العدد 3627 - السبت 11 أغسطس 2012م الموافق 23 رمضان 1433هـ

اختراع كويتي لـ «ضبط حضور وغياب طلبة المدارس والجامعات»

فاضل حبيب comments [at] alwasatnews.com

.

لو أمعنا النظر في المشكلات التربوية لوجدنا الغياب وهو الانقطاع المتكرر للطالب/ة عن المدرسة بصورة غير طبيعية واحداً من أخطرها.

في الأسبوع الماضي نشرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) خبراً عن تقديم الباحث الكويتي زيد الشمري ـ وهو يشغل حالياً منصب الأستاذ المشارك في التربية ومدير إدارة الأبحاث والتطوير في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا ـ اختراعاً جديداً حول ضبط حضور وغياب الطلبة في المدارس والجامعات بعنوان (نظام وطريقة لمراقبة وتحفيز الطلبة على الحضور).

قام الباحث بتسجيل الاختراع الجديد لدى مكتب الملكية الفكرية في بريطانيا، واختراعه عبارة عن نظام لمراقبة وتحسين حضور الطلبة من خلال تسجيل ومراقبة وتشجيع الطلبة على الحضور باستخدام القوانين والتقنيات المثبتة علمياً؛ لتحفيز وتغيير سلوك الطلبة لزيادة الحضور أثناء الدراسة سواء في المدارس أو الجامعات.

كما هو معروف في الأوساط التربوية فإن للغياب أسبابه التي ترتبط إما بالطالب أو المدرسة أو بالأسرة أو مؤسسات التنشئة الاجتماعية المتعددة.

فنجد على سبيل المثال طالباً يغيب عن المدرسة بدافع كرهه لمعلم معين أو مادة بعينها، أو لكثرة الأعباء المدرسية المتمثلة في التعيينات (الواجبات المنزلية) وتراكمها، أو نتيجة للقصور والإهمال واللامبالاة من الطالب نفسه، أو لإحساسه بوجود ضعف أو تراجع في مستواه الدراسي، أو الاعتماد الكلي من قبل بعض الطلبة على الدروس الخصوصية التي يعتبرونها مريحة ومجزية عن الحضور إلى المدرسة وغير ذلك.

أما الإدارة المدرسية فلربما تتساهل في ضبط الحضور والغياب، أو ثمة قسوة لدى بعض المعلمين في تعاملهم مع الطلبة، أو لحشو المناهج الدراسية وطولها وصعوبتها، أو لعدم تنويع المعلمين استراتيجيات التدريس الحديثة ، أو لارتفاع معدل الكثافة الطلابية في الصف الواحد وعدم ملاءمة البيئة المادية بالمدرسة وغير ذلك من الأسباب التي تُحدث الضجر والملل عند الطلبة وبالتالي تشجّعهم على الغياب.

هذا إلى جانب التربية الأسرية أو دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تتسبب هي الأخرى في تنامي ظاهرة الغياب، فبعض الآباء والأمهات الذين يعيشون الرفاهية يقومون بتدليل أبنائهم، وفي المقابل هناك بعض الأسر من ذوي الدخل المحدود لا يستطيعون توفير متطلبات المدرسة واحتياجاتها المتعددة، أو نجد مثلاً ضعفاً في التواصل أو العلاقة بين البيت والمدرسة، كعزوف بعض أولياء الأمور عن المشاركة في المجالس أو اللجان المدرسية، أو لضعضعة العلاقة الأسرية نتيجة الطلاق أو المشاكل المتفاقمة والمستمرة وغير ذلك، هذا إلى جانب تأثيرات البيئة المحيطة التي تتسم بالعصرنة والحداثة والتكنولوجيا الرقمية وما شابه ذلك ما يفقد المؤسسة التعليمية بريقها إن لم تستطع أن تواكب هذه التحولات الكبيرة، ما يوقع الطلبة في تردّد لعدم جدوى الحضور إلى المدرسة أصلاً!

وبالرجوع إلى الباحث الشمري، فإنه لم يهدف من اختراعه إلى الوقوف على الأسباب التي ذكرناها بقدر ما اجتهد لمعالجة عزوف الطلبة وزيادة نسبة الحضور في الفصول الدراسية سواءً في المدارس أم الجامعات، مستنداً في ذلك إلى الدراسات العلمية التي أثبتت أن لحضور الطالب علاقة مباشرة مع إنجازاته العلمية.

فطن الشمري إلى أهمية البيئة المدرسية بوصفها بيئة حاضنة ومحفزة على التعلّم لا طاردة له، لذا فقد وجَّه بوصلته نحو كيفية تصميم الطرق الفعالة لإدارة الفصل كمتطلبات الحضور والقوانين الصفية وجمع وتحليل المعلومات لهذه الطرق واستخدام النقاط لتحفيز الطلبة على حضور المحاضرات أثناء الدراسة في الجامعة، وكيفية اتباع الطلبة للقوانين في الفصل مع مراعاة متطلبات المدة الدراسية وحضورهم المحاضرات، ومن ثمّ تطبيق هذه الدراسة على الطلبة وإعادة اختبار هذه الطرق المصممة في مرحلة أخرى.

كما قام الباحث أيضاً بعدة إجراءات أخرى مثل أخذ أسماء الحضور في كل محاضرة ثم تجميع وترميز حضور الطلبة على نموذج وأخذ الملاحظات ومراقبة سلوك حضور الطلبة في كل فصل.

اتبع الشمري في اختراعه المنهج التجريبي، وهو منهج علمي دقيق حيث يمكِّن الباحثين من الجزم بمعرفة أثر السبب على النتيجة، وهو المنهج الوحيد الذي يتم فيه ضبط المتغيرات الخارجية ذات الأثر على المتغير التابع، لذا فقد أسفرت دراسته بشكل عام عن نتائج دعمت الأهداف الرئيسية لدراسة حل مشكلة الغياب وتحسين حضور الطلبة في هذا البحث التجريبي من خلال تصميم طرق فعالة لإدارة الفصل، ما نتج عن زيادة نسبة حضور الطلبة بطريقة مباشرة ما كان له الأثر في تحسّن معدل الدرجات النهائية للطلبة في المحاضرات أثناء الدراسة، في إشارة إلى التحسن في حضور الطلبة والدرجات النهائية وكذلك العلاقة الإيجابية بين كل من حضور الطلبة في الوقت الصحيح والدرجات النهائية لكل سنة أكاديمية.

يتطلع الباحث بأن تساهم هذه الدراسة في خدمة الجامعات والكليات والمدراس في دولة الكويت، علماً بأن هذا الاختراع هو نتاج لفكرة مشروع بحث تم تمويلها ودعمها من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وذلك لدراسة ظاهرة عزوف الطلبة عن حضور المحاضرات أو الفصول الدراسية ووضع النظام الذي يعالج هذا الخلل ويحسن من نسبة الحضور في الجامعات والأماكن التعليمية الأخرى مثل المدارس في دولة الكويت، وأن هذا الاختراع هو الثاني الذي تقدم به الباحث الشمري، إذ سبق وقدم برنامجاً لقياس مخرجات التعليم (أملو) الذي تم تطبيقه عملياً وأظهر نتائج بارزة في قياس هذه المخرجات.

بحرينياً، فلقد بدأنا نعاني أخيراً من ظاهرة (الغياب الجماعي) عندما يتوسط يوم دراسي إجازة العيد أو المناسبات الدينية والوطنية، وهو ما يتعارض مع «حق التمدرس»؛ لأن المطلوب إيجاد التوازن بين حق التمدرس في الحضور وعدم الغياب مدة (180) يوماً، وحق الاستمتاع بوقت الفراغ في الإجازات والعطلات مدة (180) يوماً الأخرى.

ما فهمناه بأن وزارة التربية والتعليم بصدد تعميم «نظام الباركود الإلكتروني» على المدارس البحرينية، ضمن مشروع (السلوك من أجل التعلّم)، في الوقت الذي نشجّع المسئولين في الوزارة على الاستفادة من التجارب الرائدة في المنطقة كتجربة الباحث الشمري من شقيقتنا الخليجية الكويت.

إقرأ أيضا لـ "فاضل حبيب"

العدد 3627 - السبت 11 أغسطس 2012م الموافق 23 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:47 ص

      المشكلة وزارة التربية وقوانينها

      يا وزارة التربيه ما اعتقد يحتاج الغياب الى هالخرابيط يا اخي اذا في ناس استيعابهم مثلا ضعيف ما يفهم بسرعه وما عنده تركيز يعني او ما قدر ايواصل الدراسه انقطع تواصله في الدراسه عن طريق غيابه خلاص انتون عليكم اتسوون الاجراءات الي تطبق مثلا الحرمان في الامتحانات مو معناة انكم تراقبون وتجسون وما ادري شنو ما يحتاج الى هالخرابيط الدراسه مو جايه بالغصب الي حاب ايطور من نفسه ويكمل حي الله والي ما يبي على راحته انتون تبون كل شي على مزاجكم كل كلمة اتطلعونها من جيسكم سويتنها قانون قانون فاشل

    • زائر 4 | 8:13 ص

      المشكلة في علقيات المسئولين

      أساب غياب الطلبة هو بالأساس بسبب فشل سياسة وزارة التربية التي تترأسها عصابات من جماعات سلفية لها عقليات القرون الوسطى و السلام

      تحياتي / ابو السيد الحسين

    • زائر 3 | 4:49 ص

      مشكلتنا بالبحرين هو عدم الثقة بقدرة المعلم على الابداع و تلقينة ما يفعل مثل الطفل الذي يتعلم الكلام

      لا ياخذ براي المعلم في تطوير التعليم او المبادرات الجديدة في مجال التعليم
      يستعان بالاجانب من الخبراء و ينسون المعلم الذي يعايش التجربة من سنين و كل يوم

      المشكلة الرئيسية بالبحرين هي اعداد الطلبة في الفصل فهي بين 25-36 طالب وهو عدد كبير يؤثر بشكل كبير في مستويات الطلبة و اقبالهم على الدراسة فهي ايجب ان تقل عن 20طالب في الفصل ليتسنى للمعلم العناية بالطلبة
      قد يقول البعض انهم درسوا 40طالب او اكثر اقول لهم و هل كانت جودت التعلم مقبولة او نتائج الطلبة و النجاح جيدة
      في الثمانينات ينجح 3 من 36

    • زائر 2 | 1:12 ص

      إبداعاتنا هي التمييز في التوظيف والبعثات وآخرها مجالس الوشاية والتنكيل..

      في الوقت الذي نشجّع المسئولين في الوزارة على الاستفادة من التجارب الرائدة في المنطقة كتجربة الباحث الشمري من شقيقتنا الخليجية الكويت..

    • زائر 1 | 11:09 م

      الياس

      واعتقد تحتاج ظاهرة غياب المدرسين لدراسه ؟
      فهل بيئة العمل جاذبة لهم أم طارده؟
      ماتأثير منهج الوزارة على المدرس في تعاملها معهم
      وهل ماعاناه أبو ديب ونائبته السلمان دور في إحباط السلك التربوي؟
      ماأثر الأزمة على نفسية الطالب فضلاً على المدرس"فصل /توقيف/تحقيق/حرمان للمتفوقين من البعثات ....
      أي واقع تربوي وأي تمدرس وأي تحسين بل أي جودة
      كفانا كلام

اقرأ ايضاً