العدد 3608 - الإثنين 23 يوليو 2012م الموافق 04 رمضان 1433هـ

ملف الأطباء المخرَّق

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم تحظَ قضية محلية من التغطية الإعلامية والاهتمام الحقوقي على المستوى الدولي مثلما حظيت قضية اعتقال الأطباء.

كانت القضية فاقعةً جداً ولا يمكن تبريرها أو ترقيعها بأي شكل من الأشكال، فقد صحا العالم على وقع اعتقال مجموعة من الأطباء البحرينيين من الجنسين، بسبب معالجتهم جرحى الأحداث في شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2011.

الرواية الرسمية أقنعت جزءاً من الرأي العام الداخلي ولم تقنع الجزء الآخر. وحين شُكّلت «لجنة بسيوني» كانت قضية الكادر الطبي والتمريضي من أبرز القضايا التي فكّكت خيوطها وكشفت ملابساتها، وطالبت بإعادة النظر في الأحكام التي صدرت ضدهم.

على المستوى العالمي نالت هذه القضية تعاطفاً واسعاً، وصدرت إدانات صريحة لاعتقالهم واستهدافهم، وكانت هذه الضغوط من الأسباب التي دفعت باتجاه تبرئة أغلب الكوادر والإبقاء على أحكام السجن ضد عدد محدود منهم.

الأطباء من الشريحة المتعلمة تعليماً عالياً، ولذلك حملوا خشباتهم فوق ظهورهم وذهبوا إلى أبعد نقطة للدفاع عن أنفسهم، مقارنةً بالكثير من الفئات المهنية الأخرى. وربما السبب ما شعروا به من ظلمٍ فادحٍ نالهم دون ذنبٍ، اللهم إلا الالتزام بالقسم الطبي والواجب الإنساني في إنقاذ الجرحى والمصابين.

اليوم، وبعد شهر من صدور الحكم ببراءتهم، يعود الأطباء للحديث بصوت مسموع مرةً أخرى. ففي اللقاء الذي نشرته «الوسط» الأحد الماضي، طالبت مجموعةٌ من الأطباء المبرئين بالعودة إلى أعمالهم، باعتبارها أول خطوة على طريق الاعتراف الرسمي بحكم القضاء. فالتهم كما يقولون سياسية وليست مهنية، ومن حقهم العودة إلى أعمالهم، وخصوصاً أن بعضها يتعلق بالتجمهر وحرية التعبير عن الرأي بشهادة تقرير بسيوني.

المجموعة ضمت ثلاث طبيبات (زهرة السماك، فاطمة حاجي، نجاح خليل) وطبيبين (أحمد عمران ونادر دواني)، وهم ربع المجموعة التي تمت تبرئتها. وقد أجمعوا على المطالبة بالعودة إلى أعمالهم، وصرف مستحقاتهم، وكشفوا فشل محاولاتهم في التواصل المباشر مع الوزارة، واضطرارهم إرسال رسائل بالبريد المسجل لإيصال صوتهم للوزير، رغم عملهم لعشرات السنين في خدمة الوزارة.

إحدى الطبيبات، تحدثت عن سوء معاملة حراس الأمن على بوابة الوزارة ورفض إدخالها، وطلبهم بطاقتها السكانية ورخصة سياقتها، بينما يكتفون من المراجعين الآخرين ببطاقة الهوية.

في حديث الأطباء، يتبين ما تعرضوا له من عقوبات متنوعة، فبعضهم لم تصرف مستحقاته المالية، وبعضهم لم تصرف له بدل المناوبات، إلا أن أغرب الأحكام ما تعرّض له الطبيب نادر دواني، الذي كان يُصرف له نصف الراتب في فترة الاعتقال، بينما أوقف بالكامل بعد صدور الحكم الأولي!

إحدى الطبيبات طالبت بالتعويض عن الضرر النفسي والجسدي، إذ اعتقلت من مكتب رئيس الأطباء وتعرضت للإهانة الجسدية والنفسية في حرم وزارة الصحة، فضلاً عن التشهير في أجهزة إعلام رسمية وصحف محلية، واتهامات أثبتت المحكمة بطلانها.

