العدد 3603 - الأربعاء 18 يوليو 2012م الموافق 28 شعبان 1433هـ

لقاءات مكثفة لوزير الداخلية خلال زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية

في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها وزير الداخلية لفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة إلى الولايات المتحدة الأمريكية, عقد على مدى يومين عدداً من اللقاءات المنفصلة مع عدد من المسئولين في الحكومة الأمريكية بالإضافة إلى أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب حيث التقى الوزير الجنرال ديفيد بتريوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالية روبرت ميلر، ومن وزارة الخارجية الأمريكية التقى بمايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال بحضور نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الدولية ومكافحة المخدرات بروك باربي بالإضافة  إلى السيد ستيف ساش نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى، كما التقى بدينيس ماكدونوف نائب مستشار الأمني القومي الأمريكي.

وقد التقى معاليه بعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وهم السيناتور جون ماكين رئيس لجنة الخدمات المسلحة بحضور السيناتور جو ليبرمان رئيس لجنة الأمن الوطني بمجلس الشيوخ  والسيناتور دانيال أنوي عضو لجنة المخصصات والسيناتور بن كاردين والسيناتور جيمس رسش أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
كما التقى معاليه بعدد من أعضاء من مجلس النواب الأمريكي وهم السيد بيتر كينج عضو لجنة الأمن الوطني والسيد ستيف تشابوت والسيد كيث إليسون والسيد دانا روهراباشر أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والسيد جيم ماكجوفرن عضو لجنة حقوق الإنسان.

وقد استعرض معالي وزير الداخلية، في مستهل هذه اللقاءات الإجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين للتعامل مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها المملكة على مدار الأشهر الماضية وفي مقدمتها الخطوات العملية التي تم تطبيقها على  أرض الواقع بناء على ما تضمنه التقرير النهائي للجنة المستقلة لتقصي الحقائق والتي تم تشكيلها من خلال مبادرة وطنية من عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

وأكد معاليه أن البحرين سباقة دائما إلى النهج الديمقراطي منذ أن أطلق جلالة الملك المشروع الإصلاحي الشامل قبل ما يزيد عن عشر سنوات ، موضحا أن ما شهدته البحرين من أحداث ليس أمرا داخليا فقط بل كان بمساندة خارجية تعمل على تأجيج الوضع والدفع باتجاه العنف والتخريب وهو الأمر الذي ترتب عليه إزهاق أرواح الأبرياء وترويع الآمنين من المواطنين والمقيمين، مضيفا إذا كنا نتفهم  بأن الأمن والسلم الأهلي لا يتحققان بالقسوة والإكراه ، فإنه أيضا لا يتحققان من خلال العنف والإرهاب بل من خلال احترام القانون وتقارب مشاعر الولاء الوطني وتحقيق العدالة وهو سمة الحكم الرشيد لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه .
وفي هذا الصدد أشار معالي وزير الداخلية إلى أن التحقيقات التي تم إجراؤها في أعقاب ضبط خمسة أطنان من المواد التي تدخل في صناعة المتفجرات والتي كان عدد منها جاهز للاستخدام كشفت عن وجود علاقة بين المتهمين على ذمة القضية وأطراف خارجية .

وأكد معاليه أن ثقافة العنف ليست من سمات المجتمع البحريني وأن المشكلة الحقيقية تكمن في النهج المتطرف الداعي للعنف كسبيل وحيد لتحقيق أهدافه ، حيث أن الصوت المتطرف حاول إغراق خطوات الإصلاح الحقيقية ، مؤكدا بأن النهج البحريني هو نهج الاعتدال وأن الموقف الثابت الوطني بقيادة جلالة الملك حفظه الله ورعاه قد حافظ على تماسك الدولة وجنبها كارثة حقيقية لا يمكن التنبؤ بحجم أضرارها .
 
وأشار معاليه إلى أن مملكة البحرين تعرضت خلال هذه الأزمة لهجمة إعلامية شرسة أساسها الانحياز وعدم الموضوعية ، حيث صور بعض الإعلام الدولي من خلال تقاريره بأن ما يجري في البحرين هو امتداد للربيع العربي وهو أمر أثبتت الأحداث أنه عار من الصحة ، موجهاً الشكر لقناة الـ BBC على موقفها الشجاع بالاعتراف بعدم إنصاف البحرين في تغطيتها للأحداث خلال العام الماضي ، مضيفاً بأن هذا الموقف هو ما ننشده من قنوات دولية عريقة تؤمن بإيصال الحقيقة للعالم.

