العدد 3609 - الثلثاء 24 يوليو 2012م الموافق 05 رمضان 1433هـ

لِمَ الأطفال... يا وزارة الداخلية؟

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بالأمس التقيت امرأةً من قريتنا الصغيرة تشكو بحزن ولوعة جراء سجن طفلها الذي لا يتجاوز الرابعة عشرة من عمره بتهمة التجمهر. ألمها زاد عند هلال شهر رمضان المبارك، حيث ستخلو السفرة منه، فلم يكن من السهل عليها ولا علينا أن يسجن طفل ويبعد عن أهله ورفاقه. عزيزٌ على أيِّ أم أن يمر الشهر الفضيل من دون وجود ابنها بين إخوته، فما بالك إذا كان مسجوناً وبهذا العمر.

هذا الطفل وغيره طفل بحريني، من أسرة بحرينية ومن عوائل كريمة جذورها ضاربة في أعماق هذه الأرض الطيبة، لا يرتضون أن يساق أبناؤهم إلى السجون كلما حدثت مناوشة هنا أو هناك، حيث تنتشر القوات في الشوارع والقرى لتأخذ ما تطول أيديهم حتى لو كانوا أطفالاً لم تخط شواربهم بعدُ، لأنهم عزل وضعاف البنية، يمتلكهم الخوف ويخونهم حسن التصرف عند المباغتة.

إن العمر الذي لا يتجاوز الثامنة عشرة هو في الأعراف الدولية سن الطفولة، وفي احتجازهم تعدٍّ على الطفولة، وانتهاك واضح لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل الصادرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 1989، والتي وقعتها البحرين وصدر مرسوم أميري رقم (6) العام 1991، بالمصادقة عليها، وبذلك أصبحت البحرين طرفاً في هذه الاتفاقية، وغدت لهذه الاتفاقية قوة قانونية تلزم الدولة بتطبيقها والعمل بما تنص عليه من أحكام.

من يتصفح مواد هذه الاتفاقية الدولية يرى أنها تكفل حماية الطفل والاهتمام به، بل تعلق الآمال على الدولة بمراقبة تطبيق هذه المواد وتتولى أخذ التدابير من أجل حمايته من سوء المعاملة حتى من والديه ومعلميه، فكيف بالحال بمؤسسة الأمن التي يعلق عليها هذه الحماية وليس انتهاكها، فالمادة (19) تشير إلى أن الدول تتخذ جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من جميع أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية أو الإهمال أو المعاملة المنطوية على إساءة المعاملة أو الاستغلال. كما تشير المادة (40) إلى أن الدول الموقعة على الاتفاقية تعترف بحق كل طفل يدعى أنه انتهك قانون العقوبات أو يتهم بذلك أو يثبت عليه ذلك في أن يُعامل بطريقة تتفق مع رفع درجة إحساس الطفل بكرامته وقدره.

ليست المرة الأولى التي أتناول فيها هذا الموضوع ويتناولها غيري في الصحافة، ولن تكون الأخيرة مادام اعتقال الأطفال مستمراًّ في بلدي، فلا يوجد أمرٌ أكثر فظاعةً من ترويع الصغار، وحبسهم بين أربعة جدران، فهم أمانة في أعناقنا، وليس من الرحمة أن أضع أطفالاً في موضع اتهام وعذاب، فهم ليس لديهم الأهلية لانتهاك قانون، فكيف بالأمن.

الأطفال ثروة الوطن المستقبلية، التي ينبغي أن نحافظ عليها وننميها لا أن نعرضها للخدش والتحطيم.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3609 - الثلثاء 24 يوليو 2012م الموافق 05 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 35 | 9:56 ص

      وبعدين

      استاذة الجرم اذا اتى من كبير او صغير رجل او امراّة فهو جرم السؤال ماذا اي الحكومة تفعل مع هؤلاء الذين تسمينهم أطفال اذا قبض عليهم وهم متلبسين بالجرم هل تاخذهم الي السينما او حديقة الاطفال .

    • زائر 34 | 8:29 ص

      تضعون اصابعك في اعينكم

      يا ناس اتخلون اعيالك في الشوارع ماتدرون من الدي يتسبب عليهم ان ما أقول الحسبي الله علي ألي كان السبب هو مرتاح وي جهاله و المساكين كاعدين ابحسرتهم من استغل هلاطفال هو الي لازم ينسجن

    • زائر 33 | 7:53 ص

      الا يجدر بك ....

      الله يرده الى اهله سالم ويبني وطنه بايده ..بس عندي ملاحظة وياريت تاخذين براحبة صدر لماذا لا تكتبين عن الأطفال الذين يخرجون وفي ايديهم مولتوف واطارات لغلق الشوراع في النهار وفي الليل واين مقالتك عنهم لماذا يغرر بهم اين اهلهم عنهم وعن الذي يفعلونه في المناطق الا يجدر بك ان تكتبي عنهم وتنصحيهم اليس من حقك ان توجهي النصيحة للمسبب الا يجدر بك ان توجهي النصيحة الى اهل الطفل او اهالي الشباب .أو انهم معصومين عن الخطاء وانهم ابرياء او الا ترين ماذا يحدث في المناطق من غلق شوارع المنطقة .

    • زائر 32 | 7:20 ص

      سؤال :

      1-هل هذا الطفل سيحب من سجنه ؟2-عند خروجه من سجنك ماذا سيفعل ؟هل تضمن هدوءه؟3-اذا اجتمع الاطفال السجناء مع الرجال السجناء -اجتمعت عقول-تخطط وتفكروترسم ماذا سيحل بالبلد؟؟؟اعقلوا واحسبوا جساب لافعالكم وللمستقبل

    • زائر 31 | 6:45 ص

      تعليق رقم 17 / كن موضوعيا

      المفسدين في الأرض هم القتلة الذين ينشرون الغازات الخانقة ومن يعذبون المساجين ومن يقتحمون البيوت ويروعون الناس الآمنين في بيوتهم بدون أي رادع أو وازع أخلاقي أو ديني.
      كفاكم تعصبا
      أتقوا الله أيها الناس مالكم كيف تحكمون

    • زائر 30 | 6:33 ص

      بنت الفردان

      الله ايفرج أليه والى جميع المعتقلين انشالله ويغلب الله علا غلبهم ويرد كل غريب الى اهله بحق غريب كربلاء

    • زائر 29 | 6:33 ص

      بنت الفردان

      الله ايفرج أليه والى جميع المعتقلين انشالله ويغلب الله علا غلبهم ويرد كل غريب الى اهله بحق غريب كربلاء

    • زائر 27 | 5:11 ص

      تكملة

      المشكلة هي أن أغلب منتسبي الأمن هم من الذين لم يكملوا تعليمهم الإبتدائي ، هذا اذا كانوا قد دخلوا المدرسة أصلا، فهم لا يعرفون شئ اسمه قانون و لا حقوق إنسان.
      لكن الأغرب من هذا هي كيف تم توظيف هؤلاء في سلك الشرطة!!!

    • زائر 26 | 5:06 ص

      العدل أساس الحكم

      لنفترض ان هؤلاء الأطفال خرجوا في تجمهر أو أغلقوا الطرق (مثل ما ذكره زائر

    • زائر 24 | 4:54 ص

      عيب انتم صيام يا2،5،6،7

      لماذا رحلتم إلى التائج وتركتم الأسباب والتي علق عليها الأخوة المداهمات الليلية للمنازل،العبثفي المنازل،إخاقة المارة واسترهاب الطفل والمراة على حد سواء،محاصرة القلرى،أسوار شائكة(كقطاع غزة)،أنواع من السيارات الجيب،أنواع من أشباه الرجال لا يجيدون كلمة عربية إلا الشتم والسباب والكلام القبيح كل هذا وغيره أمام مرأى ومسمع من الأطفال في منازلهم أنصاص اليالي بل في وضح النهار أيضاً فماذا يولد لدى الأطفال قل لي بربك.

    • زائر 22 | 4:50 ص

      اكذب ولا تبالي

      عندما تستخدمون من هم في سن ا13 و 14 او 15 في رمي الملوتوف وسد الطرقات والفساد في الارض لا يكونون اطفال بل هم ابطال حسينيون وعندما تلقي الشرطة القبض عليهم متلبسين يصبحون اطفال بريئون وتستجدون حقوق الانسان للدفاع عنهم
      قبل ان تسالي وزارة الداخلية وجهي السؤال نفسه لنبيل رجب زعيم حقوق الانسان في البحرين واسالي الوفاق عن استخدامها للاطفال في سلميتها المزعومة

    • زائر 20 | 4:36 ص

      في الماحوز والقرى الجاورة محنة الأطفال((البحرين اليوم

      ولو مليون معاهدة ولاملاين افتفقياتولا ولا ولا......!!
      كل هذه المعاهدات وافتفاقات تلغى دون رادع أو وازع ديني ولا حس إنساني والواقع خير دليل ((الناس عبيد الدبيا و...))هذا من ناحية ومن ناحية أخرىوانتهاك واضح لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل الصادرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 1989فالمادة (19) تشير إلىلحماية الطفل لكن الواقع ويش؟؟تشير المادة (40) إلى إعتراف بحق الطفل وكرامته،أطفالاً في موضع اتهام وعذاب،هذا هو الواقع في بلد مسالم وشعب طيب والكل العدو قبل الصديق يشهد له،ولكن عبدة الدينار والكرسي!

    • زائر 19 | 4:34 ص

      الأطفال... يا وزارة الداخلية؟

      ولو مليون معاهدة ولاملاين اتفقيات ولا ولا ولا......!!

      كل هذه المعاهدات والإتفاقيات تلغى دون رادع أو وازع ديني ولا حس إنساني والواقع خير دليل ((الناس عبيد الدنيا و...))هذا من ناحية ومن ناحية أخرى انتهاك واضح لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل الصادرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 1989فالمادة (19) تشير إلى حماية الطفل لكن الواقع ويش؟؟تشير المادة (40) إلى إعتراف بحق الطفل وكرامته،أطفالاً في موضع اتهام وعذاب،هذا هو الواقع في بلد مسالم وشعب طيب والكل العدو قبل الصديق يشهد له،ولكن!

    • زائر 17 | 4:09 ص

      وينك يا وزير التربية

      أين حقوق الطفولة كما تدعي يا وزير التربية . أليس هذا من طلابك ؟ لماذا لا تخبر الداخلية أننا في المدارس نربي و نعلم الأطفال على حربية التعبير ، هل هي شعارات فقط يا وزير لاستهلاك و للإستحمار ؟؟؟؟؟؟

      تحياتي / ابو سيد حسين

    • زائر 16 | 4:02 ص

      هذا الذي تقدر عليه القوات

      كلما حدثت مناوشة هنا أو هناك، حيث تنتشر القوات في الشوارع والقرى لتأخذ ما تطول أيديهم حتى لو كانوا أطفالاً لم تخط شواربهم بعدُ، لأنهم عزل وضعاف البنية، يمتلكهم الخوف ويخونهم حسن التصرف عند المباغتة..

    • زائر 15 | 3:50 ص

      زائرين 2 و 5 و 6 و 7

      تخيل أن هذا الطفل و هو نائم يحلم و أقتحمت قوات الأمن البيت عليهم و روعتهم و أعتقلت أباه و أخوته و ضربتهم و أسالت دمائهم و شتموهم و ضربوا أمه و شتموها ثم إقتادوهم للسجن؟؟ أو أن هذا الطفل قتل أبوه بوحشية أو أخوه أو عمه أو أحد أقاربه من قبل قوات الأمن !! أو أن أبوه مفصول و لا يجد لقمة عيش لأطفاله و كلما طلبوه يقول لهم لا أملك المال لأني مفصول بسبب الحكومة أو موقوف !! أو تخيل أن جميع هذه الأمور حدثت لطفل واحد ، فماذا ستكون ردة فعله ؟؟؟ سيكون ناقما و حاقدا على قوات الأمن و سيعمل مافي وسعه للإنتقام

    • زائر 14 | 3:10 ص

      الظلم ظلمات

      الي يده في الماء غير الي يده في النار اللهم ارهم في أبنائهم وأعز احبابهم ما يعانيه هؤلاء الأهالي من بعد فلذات أكبادهم يارب في اغلب البيوت مكان خالي لأسير او شهيد او مطلوب رحمتك يا ربي

    • زائر 12 | 3:06 ص

      المعلق الثاني والرابع

      عاوزين جنازة وتشبعوا فيها لطم.
      الأجدر .. التمييز بين الكبار والاطفال. فأنا لااعتقد ان أحمد النهام كان يسد الشوارع او يتجمهر عندما اطلق عليه الشوزن وفقد عينه.

    • زائر 11 | 3:05 ص

      الاهانات ليست في السيارات بل في البيوت ايضا

      البعض ممن علق ذكر اهانات الاهل في السيارات
      لا بزيدك علم داخل البيوت وفي اوقات الفجر والاطفال نيام

    • زائر 10 | 2:53 ص

      لم يلعب احد بعقول احد وجوزوا عن هالسوالف -المعلق الاول والثاني

      الأطفال كائن يتأثر بما يحصل حوله ومهما نحاول حمايته فلا يمكننا ذلك هذا اولا.
      ثم اذا شاهد هذا الطفل المناظر التي تحصل لذويه وقرابته واحيانا ابيه وامه واخوته ما هو شعوره ووالده
      يهان امام عينيه.
      الا تسألوا انفسكم ما هو شعور الطفل عندما يكون في سيارته مع والده ويأتي احد الشرطة الاجانب ويكيل له الاتهام ثم تريدون الوالد يبلعها ويصنف الاهانة معاملة حسنة.
      فقط تبحثون عن مبررات ولا تبحثوا عن حقيقة الاسباب التي جرّت هؤلاء الاطفال للخروج في الاحتجاجات؟

    • زائر 9 | 2:35 ص

      تميز المقال

      يتميز المقال اذا شمل جميع النواحي الفاعل والمفعول به

    • زائر 8 | 2:35 ص

      لماذا

      مع الزائرين 1 & 2 ونفس التساؤلات

    • زائر 7 | 2:17 ص

      خوش كلام ولكن ...

      كلام جميل والكل يعاني من هذه المشكلة . نسال ااااه الفرج للجميع . وما توصيات بعدد 176 عالمية للبحرين إلا لكي يتم الافراج عن الاطفال وعم زجهم في ما لا يخصهم .

    • زائر 6 | 2:16 ص

      لماذا الاطفال فعلاً !!

      اليس الاجدر ان نلوم من حفز الاطفال ولعب بعقولهم وزج بهم بقضايا لا تناسب طفولتهم وقد تعرض حياتهم للخطر، الا يخالف قوانين حماية الطفل بكل تصنيفاتها دفع الاطفال لمشاركة في عمليات الحرق والتخريب والتظاهر؟؟!! الا يتحمل من زج بهم بالعمل السياسي المسؤلية الاولى مع ابائهم اللذين تركوهم لهؤلاء ومن ثم نتباكى ان اصابهم اي اذى؟؟
      ماذا لو اصيب كذلك الطفل الذي رايناه يحترق اثناء اشعاله للاطارات؟؟
      وللعلم كل دول العالم تحيل مثل هؤلاء الاطفال للاصلاحيات ليعاد زرع قيم لم تتمكن الاسرة من تاصيلها لديهم.

    • زائر 5 | 2:10 ص

      اخت رمله ارجوا التحقيق قي الاسباب لاعتقال هذا الطفل والذي يعز علينا كبشر .لماذا هو وليس باقي الاف الاطفال غيره؟لماذا غرر به ؟لماذ اهله وعشيرته لم يعاقبونه اذا تجمهر ويتركون التجمهر ان صح للواعين سياسيا ويدفعونه ليعيش طفولته.

    • زائر 2 | 1:21 ص

      مسؤلية الاهل ايضا

      اسكن في قرية كل ليلة يتم فيها اغلاق الشوارع من قبل الاطفال فماعلاقة هذه بالمطالب المشروعة

    • زائر 1 | 1:18 ص

      القوانين والمواثيق موضة قديمة

      انتهى زمن احترام القوانين والاتفاقيات والمواثيق واحترام بنودها خاصة في الدول العربية، لا تتمسكوا بمثل هذه المواثيق الدولية ولا تعولوا عليها في حماية أطفالنا ونسائنا فلم يعد لهذه القوانين الدولية أهمية لأنها قوانين غير ملزمة للحكومات ، إذا كانت الأديان وبيوت الله تنتهك وعلى أيدي أناس يدعون الإسلام وفي عز النهار إذن فإن اعتقال طفل شيئ عادي وليس فيه ما يحز في نفوسهم حتى لو كان اعتقال هذا الطفل تم في شهر الله. قولي لله المشتكى.

اقرأ ايضاً