دعا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون القوى العالمية اليوم الاربعاء (25 يوليو/ تموز 2012م) الى توحيد صفوفها على وجه السرعة لوضع نهاية لسفك الدماء في سوريا معيدا الى الاذهان قعود الامم المتحدة عن التحرك في عام 1995 في الوقت الذي ترتكب فيه المذبحة في بلدة سربرنيتشا البوسنية.
وقال بان امام برلمان البوسنة في ختام جولة استمرت اسبوعا في دول يوغوسلافيا السابقة انه يوجه نداء الى العالم.
واضاف أنه في سربرنيتشا "لم تنهض الامم المتحدة بمسؤوليتها. وفشل المجتمع الدولي في منع الابادة الجماعية التي تكشفت. وقتل كثير من الرجال والصبية في سربرنيتشا بلا ضرورة وبوحشية. "
ولذلك فمن هنا من قلب البوسنة والهرسك التي تتعافى من جراحها أوجه نداء الى العالم: لا تتأخروا. تجمعوا. تحركوا. تحركوا الان لوقف المذبحة في سوريا."
وبينما كان يتحدث كان الجيش السوري يحول نيرانه نحو حلب ثاني اكبر مدينة في البلاد حيث قصف قوات المعارضة بالمدفعية وطائرات الهليكوبتر الحربية حسبما ذكر نشطاء المعارضة.
وتبين عجز مجلس الامن الدولي المنقسم بين القوى الغربية من ناحية وروسيا والصين من الناحية الاخرى عن وقف الصراع الذي يقول النشطاء انه اودى بحياة ما لا يقل عن 18 الف شخص.
وتوفي زهاء 100 الف شخص في حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995 حيث احجمت القوى العالمية عن التدخل فيما اعتبرته صراعا عرقيا معقدا. ولم تتحرك تلك القوى الا في اعقاب مذبحة سربرنيتشا التي وقعت في يوليو/ تموز 1995 عندما تخلت قوة حفظ السلام الهولندية التابعة للامم المتحدة عن البلدة التي اعتبرتها الامم المتحدة منطقة امنة وتركتها لقوات صرب البوسنة المتقدمة التي قتلت ثمانية الاف رجل وصبي مسلم ودفعت جثثهم بالجرافات الى حفر.
وقالت محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة في لاهاي ان الجريمة وهي افظع مذبحة في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية تعد ابادة جماعية. وما زالت البوسنة تعاني من انقسام عميق وما زالت تقاسي جروح التطهير العرقي.
وقال بان "الامم المتحدة تقوم بكل ما تستطيع" في سوريا.
واضاف "لكن التحرك - التحرك المؤثر - يحتاج الى الجهد المنسق للمجتمع الدولي. دون الوحدة سيكون هناك مزيد من سفك الدماء. دون الوحدة سيموت مزيد من الابرياء."