واستعرض معاليه وبشكل مفصل الإجراءات العملية التي قامت بها وزارة الداخلية في إطار توجه حقيقي لإصلاح شامل من خلال الدروس المستفادة بتصحيح الأخطاء وسد الثغرات التدريبية أو الإدارية أو التنظيمية ، تجاوبا مع توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق ، منوها في هذا الشأن إلى وجود تطبيق فعلي لمدونة سلوك الشرطة التي تم وضعها استنادا إلى  عدد من القوانين النافذة في الدول المتقدمة ومواثيق الأمم المتحدة، بالإضافة إلى إنشاء مكتب لأمين عام التظلمات للنظر في جميع الشكاوى المقدمة ضد الشرطة وتركيب أجهزة تسجيل سمعية وبصرية متطورة بداخل أماكن الاحتجاز ومراكز الشرطة، فضلا عن تطبيق أنظمة صارمة بداخل مراكز الإصلاح والتأهيل مع التعاون مع الصليب الأحمر ، كما يجري حاليا دراسة الوضع في إدارة البحث الجنائي بما يسمح بالتحول الجذري من التحقيق القائم على الاعتراف إلى التحقيق المبني على العلم والأدلة.

وقد ثمن الجنرال بتريوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية خلال لقائه بمعالي الوزير جهود جلالة الملك الإصلاحية وقراره الحكيم بالتوجيه لتشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق ، مشيدا بما تقوم به الشرطة من مهام حيال الخارجين عن القانون ودورها ويقظتها في اكتشاف المتفجرات الذي تم مؤخرا موجها الشكر لمملكة البحرين على دعم قوات التحالف في أفغانستان ، منوهاً بما تمثله مشاركة المملكة في تلك الجهود ، كما تم  بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والتي من شأنها دفع خطوات التعاون البناء بين الجانبين.
 
وخلال لقاء وزير الداخلية مع ميلر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية أكد ميلر على أهمية مملكة البحرين كحليف وصديق قوي للولايات المتحدة الأمريكية ، مؤكدا بأنه يتفق بشأن المبالغة في الطرح الإعلامي لأحداث البحرين وتناولها بشكل غير موضوعي أو حيادي ، مبديا الاستعداد لمد جسور التعاون في مجالات التدريب ومكافحة الإرهاب والجرائم الالكترونية في إطار التعاون والتنسيق بين البلدين الصديقين.

وخلال لقاءات معاليه مع عدد من المسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية ،أعرب السيد بوسنر عن شكره وتقديره لجهود مملكة البحرين في مجالات التعاون الدولي والتزامها بالمعاهدات والمواثيق الدولية ، كما أبدى تفهمه لما يواجهه رجال الأمن من أخطار وتحديات منوها إلى أن استمرار الوضع القائم في البحرين على هذا النحو سيستغله المتشددون لما يمثله من بيئة مناسبة لهم ، مؤكدا على أهمية مواصلة الجهود السياسية من اجل التغلب على أي مشاكل عالقة وأن تكون وزارة الداخلية الجهة التي تجمع الجميع ، مقدرا جهود الحكومة البحرينية على العمل المتواصل لتنفيذ توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق وبما تقوم به وزارة الداخلية والمتصل بعملها كاعتماد مدونة سلوك العمل الشرطي لكيفية قيام رجل الأمن بواجباته.

وفي لقاء معالي الوزير بالسيد ساش تم التأكيد على العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين والتي تعتبر أرضية صلبة لتعزيز التعاون الثنائي ، وقد تم خلال اللقاء الاستفسار عن نقل الأموال إلى أفراد القوة البحرية الأمريكية المتواجدة في مملكة البحرين.

وفي اللقاء مع ماكدونوف أشاد بالخطوات الإيجابية التي تقوم بها مملكة البحرين داعيا إلى الاستمرار في عملية الإصلاح، مؤكدا على أهمية الالتزام بالمبادئ التي وضعتها شرطة البحرين للشفافية ، كما تم استعراض العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، وسبل دعم التعاون والتنسيق بينهما في مختلف المجالات الأمنية بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأعرب معالي الوزير عن رغبة مملكة البحرين في تعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات مع الولايات المتحدة الأمريكية تفعيلا لمذكرة التفاهم التي سبق ووقعها الجانبان في يونيو من العام 2007 بما يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين وزيادة فعالية الأجهزة الأمنية.

وخلال لقاء معالي الوزير مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي عبر كل من السيناتور ماكين والسيناتور ليبرمان عن شكرهما لمملكة البحرين على استضافة قيادة الأسطول الخامس والقوات الأمريكية ، كما عبر السيناتور ماكين عن أمله بأن يتحقق ما ورد في تقرير لجنة تقصي الحقائق ، مشدداً على ضرورة رفض العنف من قبل الجميع ، كما شجع السيناتور ليبرمان على إدامة الاتصال مع الجمعيات السياسية ذات العلاقة بالشأن البحريني ، مبدياً تفهمه لما واجهته البحرين من حملة إعلامية مبيناً بأننا نتلقى الأخبار والمعلومات من عدة أطراف لذا يجب على الجهات الرسمية في البحرين الإسراع في إظهار الحقائق وإيصالها للجميع .

