العدد 3616 - الثلثاء 31 يوليو 2012م الموافق 12 رمضان 1433هـ

لِمَ المداهمات الليلية؟

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

في آخر الليل، حينما تحل الظلمة، ويهدأ البشر، ولا تسمع لهم حسيساً ولا نجوى، الجميع يخلد للنوم والصمت، فجأة ودون سابق إنذار ترى البيت يهتز، تمتلئ كل زواياه وأركانه، ترفع رأسك لترى من حولك أناساً كأنهم من كوكب آخر يتراكضون يمنة ويسرى من دار إلى دار، تقف مذهولاً في حيرة، لا تدري ما تقول تتعثر الكلمات حين تجيب عليهم وهم يسألون بصراخ، لا تدري ما تصف ما تشعر به حينها أهو خوف أو ذهول أو غضب أم مزيج من ذلك كله، إلا أنك تتنفس الصعداء حين يخرجون، وينتهي الموقف الذي بات متكرراً.

هذا حديث جارتي الذي أصبح بيتها مزاراً لرجال الأمن ليلاً للبحث عن ابنها، يدخلون من أي مكان من النافذة، من بيت الجيران، أو يتسلقون الجدار، المهم ما تراهم إلا وهم في وسط بيتها في أي وقت بالليل، فمنذ حل الشهر الكريم إلى يوم العاشر منه تمت مداهمة منزلهم ثلاث مرات وكانت الأوقات هي على التوالي: الساعة الرابعة، الساعة الواحدة والنصف، الساعة الثالثة فجراً. هي قصة لم تعد غريبة على مجتمعنا البحريني، ولا تعد جارتي هي الوحيدة التي تعاني من هذه القضية، والأمر لا يعد قائماً على الذهول والحيرة والترقب والخوف الذي يأخذ أهل البيت والذي يزيد الوضع صعوبة إذا وُجد أطفال، إنما أصبح هذا الهم خبزاً يومياً لأهل البيت الذين لا يعرفون الراحة والهدوء والسكينة في بيتهم، فما ذنب أهل البيت إذا كان أحد أفرادهم مطلوباً؟ وما ذنب الجيران تقتحم أسطح منازلهم وترج كأن القيامة قامت، فهم مواطنون لهم حرمة، ولا يتم التعامل معهم كأعداء، وعلى سبيل الغاية تبرر الوسيلة.

هناك أكثر من 250 منزلاً بحرينياً تمت مداهمته في الشهرين الماضيين، ولكل منزل قصة وفيها يتعرض لمواقف، وغالبيتها يتكرر عليه الأمر مراراً، حتى أصبحت منازلهم مناطق عبور مفتوحة لا يحدها جدار ولا تفتح بالباب، ولا ينالها من الحرمة والخصوصية أي اعتبار، فالأمر مباح، مع العلم بأن القانون خلاف ذلك؛ فالمادة (12) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تقول نصاً «لا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحملات» فلم يُبحْ هذا النص التدخل تحت أي عنوان، ولا يتخذ الضغط على أهل هذا البيت أو ذلك رهينة لما هو مطلوب، فهم مواطنون لهم حقوق وحرمات يجب أن تصان، وتحمى من قبل الأمن لا أن تكون محلاً للانتهاك، فالمفترض أن يكون بيت كل بحريني هو بيتي، وأهله أهلي، وحرمته حرمتي، وأطفاله أطفالي، يؤلمني ما يؤلمهم، فهم جزء من هذا الوطن، وهم جذوره وامتداده، فهل من تحرك يوقف ذلك؟

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3616 - الثلثاء 31 يوليو 2012م الموافق 12 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 10:21 ص

      العربية

      سيدتي لماذا لا تقترحي علي الداخلية ارسال طلب الحضور الي النيابة مع باقة ورد في تكسي العربية ومعها زفة معرس

    • زائر 23 | 8:04 ص

      اتفق مع زائر 6

      وبعد الأفضل يكون الزجاج من النوع الحاد حتى يقطع جسد كل متسلق ! و بعد تقدرن تكهربون السور بكهرباء تشوطهم إذا حاولوا التسلق

    • زائر 22 | 6:28 ص

      في سوال

      انا عندي سوال لزائر18

      يعني الي في البحرين الي يحرقون التواير ع قولتك غلط ؟ والي يحرقون ويستخدمون الحصا والمولوتوفات في مصر واليمن وتونس وليبيا وسوريا و المغرب ذلين صح؟
      وبس مال البحرين غلط؟

      الكل غلط ولكن يجب محاسبه الخطا ومب نزيد على الخطا بخطا اكبر بطريقه تعامل وعقاب جماعي وغيره

    • زائر 21 | 6:14 ص

      الاعتراف واضح بسن تحرض............

      اعترفتي بنفسك ان ابنهم مطلوب ولم يسلم نفسه فالمشكلة ليس في الشرطه المشكلة تقع علي عاتق ابنهم ومن كان السبب في ما وصل اليه الحقوق لاتاخذ بالارهاب بنزين المواد المتفجر.ه وبسنه تحريض الرساله واضحه.لانك اثبتي الجرم فالمشكلة ومن المسؤولين عن المساهمات

    • زائر 20 | 6:10 ص

      المدهمات بس

      شوف لنا حل مع الغازات المسيله لكل شيء اعتقد انهم يستخدمن غاز خطير للغاية من امس البارحه شميت قليل منه ولا نمت حراره قوية فصدري الى اليوم كان المرى محترق او بالع شيء حار جدا وما خلصنا انتفاخ في البطن وغزات مستمره كل 1دقيقه حمام اكلت كل شىء وشربت كل شىء ابي اطفي هاالحرارة ولم استطع هذا شويه من الاستنشاق والعيون حمرة حارة لاتستطيع ان تغمض ويش هل حالة +مدهمات موت وخراب ديار ياجماعة

    • زائر 18 | 5:53 ص

      الآية عندكم مقلوبة

      سبحان الله - على مدى سنة ونصف لم أقرأ للكاتبة مقالا واحدا تستنكر فيه فطاع الطرق ولا حرق الإطارات ولا تفجير السلندرات . الكاتبة وغيرها ممن يكتبون هنا همهم الوحيد هو شيطنة الملائكة ومألكة الشياطين . يا كاتبة داوي الأسباب وليس ردود الأفعال.

    • زائر 16 | 5:35 ص

      ماذا تبقى ؟!

      يقول لك أن المداهمات باذونات " ليلية " ، وتكسير الأبواب والنوافذ والاعتداء على الاعراض وضرب الأطفال والنساء والكبار كلها باذونات قانونية !!!

    • زائر 15 | 4:59 ص

      ولد البلد

      إلى رقم 7 نعم هناك أسباب للمداهمات و أولها مطالبة الناس بحقوقها في الحرية و الكرامة و المساواة. أرجو أن أكون قد أجبت على سؤالاتك.

    • زائر 14 | 4:30 ص

      بأختصار شديد ..... إرهاب

      مقصود

    • زائر 13 | 3:44 ص

      و الله حالة

      و الله علي بالي بيتج ترى طلع بيت جارتج. كيف الحال أم فاضل؟

    • زائر 12 | 3:39 ص

      تسلسل 8 هناك قلاقل بالبلد ، هل حلها بالمداهمات ؟؟

      هل الحل بنظرك بالمداهمات الليلية ودائما السوأل هل يرضى احد منا ان يتعرض للهجوم الليلي ، والقانون يبيح أكثر من وسيلة حضارية لجلب أي متهم ، الا تتكلمون عن دولة القانون اذا كان هناك من يخرق القانون كما تدعون ، هل يجوز للأمن خرق القانون ردا على من حرق اطار بالهجوم كيفما اتفق على منازل الناس ، الموضوع كله ( امعان في الأيذاء ) وغطرسة القوة أمام اناس لا حول لهم ولا قوة في بيوت بعضها متهالك . ماذا لو جاؤ بالنهار او ارسلوا ( احضارية )

    • زائر 11 | 3:31 ص

      رقم 7 نسألك يا هذا

      وهل ترضى انت لو كانت عليك شبهة أو قضية حتى ان يهجموا عليك ليلا وانت في فراشك مع أهلك ويروعوا أطفالك ؟؟ اذا قبلت بذلك اسأل بعدها ما بدا لك ، اعيد السوأل هل تقبل لنفسك ذلك من أي جهة كانت ؟؟؟ ومهما علا سقف تهمتك .

    • زائر 10 | 3:07 ص

      ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      ولم التحريق الليلي للإطارات, ولم غلق الشوارع ولم الخروج الليلي في مسيرات كالخفافيش, ولم الإزعاج .
      الا يحق لنا الراحة في رمضان, نرجو عدم الكيل بمكيالين

    • زائر 9 | 3:06 ص

      ونحن لدينا سؤال

      هل تتم المداهمات بدون سبب,

    • زائر 6 | 2:25 ص

      نصيحة

      أنصح أصحاب البيوت جميعا بترفيع أسوارها وبعد ذلك تطعيمها بالزجاج المفتت .

    • زائر 5 | 2:07 ص

      لِمَ المداهمات الليلية؟

      المداهمات الليلية أبلغ في الأيذاء وانتهاك الحرمات واذالال من يعتبرونه عدوهم .

    • زائر 4 | 1:57 ص

      الله يعين

      ما منها فايده الا بث الحقد والكراهيه بعقول الناس والله يعين الاطفال شلون قلبهم بيصير لما يكبرون واهما يشوفون الانتهاكات

      الله يصلح حال البلد التي توجد فيه حقوق المسلم

    • زائر 3 | 1:56 ص

      هم من كوكب آخر

      العميد طارق الحسن في تصريحه المنشور اليوم في جريدة الوسط ينفي وقوع مثل هذه التجاوزات والمداهمات ويقول أنها قانونية وأنها بأمر النيابة وأنهم يدخلون البيوت من أبوابها ، وأنهم يبحثون عن هاربين من العدالة وأنهم أرسلوا لهم احضاريات ولم يحضروا مما اضطر الشرطة لهذه المداهمات ومن يتعرض لسوء معاملة عليه تقديم شكوى للوزارة وأنها ستتخذ إجراءاتها .
      ونحن نعتقد خلاف ذلك لأنه لو كان ذلك صحيحا لما هتكوا البيوت ليلا وفجرا ولماذا يلبسون القناع إذا كانوا رسميين وبأمر من النيابة، نقول للعميد الأشخاص هم من كوكب أخر

    • زائر 2 | 1:01 ص

      شكرا لك اختي على هذا المقال

      المشكلة القانون في المادة12 على ناس وناس مثل مايقولون يعني قانون حبر على ورق فقط مثل ماعندنا بالمسمى جمعية حقوق الانسان لكن انجوف حركتها وافعالها عكس ذلك فليس كل قانون في الدولة يطبق بل هو للسمعة والاعلام الدولي فقط فهولاء هم خفافيش الظلام

    • زائر 1 | 11:25 م

      بهلول

      ، إن الشياطين أكثر ما تنشط داخل البيوت خلال الليل والظلمة، و شياطين هذا الزمن تتمثل أكثر ما تتمثل في اللابتوبات و الآيفونات و الآيبادات و الآيبودات والسامسونجات التي تشغل أبناءكم وبناتكم عن المراجعة و العبادة وصلاة الليل، لهذا يقوم التدخل السريع بانقاذكم وانقاذ أبناءكم الأعزاء على قلوبنا جميعاً من هذه الشياطين و إخلاء بيوتكم منها في الوقت المناسب ( الليل ). هذه عمليات حماية وانقاذ و ليس مداهمات ... لِمَ لا تحسنوا ألفاظكم ؟

اقرأ ايضاً