العدد 3611 - الخميس 26 يوليو 2012م الموافق 07 رمضان 1433هـ

أسر ليبية فقيرة تقضي رمضان في المقر السابق للقذافي في انتظار توفر السكن

تقضي عشرات الاسر الليبية الفقيرة التي لا مأوى لها، اول شهر رمضان بعد الاطاحة بنظام معمر القذافي وسط انقاض مجمع باب العزيزية الذي كان مقر قيادة الزعيم الليبي الراحل.
وقالت سرور الرابطي احدى المقيمات في المجمع "لا اكاد اصدق: لدينا ماوى ونمضي شهر رمضان في مكان كان في الماضي لا يمكن دخوله".
وكانت ثكنة باب العزيزية تعتبر رسميا القاعدة الرئيسية لقيادة العمليات في عهد القذافي حتى تمكن ثوار ليبيا مدعومين من قوات الحلف الاطلسي من دخول الثكنة المحصنة في 23 آب/اغسطس 2011.
وبدا المجمع حقلا شاسعا من الانقاض وبنايات منهارة ونفايات متناثرة. وتم اعداد اربعين مسكنا فيه بشكل عشوائي.
وفي تشرين الاول/اكتوبر وبالتزامن مع اعتقال معمر القذافي وقتله بايدي الثوار استولت اسرة الرابطي على احد المنازل التي هجرها اصحابها في المجمع.
وتتألف الاسرة من ثمانية افراد، ثلاثة منهم يحصلون على مرتبات بسيطة. وهي من بين الاسر الافضل حالا في منطقة باب العزيزية التي تضم بعض المباني اللائقة ما زال الطلاء الحديث طريا لكنه يكاد يحجب آثار المعارك والحرائق عليها.
وبدت شقوق على بعض مربعات بلاط المنزل الذي اصبحت تسكنه اسرة الرابطي بسبب المتفجرات المستخدمة اثناء الهجوم على باب العزيزية. المنزل واسع دون بذخ وكان يؤوي ضابطا رفيع المستوى كان يعيش بمحاذاة مقر القذافي.
وتم استبدال زجاج النوافذ المكسور بقطع من البلاستيك الاصفر ووضع باب في حين بقيت فتحات اخرى كما هي.
ولا هواء طبيعي ولا من مكيف لتخفيف درجة حرارة الصيف في طرابلس حيث تبلغ الحرارة حوالى الاربعين درجة.
وتكسب الاسرة بالكاد ما يكفي للقمة العيش ومع ذلك تقول الرابطي وهي تعمل موظفة "نحن سعداء لان دم الشهداء لم يذهب هباء".
وتقول امها زهرة التي تهتم ببعض النعناع والطماطم والفلفل الذي زرعته في المنزل "انها المرة الاولى التي نحيي فيها رمضان براحة وبلا خوف حتى وان كنا نعيشه ببساطة".
وامضى سكان آخرون في باب العزيزية اقل حظا من اسرة الرابطي، الشتاء عرضة للبرد والريح وهم اليوم يعانون من الحرارة وسوء تزويدهم بالماء والكهرباء.
وتقول ام سيف التي تقيم هنا منذ نحو عام "نريد حلا، مبادرة صغيرة من الحكومة لمنحنا الامل".
ويرتبط منزلها بكابل مع شبكة التيار الكهربائي اما الماء فعلى الاسرة جلبه من خارج المجمع وتخزينه في حاويات من البلاستيك.
وتضيف هذه السيدة التي كانت اسرتها تقيم في السابق مع اسرة زوجها "لكن قبل كل شيء اريد الاستقرار سواء نقلتني الحكومة او تركتني هنا".
ويتذكر عبد السلام الصغير الذي يعيش من ممارسة اعمال ترميم واصلاح مختلفة "حين وصلنا الى هنا، كان كل شيء مدمرا".
واضاف هذا الاب لطفلين "جمعنا الجثث من الانقاض ودفناها. ثم اقمنا كابلاتنا الكهربائية وخراطيم مياه وطلينا المنازل التي اقمنا فيها. في البداية لم اكن انام من شدة الفرح بالحصول على اول منزل خاص بي".
لكن في اجزاء اخرى من باب العزيزية يقيم سكان في ثكنات اصابها ضرر كبير ويرافقون الزوار لمشاهدتها وهم يرددون "نريد حلولا، وليس وسائل الاعلام".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً