العدد 3629 - الإثنين 13 أغسطس 2012م الموافق 25 رمضان 1433هـ

الملك في كلمة بمناسبة العشر الاواخر: ليس في وسع أحد أن يكون فوق القانون أو يتطاول على المؤسسات الدستورية

قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة "أن شهر رمضان المبارك كان مناسبة لنا جميعاً للتفكر في ما يجمع كلمتنا ويوحد صفوفنا خضوعا لقول الله عز وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ )".
وأضاف جلالته خلال كلمة سامية وجهها اليوم الثلثاء (14 أغسطس / آب 2012) بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك " أن هذا الشهر كان أيضا فرصة للتأمل في معاني الأخوة التي بيننا والتي أسسها الإسلام والدم وهذا الوطن الغالي العزيز مملكة البحرين، بترابه وبحاره ومائه وهوائه".
وقال جلالته ان تلك الأخوة من نعم الله الكثيرة علينا، والتي يجب أن نرعاها حق رعايتها ، ونحافظ عليها ، وندافع عنها ، ونحميها من مكر الماكرين ودعاة الفتنة والمغامرين والمقامرين بوحدة الشعب وتماسكه ومكاسبه .يقول الله تبارك وتعالى ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً ).
واشار جلالة الملك الى إن مملكة البحرين كانت على مر العصور محط أطماع الطامعين ، ولكن شعب البحرين الأبي عرف كيف يتصدى لها بصموده ، ووحدة صفوفه ، واجتماع كلمته، والتفافه حول ولي أمره ، فتكسرت تلك الأطماع ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ) .
وقال جلالته "إننا عشنا في هذه السنة ظروفاً عصيبة بسبب تلك الأطماع والمؤامرات الخارجية التي لم تنقطع ، ووقفنا جميعاً وقفة رجل واحد ، في وجه دعاة الفتنة ، وواجهناهم بكل حزم وعزم كما يفرضه الواجب الملقى على عاتقنا ، والمسؤولية العظيمة التي نتحملها في الدفاع عن هذا الوطن وصيانة وحدته وحماية شعبه".
وفي أوج الشدة تمسكنا بالحكمة والصبر والأناة ، وفتحنا أبواب الحوار ، ودعونا إلى العفو والسماحة متوكلين على الله عز وجل واثقين من نصره.
وأشار جلالة الملك الى "أننا إذا كنا يقظين منتبهين إلى مكر الطامعين من خارج الوطن ، فإننا غير غافلين عن مشاكلنا الداخلية والتي لا نألوا جهدا في حلها والتغلب عليها مثلنا مثل جميع الدول التي تحترم شعوبها وتسعى إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم".
واكد جلالة الملك أن مملكة البحرين بعون الله تعالى وبفضل المخلصين من رجالها ونسائها أصبحت دولة الحق والقانون ودولة الدستور والمؤسسات وفصل السلطات والديمقراطية وحقوق الإنسان.
ولذلك فليس في وسع أحد أن يكون فوق القانون أو يتطاول على المؤسسات الدستورية وكل من حاول ذلك تصدينا له وضربنا على يده بكل قوة .
وقال جلالته "لقد علمتنا التجارب العديدة السابقة ، بأن الحوار هو الطريق الذي يحقق آمالنا وتطلعاتنا ، فبالحوار وحّدنا مواقفنا الوطنية تجاه أي خطر أو تدخل خارجي، وبالحوار وضعنا الأسس الصحيحة لنظامنا الدستوري ، بل وكتبنا دستورنا معاً ومن ثم بالحوار تعاهدنا على ميثاقنا الوطني وتحديث الدستور. وفي السنة الماضية نجح الحوار الوطني في تحقيق العديد من تطلعاتنا السياسية والاجتماعية بما يبني على كل ما حققناه من ذي قبل. فما الذي يمنع أن نواصل البناء على ما تحقق ، فحالنا اليوم أفضل من الأمس في كل مجال ، ولا ينكر هذا إلا مخطئ . وحالنا في الغد سيكون أفضل وأسلم إن شاء الله ، وذلك بالرأي المشترك والتفاهم المطلوب . فهذا النهج ليس بجديد علينا بل وأثبت أنه النهج الواحد الصحيح الذي نجح به وطننا العزيز في المضي إلى الأمام في مسيرة الإصلاح والتطوير والتنمية الحقيقية .
فاتبعوه وضعوه نصب أعينكم ، وبعون من الله عز وجل سننجح في اجتياز هذه المرحلة إلى الغد الأفضل إن شاء الله .
وأكد جلالة الملك "أنه من واجبنا حماية الآمنين من المواطنين الصالحين الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ، والاستماع إلى مظلمتهم وتفهم أحوالهم والانكباب على مشاكلهم وتحسين أحوالهم والرقي بأوضاعهم دون تمييز ولا إقصاء في ظل القانون والعدالة الاجتماعية ومبادئ المواطنة الحقة" .

ونوه جلالته بما قطعته ملكة البحرين بحمد الله وحسن عونه وتوفيقه من أشواطاً بعيدة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإرساء دعائم الديمقراطية وحقوق الإنسان .
وأكد جلالته اننا سنمضي على هذا الدرب إن شاء الله بعزيمة لا تعرف الضعف ولا الكلل ، يدنا في أيديكم جميعاً ، على بصيرة من أمرنا ووعي بحقوقنا وواجباتنا وإيمان بربنا واعتزاز بعبقرية شعبنا وصدقه وإخلاصه ، جاعلين نصب أعيننا ما يتطلع إليه شعبنا من رقي ، وتقدم ، وازدهار ، وعدل ، وحكامة جيدة ، ومقاومة لكل أشكال الفساد وإرساء لقواعد الديمقراطية الحقة داخل إطار ثوابتنا الدينية والوطنية وخصوصية مجتمعنا .


 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 11:01 ص

      اللهم لك الحمد

      اللهم وفق البحرين قيادة و شعبا لخير الوطن و تقدمه و أبعد عنا الفرقة و الشرور

اقرأ ايضاً