قدم كوفي عنان أمس (الخميس)، استقالته من منصبه موفداً دولياً وعربياً إلى سورية بعدما فشلت الجهود الحثيثة التي بذلها على مدى ثلاثة أشهر في وقف النزاع الذي «زاد عسكرة» في هذا البلد، وندد بانعدام الإجماع في مجلس الأمن.

وقال عنان، في مؤتمر صحافي بجنيف «بذلت ما في وسعي». وأضاف أن «الكلفة الإنسانية الباهظة للنزاع وأخطار هذه الأزمة على السلام والأمن الدوليين بررت المحاولات للتوصل إلى انتقال سلمي نحو تسوية سياسية».

وأكدت واشنطن أن استقالة عنان تعود إلى رفض روسيا والصين دعم القرارات التي تستهدف الرئيس السوري. فيما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستقالة بأنها «خسارة كبرى»، وعبرت سورية عن أسفها لنبأ الاستقالة.

معركة حلب تشتد وفصيل سوري معارض ينتقد تشكيل «حكومة سورية» في المنفى

عنان يستقيل من منصبه وسط أسف دولي

جنيف، حلب - أ ف ب، رويترز

قدم كوفي عنان أمس الخميس (2 أغسطس/ آب 2012) استقالته من منصبه كموفد دولي وعربي في سورية بعدما فشلت الجهود الحثيثة التي بذلها على مدى ثلاثة أشهر في وقف النزاع الذي «زاد عسكرة» في هذا البلد، وندد بانعدام الإجماع في مجلس الأمن الدولي.

وقال عنان في مؤتمر صحافي في جنيف «بذلت ما في وسعي». وأضاف أن «الكلفة الإنسانية الباهظة للنزاع والأخطار الاستثنائية لهذه الأزمة على السلام والأمن الدوليين بررت المحاولات للتوصل إلى انتقال سلمي نحو تسوية سياسية». لكنه تدارك أن «العسكرة المتزايدة (للنزاع) على الأرض والانعدام الأكيد للوحدة في مجلس الأمن، غيَّرا في شكل جذري الظروف لأمارس دوري في شكل فعلي».

كذلك، أعرب عنان عن أسفه لعدم «تلقي كل الدعم الذي تتطلبه المهمة»، لافتاً إلى «انقسامات داخل المجتمع الدولي»، وخصوصاً مجلس الأمن. وأكد أن «كل ذلك أدى إلى تعقيد واجباتي».

وانتقد عنان في هذا السياق عدم «أخذ» مجلس الأمن بخلاصات اجتماع جنيف في 30 يونيو/ حزيران والذي توافقت فيه الدول الأعضاء في مجموعة العمل بشأن سورية على مبادئ عملية انتقال سياسي يقودها السوريون.

وأعرب بان كي مون عن «امتنانه العميق للجهود الشجاعة» التي بذلها عنان و»لتصميمه»، مبدياً «أسفه العميق» لإنهاء مهمته. وأوضح أنه باشر مشاورات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لـ «الإسراع في تعيين خلف (لعنان) يستطيع مواصلة جهود السلام الأساسية».

وأكدت واشنطن أمس أن استقالة عنان تعود إلى رفض روسيا والصين دعم القرارات التي تستهدف الرئيس السوري. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن استقالة عنان تظهر كذلك رفض نظام الأسد وقف الهجمات «الإجرامية» ضد شعبه. فيما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقالة عنان بأنها «خسارة كبرى» يجب ألا تعيق جهود التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع في هذا البلد.

من ناحيتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزارة الخارجية السورية قولها إن «سورية تعرب عن أسفها لنبأ استقالة المبعوث الأممي العربي وطلبه عدم التمديد له في مهمته».

ميدانياً، وجه مقاتلو المعارضة السورية نيران دبابة استولوا عليها إلى القوات الحكومية أمس وقصفوا قاعدة جوية عسكرية يتوقع أن تستخدم كنقطة انطلاق لتعزيزات الجيش في المعركة للسيطرة على حلب.

من ناحية أخرى، قصفت القوات النظامية منطقة صلاح الدين الاستراتيجية في حلب بالدبابات والمدفعية بينما حاول مقاتلو المعارضة تعزيز سيطرتهم على المناطق التي استولوا عليها. وفي العاصمة دمشق اقتحمت القوات ضاحيةً أمس الأول (الأربعاء) وقتلت 35 شخصاً على الأقل غالبهم من المدنيين العزل، وفقاً لما ذكره سكان ومنظمات ونشطاء.

وفي ظل الأزمة، انتقدت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية» المعارضة إعلان معارضين سوريين في الخارج تشكيل حكومة انتقالية في المنفى.

وقال بيان صادر عن الهيئة أمس إنها غير معنية «في تشكيل أية حكومة سورية في المنفى»، مضيفاً: «نعتقد أن مثل هذه المساعي ستزيد المعارضة تشرذماً، وستعقد الوضع السوري كثيراً وسيكون من نتيجتها مزيد من سفك دماء السوريين».

على صعيد آخر، أقفل ثلث الشركات الصغيرة والمتوسطة في سورية منذ بدء الاضطرابات في البلاد قبل أكثر من 16 شهراً، بحسب أحد أعضاء غرفة تجارة دمشق.