طبيبة أخرى دعت الوزارة إلى احترام القانون، واستشهدت بمواد قانونية تحدّد العقوبات، وهو ما تجاوزته الوزارة في هذه القضية الفاقعة. بينما أشار زميلها إلى أن الأطباء تلقوا عروضاً خيالية للعمل في الخارج، إلا أنهم يرغبون في مزاولة مهنتهم في بلدهم الذي نذروا أنفسهم لخدمته، رغم ما تعرضوا له من إهانات وتشهير، واعتقال بطرق وحشية، فضلاً عن التعذيب الجسدي والنفسي، مع سوقهم إلى محاكم عسكرية ومدنية.

الجديد في طرح الأطباء، طلب محاسبة المسئولين الذين قاموا بالتشهير بهم، وتلفيق التهم لهم، وتقديم اعتذار للأطباء جميعاً... علماً بأن من هؤلاء وزراءُ لفقوا تهماً ضد الكادر الطبي البحريني في مؤتمرات بثت على الهواء، وزملاءُ في المهنة قدّموا شهادات زور أمام القضاء.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3608 - الإثنين 23 يوليو 2012م الموافق 04 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 4:02 م

      ملف ممزق مهلهل

      فعلا ملف ممزق ولا يمكن ترقيعه، حتى بسيوني ما قدر يرقعه. اطباء يشهدون زور ضد زملائهم والتالي تبرؤهم المحكمة. اين الضمير واين احترام القسم؟كيف حدث هذا؟ شيء لا يصدق.

    • زائر 25 | 10:11 ص

      قلانها سابقاً

      اذا قضيتهم عادلة فليحشدو المحامين وهم كثر من يدافعون عن الباطل في هذا الزمان الردئ والا سيصح القول فيهم انما اخرجوا بصفقة بين الحكومة والسفارة الاميركية

    • زائر 24 | 8:03 ص

      الكذب

      ظاهرة الكذب هي اقسى ما تعرض اليه الكادر الطبي

    • زائر 23 | 7:58 ص

      لا رد

      اليً الان لا يرد احد علي ما ذكره تقريربسيوني في الفصل السادس وكله حول الاطباء والموقف الاخلاقي من سلوكهم ، ارجو التعليق

    • زائر 22 | 7:25 ص

      السلام عليك سيدنا

      ياليت تكتب عن الشغب الليلي مره بدل الاعاده في نفس المواضيع كل يوم

    • زائر 21 | 7:01 ص

      النصر من عند الله وليس من عند الناس!

      ما الأجزاء المتناثرة من صورة المشهد البحريني الا ستكتمل للجميع لترتسم يوما بد يوم, فما حدث وما سيحل بمن رضوا على أن يحل بغيرهم بما في ذلك الاذى والظلم الذي طال الاطباء، والمرضى والمصابين ...
      فهل يرضوه لأنفسهم؟
      أم الانسان أم لا يتذكر أن دوام الحال من المحال .. وان بعد العسر يسر.

    • زائر 20 | 6:52 ص

      فلتبدأ محاكمتهم

      شهود الزور ضد الاطباء والمعلمين والقياديين والرياضيين والمعلمين والصحفيين والعاملين في كل مؤسسة والمحققين في الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة

      و... في مؤتمريهما الصحفي وما قالها زورا وبهتانا

      فضائح شهود الزور ومن دفعهم تتالى أين من قطع لسان الموئذن واين واين تلك ععاوى باطلة وملفقة
      فلتعقد المحاكم لمحاكمة شهود الزور والمحكمة الكبرى غدا عند المنتقم الجبار

      ماذا فعلت ياابن جبير بالحجاج حتى قضى

    • زائر 19 | 5:38 ص

      كيف يصومون

      من عذبهم ومن آذاهم ومن ظلمهم ومن شهر بهم ومن شهد زور عليهم ومن كتب ضدهم

      كيف سيصومون؟
      وكيف يستغفرون ربهم؟

    • زائر 18 | 4:29 ص

      يمهل ولا يهمل

      نبارك لأطباء الوطن الشرفاء والشامخين بالشهر الفضيل. أراد البعض من أصحاب النفوس المريضة الإنتقام والتشفي منكم لدوركم المشرف أثناء الكارثة الإنسانية والطبيه غير المشهودة سابقا،ولكن الله إنتقم منه بفضح أكاذيبهم وباطلهم واضهار الحقيقة عبر بسيوني وحكم البراءة المتأخر كثيرا والذي اصبح تحصيل حاصل بعد بسيوني.ولكم في قصة نبي الله يوسف ع لعبرة عندما أخرجه الله من السجن وعاد بأهله من البادية ورفع شأنه بعد الحرمان والمعاناة والعبرة في خزي أخوته الذين كادوا له الشر يالها من عبرة ياأطابائنا ولكن لمن يعتبر.

    • زائر 17 | 4:29 ص

      بخصوص شهود الزور سينغمسون في نار جهنم جراء اليمين الكاذب (اليمين الغموس)

      والخطير في الأمر بأنني سمعت بأن الذي يعيش حياته كذبx كذب ويموت كاذبا يموت على غير ملة الاسلام!!
      أتقوا الله أيها الناس ونصر الله الأطباء الشرفاء

    • زائر 16 | 4:00 ص

      بسيوني !!!

      عجبا من الالتفاف ! بسيوني قال رايه صراحة في ما جرى بالسلمانية لماذا لا تعود الى الفصل السادس من التقرير ! ام ان محتوياته تناقض كلامك !

    • زائر 15 | 3:51 ص

      الكذب

      ظاهرة الكذب هي اقسى ما تعرض اليه الكادر الطبي

    • زائر 14 | 3:50 ص

      (معاميري) (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ويجعلون لله ما يكرهون)

      بسم الله الرحمن الرحيم
      (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار)

      قال قتادة في الآية : قد فعل الله ذلك في زمن نوح فأهلك من على الأرض إلا من كان في سفينة نوح عليه السلام
      وهنا ايضا كل كاذب وظالم سيلقى نفس المصير ان لم يكن اليوم غدا او بعد غد او بعد اسبوع او شهر وحينها لن تخدمهم المناصب او الترقيات التي نالو عليها ولن ينفعهم الندم.

    • زائر 13 | 3:40 ص

      لأن الشهود إستجابوا لأوامرهم و هم الذين أداروا مؤتمرات صحافيه لفقوا فيها التهم على الملاء و نقلت في وسائل الإعلام يعني شهادات موثقه للجميع

    • زائر 12 | 3:27 ص

      انكم غصة في عنق السلطة و الكاذبين

      نعم لقد لفق لك الكذب من اطباء زملاء
      لقد تم تعذيبكم لم يكن لانتزاع الاعتراف فقط و لكن لسياسة و دونيه من المعذب نريد محاسبة الكاذبين و المعذبين و هذا حق ولن يضيع حق ورائه مطالب

    • زائر 11 | 3:12 ص

      يجب ان تنتقل الادانة لشهود الزور

      أين من شهد زورا وباع الضمير أين من عقد مؤترا صحفيا وفضح فيه كما يدعي جرائم الاطباء أين زملاء المهنة وملائكة الرحمة الذين وقفوا في وجه الواجب الانساني وباعوا الغالي بالرخيص

      فاليدافع كل من ادان الاطباء اولا كي يكون الدفاع عنهم كفارة لما فعل قولا وعملا والا كأنه يريد تأجيل عقابه للاخرة ضنا منه ان لا فضيحة هناك ( النار ولا الفضيحة ) تلك حجة من لا عقل له ( السفيه )

