العدد 3603 - الأربعاء 18 يوليو 2012م الموافق 28 شعبان 1433هـ

دبابات تقتحم احياء بدمشق والمعارضة تسيطر على معابر حدودية وفيتو في مجلس الامن

تسارعت وتيرة التطورات السياسية والعسكرية في سوريا الخميس (19 يوليو/تموز 2012) غداة مقتل ثلاثة من اركان النظام، مع استخدام قوات النظام الدبابات لاقتحام احياء في العاصمة وسيطرة مقاتلي المعارضة على الحدود مع العراق ومعبر حدودي مع تركيا، في حين منع فيتو روسي-صيني مزدوج مجددا صدور قرار دولي يهدد بفرض عقوبات على دمشق.
وعشية انتهاء مهمة بعثة المراقبين الدوليين في حال لم يجدد لها مجلس الامن الدولي، وهو ما لم يحصل الخميس، برزت شكوك حول استمرار مهمة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية المشترك الى سوريا كوفي انان، لا سيما وان البيت الابيض حذر من ان الفيتو يعني ان مهمة انان "لا يمكن ان تستمر".
وغداة مقتل وزير الدفاع داوود راجحة ونائبه صهر الرئيس السوري آصف شوكت ورئيس خلية ادارة الازمة حسن توركماني في تفجير استهدف مبنى الامن القومي في دمشق الاربعاء، بث التلفزيون الرسمي السوري الخميس لقطات للرئيس بشار الاسد وهو يستقبل وزير الدفاع الجديد العماد فهد الجاسم الفريج، الذي ادى اليمين الدستورية امامه.
وصرح مصدر امني في دمشق لوكالة فرانس برس ان "جنازة وطنية" ستنظم الجمعة للمسؤولين الامنيين الثلاثة الذين قتلوا الاربعاء، ولكن من دون ان يعرف ما اذا كان الاسد سيشارك فيها.
وغداة تبنيه العملية النوعية غير المسبوقة في دمشق، حقق الجيش السوري الحر انجازا نوعيا بتمكن مقاتليه، للمرة الاولى منذ اندلاع الانتفاضة في منتصف آذار/مارس 2011، من السيطرة على معابر حدودية مع كل من تركيا والعراق.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي الجيش الحر، المكون من جنود منشقين ومدنيين يقاتلون الى جانبهم، سيطروا الخميس على معبر تل الهوى الحدودي مع تركيا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان "مقاتلين من الكتائب الثائرة سيطروا على معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية في محافظة ادلب وحطموا صورا لبشار الاسد بعد انسحاب القوات النظامية من هذا المعبر".
من جانبه اكد الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي لوكالة فرانس برس الخميس ان الجيش السوري الحر بات يسيطر على كل المنافذ الحدودية بين العراق وسوريا.
وكان ضابط برتبة مقدم في قوات حرس الحدود العراقية قال لفرانس برس "رأينا العلم السوري يستبدل بعلم الجيش السوري الحر، وراينا مسلحين بلباس مدني يجوبون معبر البوكمال"، فيما قال مصدر امني حدودي "وصلتنا معلومات ان معبر البوكمال اصبح تحت سيطرة الجيش السوري الحر".
بالمقابل حاول النظام احكام قبضته على الاحياء الثائرة ضده في دمشق، واستخدم لهذه الغاية للمرة الاولى في العاصمة، الدبابات لاقتحام حي دمشقي، بحسب المرصد.
وقال عبد الرحمن ان "القوات النظامية اقتحمت باكثر من 15 دبابة الشارع الرئيسي في حي القابون الدمشقي"، مضيفا ان ناقلات الجند المدرعة استخدمت في الاقتحام ايضا.
ولفت الى انها "المرة الاولى التي تستخدم فيها القوات النظامية الدبابات في اقتحام احياء في العاصمة"، مضيفا ان هناك "مخاوف من عمليات قتل جماعي في الحي".
وكان مصدر امني في دمشق وصف لوكالة فرانس برس المعارك التي تدور بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين في القابون والميدان بانها "عنيفة جدا"، مشيرا الى ان هذه المعارك "ستستمر خلال الساعات ال48 المقبلة لتنظيف دمشق من الارهابيين مع بداية شهر رمضان".
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه انه بعد تفجير مبنى الامن القومي اصبح الجيش النظامي "مصمما على استخدام كل انواع الاسلحة المتوفرة لديه للقضاء على المسلحين في دمشق"، مشيرا الى ان الجيش "طلب من السكان الابتعاد عن مناطق القتال في حين ان الارهابيين يحاولون استخدامهم كدروع بشرية".
من جهته افاد الناشط احمد الميداني وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من حي الميدان الدمشقي ان "اكثر من 75 قذيفة هاون ودبابات سقطت على الحي اليوم"، مشيرا الى ان "العديد من البنايات تهاوت على الارض مع وجود جثث تحت الانقاض".
وقال ان "الشبيحة نزلوا بالسكاكين متوعدين ايا من سكان الحي ممن يفكر بالنزوح"، مضيفا ان العائلات "تحتمي في اقبية الجوامع من القصف العنيف"، في حين ان "المياه مقطوعة منذ نحو اربعة ايام والنفايات تملا الشوارع".
