العدد 3621 - الأحد 05 أغسطس 2012م الموافق 17 رمضان 1433هـ

المسلمون في فرنسا بعد الانتخابات

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

بدأ شهر رمضان الفضيل بالنسبة لـ 3.5 مليون فرنسي مسلم، تبدو الحماسة للصيام أقوى من أي وقت مضى هذه السنة حيث يقوم 71 في المئة من مسلمي فرنسا باحترام الشهر الفضيل مقارنة بـ 60 في المئة قبل 20 سنة، حسب صحيفة «لاكروا». كما يحضر مآدب الإفطار، مثل إفطار الترحيب في المسجد الكبير في باريس السياسيون الفرنسيون الجدد ليظهروا التزامهم بعلاقة متجددة بين المسلمين وغير المسلمين في فرنسا بعد الانتخابات الأخيرة.

إلا أنه خلال العقد الأخير في فرنسا، كشف الجدل حول دور الدين في المساحة العامة والهجرة والتلاحم الاجتماعي وغيرها من القضايا عن توترات اجتماعية متزايدة واستقطاب في الرأي العام. تسيطر المفاهيم الخاطئة والمعلومات المضلّلة أحياناً على الحوار العام حول العلاقات بين المسلمين الفرنسيين وشركائهم في المواطنة. كما استفحلت الأمور السنة الماضية عندما منعت حكومة الرئيس ساركوزي لبس النقاب في الأماكن العامة، مما أثار حفيظة الجالية المسلمة. تبدو الانتخابات الأخيرة بالنسبة للكثيرين أنها تقدّم تغييراً.

يأمل المسلمون في فرنسا بأن تأتي الحكومة الجديدة بتغييرات إيجابية. «بوجود اليسار في السلطة، نشعر بأننا أقرب إلى الحكومة وإلى فرنسا بشكل عام، وبأن فرنسا أقرب إلى المسلمين»، يقول باريسي مسلم شاب. «نستطيع الآن التركيز على قضايا أكثر أهمية، مثل فرص العمل».

هناك مؤشرات واعدة أخرى بأن الوضع يتغير.في 19 يوليو/تموز 2012 قابل الرئيس فرنسوا هولاند إمام المسجد الكبير الدكتور دليل بوبكر، وبحثا قضايا مثل تنظيم الإسلام في فرنسا وتدريب الأئمة وجرائم الكراهية ضد المسلمين. كما أعرب الإمام بوبكر عن تقديره للرئيس الفرنسي الجديد بسبب مناخ الهدوء والأمل الذي تأسس في فرنسا منذ انتخابه، خاصة بالنسبة للمسلمين في فرنسا.

بعد يومين، وفي اليوم الثاني من شهر رمضان، دعي وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس إلى طعام الإفطار في المسجد الكبير في باريس.

رغم عدم وجود شيء جديد يتعلق بحضور السياسيين الفرنسيين إفطارات رسمية خلال شهر رمضان (حضرها الرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي ورئيس الوزراء فرنسوا فيلون) يشكّل إفطار عام 2012 في المسجد الكبير في باريس نقطة تحول في السياسة الفرنسية باتجاه اشتمال المسلمين في الجمهورية الفرنسية.

أعلن الوزير فالس يوم 6 يوليو/تموز أثناء افتتاح المسجد الكبير في ضاحية كيرجي، وهي ضاحية باريسية بُنيَت في ستينيات القرن الماضي: «الإسلام ببعده العالمي عنصر لا يتجزأ، بحقه الخاص، عن فرنسا اليوم.(...) أحياناً كثيرة، جرى التلاعب بالإسلام كوسيلة للشك وعدم الثقة والازدراء. (...) مسئوليتنا هي أن نبني وبشكل تدريجي إسلاماً فرنسياً يغرس جذوره في بلدنا». وقد نادى الوزير بإجراءات أكثر موضوعية، منتقداً بشدة سياسات الرئيس السابق نيكولاس ساركوزي الخلافية المتعلقة بالتكامل والهجرة على أنها «عشوائية وتمييزية».

إلا أن هناك حاجة لمزيد من العمل لإصلاح سنوات من انعدام الثقة. إذا أرادت فرنسا رأب الصدع بين سكانها المسلمين والحكومة، من الضروري أن ترفض بشكل واضح الرابط بين القضايا الاقتصادية-الاجتماعية والقضايا الثقافية. على سبيل المثال، لقد حان الوقت للتغلّب على الصور النمطية بأن «الأسلمة» هي تفسير للبطالة والصعوبات الاقتصادية.

من الأساسي كذلك لصانعي السياسة تغيير الطرح المهيمن للهوية الوطنية الفرنسية، وذلك من خلال اشتمال الثقافة الإسلامية والتاريخ في النقاش حول التراث الفرنسي. تحتاج فرنسا بغض النظر، رغم فخرها بمفهوم «العلمانية» (الذي يمثل غياب كل من المشاركة الدينية في الشئون الحكومية وغياب مشاركة الحكومة في الشئون الدينية)، تحتاج إلى إيجاد مفهوم للمواطنة يضم الطبقات المتنوعة من الهوية والانتماء.

سيكون من بين الاستراتيجيات الأساسية استخدام التعليم لدحض الافتراض بأن الهويات محددة، ليس فقط بسبب النتائج الخطرة لذلك الافتراض وإنما بسبب عدم دقته التاريخية. التحدي هنا هو إعادة تشكيل التخيلات بحيث يمكن رؤية المسلمين كمواطنين شرعيين.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3621 - الأحد 05 أغسطس 2012م الموافق 17 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً