العدد 3608 - الإثنين 23 يوليو 2012م الموافق 04 رمضان 1433هـ

رمضان وعودة دفء العلاقات الأخوية

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شهر رمضان المبارك يمكن أن يساهم ولو بشكل بسيط في إذابة الثلج عن العلاقات الأخوية بين البحرينيين، من خلال المجالس الرمضانية. فهناك العديد من الأصدقاء والمعارف وزملاء العمل من الطائفتين الذين اعتادوا زيارة بعضهم البعض منذ عهد قديم في هذا الشهر الفضيل.

في المجالس الرمضانية تعود الألفة بين الناس ويطغى صدق المشاعر التي يكنها كل للآخر، وحتى وإن اختلف معه مذهبيّاً أو سياسياً، فالجميع أبناء وطن واحد عاشوا معا منذ عقود ولا غنى لأحدهم عن الآخر.

هناك من استطاع تحويل الحراك السياسي إلى فتنة طائفية، وهو يسعى الآن لتتحول هذه الفتنة إلى عداء شخصي بين الناس، ليسهل تحريكهم كما يتم تحريك البيادق الخشبية في لعبة الشطرنج. ولذلك فهو يتحدث باسم جميع الناس ويفكر نيابة عنهم.

وللأسف فإن الأغلبية قد صمتت وارتضت أن يتحدث باسمها الآخرون وكأن ليس لها لسان تتحدث به ووافقت على أن يلعب الآخرون بمشاعرها، وكأن ليس لها رأي فيما يحدث، فكلما هدأت النفوس وبدت الأمور تعود لوضعها الطبيعي، زادت حدة الشحن الطائفي وبثت الأكاذيب وقدمت جرعات من التخويف والتخوين وكشفت المزيد من المؤامرات.

في مقابلة نشرت قبل يومين للنائب الثاني لمجلس النواب الشيخ عادل المعاودة يشير إلى نقطة مهمة وهي أهمية فتح قنوات للحديث مع بعضنا البعض للوصول إلى نقاط مشتركة فهو يقول إن «الأزمة في البحرين هي أزمة سياسية اصطبغت بالصبغة الطائفية عند البعض وعند آخرين العكس، لذلك أي حل يتم دون اشتراك المكونين الرئيسيين للشعب هو حل فاشل، لذلك أولاً يجب أن يجتمع الممثلون للطائفتين في الحل. وثانياً أن يترك لهما الاتفاق على سقف من الإصلاحات. وثالثاً يجب أن تكون هذه الإصلاحات متوازنة تحفظ للطائفتين استمرار الاستقرار والتعايش السلمي فيما بينهما».

هذا الطرح الوسطي لم يكن يسمع في السابق وهو يمثل قاعدة يمكن البناء عليها للتقدم للأمام بدلا من حالة الجمود أو الرجوع للوراء، بشرط أن يستمع كل للآخر. ويمكن أن يكون هذا الطرح غير مقبول لدى البعض، لسبب أو لآخر ولكنه يمثل خطاباً عقلانيا يقترح حلولاً، في حين كانت جميع الخطابات السابقة ترفض أي مقترح يتضمن الحوار.

لا أظن أن الشيخ المعاودة وحده من يقتنع بأهمية الجلوس على طاولة الحوار، وإنما هناك العديد من الشخصيات الوطنية من الجانبين التي تفكر في ذلك ولكن ارتفاع نبرة الأصوات المتطرفة يجعلها متخوفة من طرح آرائها في هذا الوقت على الأقل.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3608 - الإثنين 23 يوليو 2012م الموافق 04 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 9:58 ص

      شئ وصل حدة

      هل تعتقد اننا نحب ما وصلت الية الامور لاكن الشئ وصل حدة تخريب و فوضي وتقول لي حوار .. اي عودة الدفء العلاقات الاخوية دفء من حرق الاطارات زائر 3 وزائر 6 بارك الله فيكم

    • زائر 7 | 7:20 ص

      لماذا لاتحاولون فهم الاخر

      اذا كان الاخر يخونك او يتهمك بالطائفيه فهو لا زال يعيش الصدمة التي احدتها السياسيين في 2011 واستمرار الاحداث من التسعينات الى الان اكبر والكل يعلم المطلوب لتهدئة الوضع اذا انت مجبور تستحمل الارهاب الليلي فالاخرين لايرون بمنظارك
      من الصعوبة الرجوع الى ما قبل 2011 ولكن من الممكن المحاولة وبدون انتظار فتوة عابرة للقارات

    • زائر 6 | 3:44 ص

      للأسف الى الآن لا زال البعض يمارس دور البغيض فكيف الصفح

      هذا الشعب يمتاز بطيبته ولكنه ليس شعبا ساذجا
      لأن البعض لا زال يمارس نفس الدور المقيت فكيف
      يتم الصفح والغفران لأشخاص يمارسون الطائفية في
      الاعلام وفي الوظائف وفي كل مكان.
      إنهم ارتكبوا كبيرة والى الآن لديهم اصرار عليها وهذا
      يحتم عدم قبول التوبة

    • زائر 4 | 3:22 ص

      للاسف كلهم يعرفون ان المشكلة ليست طائفية ولكن يريدون ان يلبسونها صبغة الطائفية بالغصب فقط لان عناوين الصحف الاخرى بنت هذا العنوان ولابد من تنفيذه

      عجبي منهم كأنهم يريدون ان يسبحون في بركة السباحة وهم مترددين من النزول فيها فلماذا هذا التناقض الحياة عابرة واختار فيها الاسود او الابيض.

    • زائر 3 | 2:44 ص

      الي زائر

      المشكله سياسيه كما تقول لا والله هذه كلمة حق اريد بها باطل

    • زائر 2 | 2:41 ص

      لن نكون متفائلين اكثر من اللازم فما حصل قد كسر الماعون

      يحز في نفوسنا ما حصل ولكنه حصل وطعنا في أظهرنا ولا نريد ان نكون ساذجين الى هذه الدرجة فالأزمة اظهرت لنا احقادا من بشر لم نكن نتوقع ذلك منهم
      فشارك الكثير في الفبركات والكذب والشتفي منا واقل القليل السب والشتم ووصمنا بشتى انواع كلمات الخيانة وبدون مسوغ ولا داعي لهذه الامور فالبعض كان يمكنه السكوت فقط ولكنه ابى الا ان يولغ في دمائنا
      وعذابنا.
      يا اخ جميل ليس سهلا ان نكتب هذه الكلمات لكنه طعن من اخ كنا نوده ونعزه ونتقاسم معه لقمة العيش ونرضى بالكثير من النقصان من اجله

    • زائر 1 | 2:04 ص

      طرح المعادوة = الطرح الطائفي

      لأن المشكلة ليست طائفية ، بل هي مشكلة سياسية
      تحياتي / أبو سيد حسين

اقرأ ايضاً