وذكر المرصد ان عددا من احياء دمشق يشهد حركة هروب لمئات من سكانها وخصوصا من المزة والميدان الى مناطق اكثر امانا، مشيرا الى ان حي التضامن ومخيم اليرموك ومنطقة السيدة زينب شهدت الخميس حركة نزوح للاهالي.
وحصد العنف الخميس في سوريا ما لا يقل عن 111 قتيلا بينهم 42 مدنيا بينهم 18 في دمشق وريفها، مقابل 18 مقاتلا معارضا.
وبلغت خسائر القوات النظامية ما لا يقل عن 47 قتيلا خلال اشتباكات في محافظات حلب ودمشق وريف دمشق ودرعا وادلب وحمص ودير الزور، بينهم 15 في حي القابون، بحسب المرصد.
ويصعب التاكد من عدد الضحايا من مصدر مستقل بعد توقف الامم المتحدة عن احصاء الضحايا في اواخر العام 2011، بينما يتعذر التاكد من الوقائع الميدانية بسبب القيود المفروضة على الاعلامية.
وفي نيويورك استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي ضد مشروع قرار يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري اذا لم يتوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة ضد مناهضيه.
وهذه ثالث مرة خلال تسعة اشهر تستخدم فيها روسيا والصين صلاحياتهما كدولتين دائمتي العضوية في مجلس الامن الذي يضم 15 عضوا، لمنع صدور قرار يدين سوريا. وقد صوتت 11 دولة لصالح مشروع القرار وامتنعت دولتان عن التصويت.
واعتبر البيت الابيض ان الفيتو الروسي الصيني "مؤسف للغاية" ويعني ان مهمة انان "لا يمكن ان تستمر".
اما المندوب الفرنسي في الامم المتحدة جيرار آرو فقال ان الفيتو الروسي-الصيني "يعرض للخطر" مهمة انان.
واعرب انان نفسه عن "خيبة امله" لفشل مجلس الامن الدولي في اتخاذ قرار بشان سوريا.
وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود في مؤتمر صحافي في دمشق الخميس ان سوريا "ليست على طريق السلام"، مشددا على انه من اجل تحقيق مصلحة الشعب السوري "نحن بحاجة الى قيادة فاعلة من مجلس الامن ووحدة حقيقية حول خطة سياسية تتجاوب مع طموحات الشعب السوري وتكون مقبولة من كل الاطراف".
وكانت بعثة المراقبين الدوليين المؤلفة من 300 عنصر غير مسلح علقت عملياتها في منتصف حزيران/يونيو، بسبب "تصاعد العنف بشكل كبير" في البلاد التي تشهد احداثا دامية منذ منتصف اذار/مارس 2011 ذهب ضحيتها اكثر من 17 الف قتيل اغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهته، يعتزم الاتحاد الاوروبي تشديد عقوباته على سوريا وكذلك حظر الاسلحة الذي سبق له وأن فرضه على هذا البلد، وذلك عبر السماح بتفتيش السفن والطائرات المشتبه بانتهاكها هذا الحظر، بحسب ما افاد دبلوماسي وكالة فرانس برس الخميس.
وافادت المصادر ان المفاوضات تتواصل في بروكسل تمهيدا لاقرار العقوبات الجديدة خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد المقرر الاثنين، مشيرا الى ان تشديد العقوبات يتضمن ادراج 26 شخصا اضافيا على القائمة السوداء الاوروبية، للاشتباه في تورطهم في قمع الانتفاضة في سوريا.
ومن روما اكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا ان نظام الاسد "يعيش ايامه الاخيرة"، محذرا في تصريح للصحافيين اثر لقائه وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي من ان الفيتو الروسي الصيني قد تكون له "تداعيات كارثية" على سوريا.
وكان الناطق باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا صرح في وقت سابق الخميس ان الانفجار الذي استهدف مقر الامن القومي في دمشق يشكل "بداية النهاية لهذا النظام".
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:26 م

      البحرين

      الوضع يسير الى الامام! من اللي يقتل الشعب السوري. ؟ من اللي يحرق سوريا ؟؟

    • زائر 3 | 3:21 م

      مع حلول شهر رمضان اليس حرام

      ماذنب الابرياء ان يداسو ياجيش الارهاب الحر
      هل هكذا تريدون لسوريا الدمار؟؟؟
      اتقوا الله وانا اتفق مع سوريا والصين عالفيتو على الاقل سياسية تحارب سياسية امريكا وبريطانيا وتقف بوجه التسلط لتفرض سلطتها بالمجموعة
      الله يعينكم يالشعب السوري

    • زائر 2 | 3:17 م

      المنافذلها

      قيمة معنوية للحكومة ولها ايضا اهمية استراتيجية لادخال الاسلحة والدعم

    • زائر 1 | 2:58 م

      السيطرة على المنافذ الحدودية هل سيؤدي للسيطرة على المدن .. ام محمود

      أود أن أذكر عدة نقاط :

اقرأ ايضاً