      قالت المحبة اغلقوا هذا الملف فهو يؤرقني ويطاردني كما فعل ابن جبير بالحجاج

    • زائر 10 | 2:51 ص

      حسبي الله

      حسبي الله ونعم الوكيل الله ينتقم من الضالم عاجلن وهورب كريم

    • زائر 9 | 2:37 ص

      كانت ضربة استباقية لشاهد لشلّ لسانه

      كان الهدف من قضية الإطباء شلّ السنتهم حتى لا يتكلموا بما رأوا وما عرفوا وشغلهم بقضية سجنهم
      وكيفية الخلاص من القضايا الملفقة لهم حتى ينشغلوا بها ويكون همهم كيفية الخروج من هذه القضايا فقط
      ولن يتمكنوا من الادلاء بشهادتهم بما رأوا وما حصل.
      هذا كل ما في الأمر المسألة معروفة وواضحة ومن صدقها بالداخل يقينا لم يصدقها وإنما تشفيا وانتقاما
      والبعض مجاراة ومسايرة للامور كي لا يخوّن وتشمله اللعنة والتخوين التي وزعت على هذا الشعب

    • زائر 8 | 2:31 ص

      الله موجود

      واذا كان محكمه الدنيا لم تنصفهم

      فمحكه يوم القيامة عادلة وسوف يجزى كل شخص بعمله

      وكل من وقف ضد الكادر الطبي من تلفيق تهم , تشهير بهم , تعذيب جسمي ونفسي

      يضع في مخليتهم ان الله يمهل ولايهمل وسوف يلاقون عذاب في الدنيا والاخرة

      فليتعضوووو

    • زائر 7 | 1:56 ص

      هل تم محاكمة شهود الزور ؟

      نتسائل بشدة ما هو مصير شهود الزور ، هل تم استدعائهم و محاكمتهم بسبب شهاجات الكذب و اليمين الغموس . لماذا هؤلاء إلى الآن بدون محاكمة . أين ادعياء القانون .

      تحياتي / أبو سيد حسين

    • زائر 6 | 1:44 ص

      وعلي الباغي تدور الدوائر

      لماذا لا يرفعوا قضيتهم في المحافل الدولية ومنظمة العمل الدولية وأطباء بلا حدود ولاسيما بعد إثبات البراءة لهم وعلي الباغي تدور الدوائر

    • زائر 5 | 1:24 ص

      شهادة الزور

      ألا يعلم شهود الزور العقاب الذي ينتظرهم؟؟؟؟!!!!
      أعلموا انه آت في الدنيا قبل الآخرة فلا تستعجلوا .

    • زائر 4 | 1:14 ص

      سيهزم الجمع ويولون الدبر

      كل من ساهم في ظلم هؤلاء الشرفاء ولو بكلمة زور لابد ان يحاكم ويحاسب
      الا لعنة الله على الظالمين

    • زائر 3 | 12:48 ص

      انتم الاعلون

      نصركم قر يب بعون الله يا ملائكة الرحمة

    • زائر 2 | 12:27 ص

      ما شعورهم؟؟

      إن كانوا يقرأون القرآن؟؟؟ حينما يمرون على آية (ويل للمكذبين) وتتكرر وتتكرر، ومثلها (ويل للمنافقين) ومثلها (ويل لمن افترى) (أفلا يتدبرون القرآن) كل هذه التحذيرات والويلات لكي يتوب من اقترف هذه الذنوب!!! ولكن يا ترى هل سيتوب الله عليهم وهم لم يعترفوا بذنوبهم ويطلبوا العفو ممن ظلموهم؟؟؟؟

    • زائر 1 | 11:41 م

      إذا كان الطلب من حاكم السموات والأرض، فصبراً سيأتي الحكم منصفاً وعادلاً.. وأما إذا كان لغيره، فلقد جربتم وشاهدتم بأم أعينكم..

      الأطباء، طلب محاسبة المسئولين الذين قاموا بالتشهير بهم، وتلفيق التهم لهم، وتقديم اعتذار للأطباء جميعاً... علماً بأن من هؤلاء وزراءُ لفقوا تهماً ضد الكادر الطبي البحريني في مؤتمرات بثت على الهواء، وزملاءُ في المهنة قدّموا شهادات زور أمام القضاء..

اقرأ ايضاً