيدي الناشطين السوريين

يقول طراب ضاهر "لن ابادل اطلاقا الكاميرا التي املكها ببندقية كلاشنيكوف"، وهو يعمل ليل نهار لبث اخبار مدينته القصير، معقل المعارضين المسلحين الذي يحاصره الجيش السوري قرب الحدود اللبنانية.
طراب ضاهر هو احد الناشطين الستة الذين يتولون العمل في المركز الاعلامي في القصير فيصورون عمليات القصف والقتلى يوميا ويرافقون الصحافيين الاجانب في جولاتهم ويتولون عند الحاجة ترجمة التصريحات والشهادات لهم.
يروي انه ذات يوم كان يصور مشاهد في المستشفى حين "هرع عدد من الرجال حاملين جريحا. وحين اقتربت لتصوير وجهه اكتشفت انه شقيقي. اصبت بصدمة، لكنني واصلت التصوير".
وبعد بضعة ايام توفي شقيقه وحفر القبر بنفسه لدفنه.
ويتابع "في ذلك اليوم، كان بوسعي الانضمام الى صفوف الجيش السوري الحر، حمل بندقية والسعي للانتقام. لكن سلاحي هو الكاميرا، ويمكنني بواسطتها الحاق المزيد من الضرر بنظام" الرئيس بشار الاسد.
وقال رجل عرف عن نفسه باسم حسين ان "بشار يقوم بما قام به والده تماما قبل ثلاثين عاما في حماه"، في اشارة الى الرئيس السابق حافظ الاسد الذي سحق عام 1982 حركة تمرد في هذه المدينة الواقعة في وسط البلاد موقعا عشرات الاف القتلى.
وتابع "الفرق هو ان لدينا الان كاميرات لتصوير المجازر والفظاعات ويمكننا تحميل المشاهد على الانترنت ليراها العالم باسره. الانترنت هي اقوى سلاح بيدنا".
ومعظم المشاهد التي ترد عن سوريا يصورها هواة معظمهم مواطنون عاديون يستخدمون كاميرا ثم يتصلون بالانترنت ويبثون ما يرونه من حولهم، ولا سيما على ضوء القيود التي تفرضها السلطات السورية على الصحافة الدولية منذ انطلاق الانتفاضة في اذار/مارس 2011.
وهذه الشهادات ليست بمنأى عن الاخطاء في نقل الوقائع، كما انها تعكس رؤية ملتزمة وغالبا ما تكون مجتزأة للحقائق، غير ان ما توفره من معلومات يزيل بعضا من الغموض الذي يلف النزاع في سوريا.
وقال ابو شمس احد مؤسسي المركز الاعلامي في القصير "ان كان الاسد يمنع الصحافة الدولية من الدخول الى البلاد، فهذا يعني ان لديه دافعا، اليس كذلك؟"
ويتابع "لكن لا يمكنه ان يمنعنا نحن من الدخول، لاننا من هنا. ونحن نصور بالكاميرا كل ما يجري هنا ونرسله الى التلفزيونات العربية والغربية".
لكن حسين لا يدعي انه صحافي بل يقول انه ناشط موضحا "اننا نعمل من اجل الثورة، هدفنا الوحيد هو الانتصار واطاحة بشار".
ويقول "لا يسعنا ان نكون موضوعيين مثل الصحافة الدولية، لان من يقتل تحت قنابل النظام هم جيراننا. لكن هذا لا يعني اننا نتلاعب بالوقائع".
ويتابع "مهمتنا ان نكشف للعالم كيف تجري الامور فعليا ونفضح اكاذيب الاسد" الذي يؤكد نظامه انه يواجه "مجموعات ارهابية".
ويقول فادي سوني الذي يحمل اسم الكاميرا التي لا تفارقه، انه "شاهد مزعج" مضيفا "ان تركنا القصير، لن يعرف احد بما يجري وسيكون بوسع الاسد تنفيذ مجازر بعيدا عن اي عقاب".
واعضاء الفريق على يقين بانهم هدف للنظام وقد فقدوا كثيرا من رفاقهم الذي اعتقلوا او قتلوا بسبب نشاطهم.
لكن طراب ضاهر يقول "يشرفني أن اموت وانا اقوم بعملي، لانني سوف اكون على يقين بانني ساعدت الكثيرين".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً