العدد 3610 - الأربعاء 25 يوليو 2012م الموافق 06 رمضان 1433هـ

«الصحة» و«التربية»... استقطاعات أم عقوبات؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كانت الصحافة في السنوات السابقة تتناول في مثل هذه الفترة من العام، تزامن تكاليف شهر رمضان المبارك مع العيد والعودة إلى المدارس، أما هذا العام فنُشر خبران عن استمرار استقطاع الرواتب في وزارتي الصحة والتربية والتعليم.

ليس خافياً على أحد أن الاستقطاع من رواتب هذه الأعداد المجهولة من الموظفين بالقطاع العام، يعود إلى أسباب سياسية ثأرية، في إطار عملية كبرى لقطع الأرزاق طالت أكثر من ستة آلاف مواطن، في حادثةٍ غير مسبوقةٍ في تاريخ البحرين الحديث.

عملية «العقاب الاقتصادي» الجماعي هذه غير مسبوقة حتى على مستوى البلدان التي عصف بها الربيع العربي، فمثل هذه العقوبات عادةً ما يتم اللجوء إليها على خجل وفي نطاق محدود، كما في اليمن وسورية، مع الأخذ في الاعتبار الحجم السكاني، وما تمثله نسبة من يطولهم العقاب.

فيما يخص وزارة التربية التي تنوي تدشين ورش عمل عن حقوق الانسان، ونشر كتاب عن مفهوم المواطنة والحوار وتقبل الرأي الآخر؛ هذه الوزارة أوقفت مئات من موظفيها على خلفية الأحداث السياسية، وبعضهم تم إيقافه 4 مرات لمدة 10 أيام، مع خصم الراتب. كما تم توقيف معلمين آخرين مع استقطاع 70 في المئة من رواتبهم لثلاثة أشهر، وبعد إعادتهم إلى أعمالهم في ديسمبر/ كانون الأول 2011، استمر الاستقطاع من رواتبهم بالنسبة نفسها. واللافت أن تقرير بسيوني أشار إلى أن عمليات التوقيف والفصل في وزارة التربية كانت بدافع «الانتقام»، وهو أمرٌ مؤسفٌ على كل حال.

أما فيما يخص الوزارة العتيدة الأخرى (الصحة)، فاستمر استقطاع الرواتب لمجموعة من الممرضين والممرضات بنسبة تتراوح بين 50 و70 في المئة.

المؤكد أن مثل هذه السياسة العقابية القائمة على الثأر والإيذاء وسد سبل الحياة، لا تنسجم إطلاقاً مع روح التعايش التي عُرف بها البحرينيون، ولا مع مبدأ المواطنة واحترام حقوق الانسان. وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعواتٌ كثيرةٌ قبيل الشهر الفضيل، لإنهاء هذا الوضع غير الإنساني لمئات العوائل، لكنها كانت صرخاتٍ في البرية.

في إطار الاحتجاج على هذا الوضع، تحدّثت مجموعةٌ من الممرضين والممرضات عن مخالفة وزارة الصحة للقانون في عملية الاستقطاعات، مستندين إلى المادة (257) من قانون الخدمة المدنية التي تقول «لا يجوز إجراء خصم أو توقيع حجز على راتب الموظف، أو أية مبالغ أخرى مستحقة له بسبب الوظيفة، إلا وفاءً لنفقة أو لدين محكوم به من القضاء أو لأداء ما يكون مستحقاًّ للدولة من الموظف بسبب الوظيفة. ولا يجوز أن يزيد المقدار المحجوز عليه كل شهر عن ربع المبالغ المستحقة للموظف، وعند التزاحم تكون الأولوية لدين النفقة».

بعض المسعفين بمجمع السلمانية الطبي أكدوا استقطاع أكثر من 70 في المئة من رواتبهم حتى هذا الشهر، وتم صرف نحو 10 دنانير لبعضهم هذا الشهر. وهو ما دفع بعضهم إلى مراجعة مكتب الوزير صادق الشهابي، ودفع البعض الآخر لمراجعة مكتب الوكيل عائشة بوعنق، فقيل لهم إن الموضوع تم تحويله إلى الموارد البشرية، والتي غسلت يديها من العملية برمتها، بنفيها العلم بالموضوع من أساسه!

وزارة الصحة بدأت منذ نهاية العام 2011، باستقطاع رواتب عدد كبير من موظفيها، وشملت القائمة استشاريين وأطباء وممرضين ومسعفين ومنظفين فضلاً عن بعض الإداريين. وهذه الكوكبة تعرّضت للتوقيف حيث تجاوزت بعض الحالات ستة أشهر، وبعد العودة إلى العمل تعرّضت لحرب الاستقطاعات.

التربية والصحة من أكثر الوزارات ارتباطاً بالمواطنين، توظيفاً وتقديماً للخدمات، فأصبحت اليوم من أكثر الوزارات تشدداً وتضييقاً على الأنفاس. بعيداً عن روح التعايش ومبدأ المواطنة واحترام حقوق الإنسان.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3610 - الأربعاء 25 يوليو 2012م الموافق 06 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 2:04 م

      محرقية

      يارب انصر كل مظلوم بحق هالشهر الفضيل... يارب رجع الحق لاصحابة

    • زائر 30 | 9:57 ص

      بحق شهرك الفضيل انتقم لنا يااارب

      انتقم ممن قتل شبابنا ويتم اطفالنا واغتصب نسائنا وقطع أرزاقنا بحق محمد واله الأطهار

    • زائر 29 | 9:36 ص

      تذكر أيها المظلوم قول الجليل

      ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار

    • زائر 27 | 9:17 ص

      أزمة النقد ونقل دم من وزارة الى أخرى

      من البديهي أن وزارة الصحة ليس لها صلة رحم بجسم الانسان لكن وظيفتها ذات صلة واضحة. فالعلاقة بين علاج أمراض الأبدان والدواء فلا يحتاج بيان، لكن علاقة أمراض المجتمع باقتطاع رواتب موظفي هذه الوزارة تحتاج الى وقفة كتلك التي في عرفة.
      يبدو أن هناك مشكلة في السيولة المالية فاقتطاع رواتب موظفي الوزارات الخدماتية مثل التربية ليس للمساهمة في دعم حقيبة الطالب، وكذلك اقتطاع رواتب بعض موظفي وزارة الصحة ليس لمساعدة المرضى المحتاجين أو الأطباء المتضررين. فأي الوزارات في حاجة ماسة الى نقل دم ودعم؟

    • زائر 26 | 9:09 ص

      الى زائر رقم

      ببساطة لانه ليس صاحب القرار ولم يكن ليعين اصلا لو كانت هناك ذرة امكانية ان يعترض على ذلك!!!!

    • زائر 25 | 7:54 ص

      شراء الخدمة العقاب

      شراء الخدمة استثني من القرار من تعيب ايام الازمة يعني لن لا تنطبق ولا يستفيد منها طيف واسع من المواطنين

    • زائر 24 | 6:59 ص

      لك يوم ياظالم

      لاتحسبون بان الله غافل عما يعمل الظالمون ستاتيهم ضربة قوية من رب البشرية يفوم

    • زائر 22 | 5:13 ص

      من وين جاي الامر

      ياسيدي ابحث لينا وشوف من وين جاي هذا الامر، وزارة التربية ترميها على الخجمة المدنية، وما ادري الخدمة المدنية من وين جايها الامر ؟؟؟؟

    • زائر 21 | 4:58 ص

      الله هوالمنتقم

      الله ينتقم من تسبب في قطع الارزاق

    • زائر 20 | 4:40 ص

      وزير الصحة

      لماذا يلتزم وزير الصحة الصمت عندما تتطرق الصحافة الى هذا الموضوع وغيره من المواضيع كعودة الاطباء المبرئين الى اعمالهم ؟

    • زائر 19 | 4:33 ص

      الشكوى لله

      حسبي الله و نعم الوكيل في كل من له يد في قطع أرزاق الناس ...... و ين بيروحون من عقاب الله ؟

    • زائر 17 | 4:03 ص

      "ضرب الأعناق و لا ضرب الأرزاق"

      مثل يحمل معان و مؤشرات خطيرة، هذه السياسة كما مثيلاتها من السياسات الظالمة و المجحفة و الجائزة ووو .. تؤسس لردات فعل قوية مساوية لها في المقدار "على أقل تقدير "و مضادة لها في الاتجاه كما "قانون النسبية لنيوتن" .. فحذار حذار من الحليم إذا ثأرّ .. و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

    • زائر 15 | 3:33 ص

      عندما تغيب الرحمة والإنسانية تظهر الوحوش البشرية

      سياسة القطع من الرواتب هي أوامر سياسية قد عرفها الجميع وهي سياسة ستطول كثيراً حتى لا يتجرأ مستقبلاً أحداً في أن يفكر مجرد تفكير في الإضراب أو المشاركة في الإعتصامات ... والوزارات المتميزة في ذلك التربية الصحة والبلديات

    • زائر 14 | 2:53 ص

      عقاب وتشفي من صدور ملأتها الاحقاد وكنا نظنهم اخوة

      لا ليسوا اخوة لنا من يسعى الى قطع ارزاقنا هم ليسوا اخوة لنا لأن ذلك لم يحصل من البوذي واليهودي والمسيحي واللاديني وإنما حصل ممن يدعي انه مسلم يا للاسلام الذي تلصق فيه سقطات البشرية.
      ماذا قال الامام علي عندما رأى رجلا مسيحيا يتكفف الناس اقرأوا القصة لتعرفوا حقيقة الاسلام وهل ما يحصل هو من اي دين سماوي او ارضي.
      عشنا سنين مع الاجانب ولم يقوموا بالمسّ بأرزاق الناس واقواتها ولكن المسلمين لهم الجرأة على ذلك
      لماذا هل العيب في الاسلام ام المتمسلمين

    • زائر 13 | 2:44 ص

      انهم لايخافون الله

      شغلتهم الدنيا
      فسحلو الحرام و اكل اموال الناس بالباطل

    • زائر 11 | 2:06 ص

      أين الوزارتين من كل تلك التصريحات؟؟

      الغريب في الأمر أن لا أحدا من المسؤلين في الوزارتين يخرج علينا بتصريح ينفي كل هذه الاتهامات الموجهة لهم وكأن حالهم يقول قولوا ما تقولون ونفعل ما نريد، صمت ينبئ عن صحة ما يحدث ومع الأسف الشديد السطلة العليا هما الوزيران لم يخرج علينا أحدهما ليفند ما يكتب عن وزارته وينفي هذه الأنباء كما جرت العادة ويطلب من الصحافة تحري الدقة قبل النشر، إذا كان شهر الله لم يؤثر في مواقف هاتين الوزارتين من المواطنين فما بالك إذا أقبل شهر فبراير وهو الذي يذكرهم بما حدث،بل أعتقد أنه سيزيدهم غلا وحقدا يصعب استئصاله.

    • زائر 10 | 2:04 ص

      انه غياب للوعي والضمير ..!

      ان الاستقطاعات هي ابسط علينا كثيراً من هذا التنافس الهستيري من بعض الزملاء للوشاية بزملائهم وتسجيل اكبر نقاط في ذلك من اجل نيل شي من فتات هذه الدنيا الفانية ! حتى بلغ تغييب الوعي والضمير والانتشاء الوقتي من البعض الى الوصول الى مرحلة يصعب على العقل تقبلها ، فماذا تصف سيدة تتظلم عبر احد مواقع التواصل الاجتماعي من ان زميلة لابنتها في المدرسة من طائفة ..... لم يتم توقيفها الى الان وقد اخبرت الام ادارة المدرسة بذلك ! والام هنا منزعجة جداً من عدم فصل الطالبه والسماح لها بتأدية الامتحان !!

    • زائر 9 | 2:03 ص

      جيفري

      سياسة العقابية القائمة على الثأر والإيذاء وسد سبل الحياة

    • زائر 8 | 2:00 ص

      مقال في الصميم / رحم الله والديك سيد

      فعلا أصبحت هاتين الوزارتين أبع مايكون عن احترام حقوق الموظفين فضلا عن حقوف الانسان
      ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
      لله المشتكى

    • زائر 7 | 1:55 ص

      يارب انصر كل مظلوم

      نبتهل إلى الله العلي القدير أن ينصر كل مظلوم وينتقم من كل إنسان ظالم أومتمصلح تسبب في إيذاء الآخرين وتوقيفهم أو فصلهم أو جرح مشاعرهم بحق هذا الشهر الفضيل

    • زائر 6 | 1:26 ص

      لا يجوز وبعيدا عن روح التعايش والله عزيز ذو انتقام كل هذه القيم القرآنية والدينية والانسانية ضربت عرض الحائط !!

      ولكننا نقول حسبنا الله ونعم الوكيل والله عزيز ذو انتقام

    • زائر 5 | 1:24 ص

      للأسف

      للأسف هذه الاشياء تحدث في وقت الوزير الجديد

    • زائر 4 | 12:25 ص

      «العقاب الاقتصادي الجماعي» أضر بالاقتصاد الوطني لأن المحرك الرئيسي له هو المواطن الأصلي وليس الجديد الذي يرسل معظم راتبه الى بلد الأم تاركاً مبلغاً زهيداً للسمبوسة أو الخبز وفي البيت أيضاً..

      عملية «العقاب الاقتصادي» الجماعي غير مسبوقة حتى على مستوى البلدان التي عصف بها الربيع العربي.

      أن الاستقطاع من رواتب هذه الأعداد المجهولة من الموظفين بالقطاع العام، يعود إلى أسباب سياسية ثأرية، في إطار عملية كبرى لقطع الأرزاق طالت أكثر من ستة آلاف مواطن، في حادثةٍ غير مسبوقةٍ في تاريخ البحرين الحديث.

    • زائر 3 | 12:21 ص

      قص ولقص.. يمكن قطع رواتب البعض لتغطية رواتب «المتطوعين» لأنها لم تكن في الحسبان أثناء وضع الميزانية..

      وزارة التربية أوقفت مئات من موظفيها على خلفية الأحداث السياسية، وبعضهم تم إيقافه 4 مرات لمدة 10 أيام، مع خصم الراتب. كما تم توقيف معلمين آخرين مع استقطاع 70 في المئة من رواتبهم لثلاثة أشهر، وبعد إعادتهم إلى أعمالهم في ديسمبر/ كانون الأول 2011، استمر الاستقطاع من رواتبهم بالنسبة نفسها.

      أما فيما يخص الوزارة العتيدة الأخرى (الصحة)، فاستمر استقطاع الرواتب لمجموعة من الممرضين والممرضات بنسبة تتراوح بين 50 و70 في المئة.

    • زائر 2 | 12:18 ص

      مبدأ المواطنة واحترام حقوق الإنسان هو فقط شعارات ورقية.. ولو كانت حقيقة لما رأيت حدث في البحرين ما حدث.. ولن تجد إستقرار طالما الميزان مائل..

      التربية والصحة من أكثر الوزارات ارتباطاً بالمواطنين، توظيفاً وتقديماً للخدمات، فأصبحت اليوم من أكثر الوزارات تشدداً وتضييقاً على الأنفاس. بعيداً عن روح التعايش ومبدأ المواطنة واحترام حقوق الإنسان.

    • زائر 1 | 11:59 م

      تذكير بالحراس الجامعيين

      نحن مجموعة من حراس المدارس الجامعيين ومازلنا على ابواب المدارس من دون ترقيات !

اقرأ ايضاً