وخلال لقاء معالي الوزير مع كل من السيناتور بن كاردين والسيناتور رش والسيناتور أنويي عبروا عن تثمينهم للصداقة التي يتمتع بها البلدين ، مضيفين بأن الوقت قد أثبت تعاون البلدين في الأوقات الصعبة ، كما عبر السيناتور بن كاردين خلال اللقاء على اعتزازه بالمساعدة التي تقدمها مملكة البحرين للقوات الأمريكية ، وقال بأنكم أصدقاء نعتمد عليهم وبأننا كنا متخوفين من الأحداث في السنة الماضية في البحرين وكان واضحا بأنه قد حدثت أخطاء وأنتم أكدتم هذا الأمر والأهم من ذلك هي الخطوات التي اتخذتموها لتصحيح ما حدث بالإضافة لسعيكم للاستعانة بالخبرات الخارجية المتخصصة لمساعدتكم في التغيير ، وأضاف بأننا نعلم بأن الأمور هي الآن أفضل لكن لا بد أن يشعر الجميع بثقته بالإصلاح.
 
وأشار السيناتور بن كاردين إلى أن المجتمع المنفتح يتم التحدث فيه عن كل الأمور بكل حرية وقد وصلت البحرين إلى مستوى راق ومتميز من خلال ما قام به جلالة الملك من إصلاحات في السنوات الماضية موجها النصيحة إلى الاستمرار في الإصلاحات التي بدأتم فيها وقال بأنكم على الطريق الصحيح حيث لا يوجد بلدان متماثلان ولا يمكن اقتباس تجربة دولة أخرى ، لهذا من الطبيعي أن يكون لكم نظامكم الذي يناسبكم ويجب أن يكون الحل نابع من الداخل.
وبين معالي وزير الداخلية إننا نعتز بالاستفادة من الخبرة الأمريكية في المجالات الشرطية بهدف الوصول إلى مستوى دولي في مجال العمل الأمني وتطوير العمل في مختلف قطاعات الشرطة.

وأضاف معالي الوزير بأن الشعب البحريني عاش في إخاء ووئام عبر فترات طويلة ماضية حيث كان العيش في هدوء وسلم من ابرز سمات المجتمع البحريني وما حدث في العام الماضي شكل لنا صدمة جميعا.  ونوه إلى أنه مع الأسف فإن المتشددون يعملون على تغذية الأزمة لاستمرارها لكونهم يستفيدون منها.
  
وخلال لقاء معالي وزير الداخلية مع أعضاء مجلس النواب الأمريكي والتي شملت السيد أليسون  والسيد تشابوت والسيد اباشر والسيد كنغ ، حيث أشادوا بما تقوم به حكومة البحرين من إجراءات لمعالجة الأحداث الأخيرة ، مؤكدين على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية ، متمنين دوام العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين.

كما تطرق عضو الكونجرس السيد ماكجوفرن بالقول بأننا منفتحون لأي معلومات ولأي لقاء ، ولدى اطلاعه على ما يتعرض له رجال الأمن من أعمال عنف قال بأننا نرفض هذه الأعمال وقد أعلنا ذلك عدة مرات ، وقال بأننا لا ندافع عن المتظاهرين العنيفين الذين يهاجمون الشرطة بالأسياخ وقنابل المولوتوف ، آملا التعاون مع منظمات حقوق الإنسان وتسهيل زياراتهم إلى البحرين  .

وقد أشار معالي الوزير خلال اللقاءات إلى أن معالجة ما حدث في البحرين يحتاج إلى وقت ، حيث أن تسوية الخلافات الاجتماعية وتجاوز أثرها يتطلب تهيئة الأجواء والظروف المناسبة  للانتقال من المرحلة الحالية إلى مرحلة التقارب ، موضحا بأن العلاج القانوني والسياسي قد تكفلت به المبادرات الملكية السامية من خلال الخطوات التي تم اتخاذها ، والتي اتسمت بمراعاة البعد الإنساني والحضاري مما جعلها موضع إشادة من دول العالم ومنظماته ، وحذر معاليه من أن الاستمرار في الخوض فيما حدث إنما يفرض حالة استمرار التأزيم بين أطراف المجتمع ، لذا يجب أن تصب جهود الجميع لإغلاق أي قضايا عالقة والاستفادة من هذه التجربة في رسم طريق المستقبل الذي يحقق الأمن والاستقرار والسلم الأهلي.

رافق معالي الوزير خلال اللقاءات سعادة سفيرة مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية ومن وزارة الداخلية المفتش العام ومدير عام ديوان الوزارة والوكيل المساعد للشئون القانونية ومدير إدارة الإعلام الأمني.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً