العدد 3630 - الثلثاء 14 أغسطس 2012م الموافق 26 رمضان 1433هـ

الملك: نرحب بمقترح خادم الحرمين بإنشاء مركز للحوار بين الطوائف والمذاهب الإسلامية

رحب عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمقترح خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز للحوار بين الطوائف والمذاهب الإسلامية مقره المملكة العربية السعودية على أن يُضمن ميثاق مكة المكرمة الذي سوف يصدر عن مؤتمر القمة.
جاء ذلك خلال جلسة العمل الأولى لقمة منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة حاليا في مكة المكرمة، وفيما يلي نص كلمة جلالة الملك التي ألقاها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين عاهل المملكة العربية السعودية ،،
أصحاب الجلالة والسمو وأصحاب الفخامة والمعالي ،،
معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ،،
أيها الحضور الكرام ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
ونحن نسعد بالأيام والليالي المباركة ، من هذا الشهر الفضيل ، الذي نعيش عشره الأواخر ، المفعمة بالمغفرة والرضوان ، أهنئكم جميعاً ببلوغكم موسم الخير في رمضان ، متضرعاً إلى المولى عز وجل ، أن يتم علينا نعمة صيامه وقيامه ، وأن يعيده علينا أعواماً عديدة ، وأزمنة مديدة ، بالأمن والسلام ، والصحة والعافية والتوفيق لما يحبه ويرضاه .
وأتقدم إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالشكر والتقدير على هذه الدعوة الكريمة ، واستضافته لهذه القمة المباركة التي تأتي في وقت هام من تاريخ أمتنا الإسلامية واستكمالاً لجهود مشكورة ومستمرة ترعاها المملكة العربية السعودية الشقيقة بحفظ من الله وتوفيقه لخدمة امتنا الإسلامية جمعاء .
لقد استمعنا إلى الخطاب الجامع الذي استهل به خادم الحرمين الشريفين هذه القمة الاستثنائية ، وما ورد فيه من آفاق واسعة تمثل حال المسلمين وضرورة توحيد صفوفهم ، وجمع كلمتهم ، وإصلاح ذات البين بينهم والتعاون الفكري والاقتصادي والسياسي بما يعود بالخير على الإسلام والمسلمين وعلى الإنسانية كافة .
ويسرنا أن نرحب بمقترح خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز للحوار بين الطوائف والمذاهب الإسلامية مقره المملكة العربية السعودية على أن يُضمن ميثاق مكة المكرمة الذي سوف يصدر عن مؤتمر القمة .
إن الدين الإسلامي ، كما أنزله الله سبحانه وتعالى ، هو دين الوحدة والتضامن والبعد عن الانقسام ، دين يضم جميع الشعوب والطوائف والأعراق ويرفض أعمال الكراهية والشقاق والفتنة .
أيها الأخوة ،،
إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعمل الإسلامي المشترك ، ومن الضروري العمل الجاد من أجل إيجاد حل عادل ودائم وشامل لها وذلك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية وقرارات اللجنة الرباعية الدولية ، وإننا نشعر بقلق بالغ مما تتعرض له الأماكن المقدسة في القدس الشريف من انتهاك لحرماتها وتغيير لهويتها وهو ما يدعونا لمطالبة المجتمع الدولي بضرورة تفعيل قراراته بصورة عملية لوقف الانتهاكات والتعديات الإسرائيلية المستمرة على هذه الأماكن وضرورة احترام قرارات مجلس الأمن ومبادئ الشرعية الدولية واتفاقيات جنيف التي تحظر أحداث تغييرات جغرافية أو ديمغرافية في الأراضي الخاضعة للاحتلال .
كما وإن التطورات المؤسفة والمتسارعة على الساحة السورية والتي استمرت حتى الآن زهاء عام ونصف بلا توقف وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الشعب السوري الشقيق تستدعي منا جميعاً وقفة تأمل جادة في أبعادها وتداعياتها الداخلية والإقليمية والدولية وفي نفس الوقت إيلاء الاهتمام الواجب لمطالب الشعب السوري المشروعة ومعاناته الإنسانية وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي للأزمة يضع حداً للعنف ويوقف إراقة الدماء ويحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها . وفيما يتعلق بالشعب المسلم الشقيق في منيمار ، فإنه يتوجب علينا جميعاً الوقوف معهم في هذه المحنة وتقديم العون له والمساعدة ، إضافةً إلى النصح السليم لحكومة مينمار بهذا الشأن .
الأخوة أصحاب الجلالة والسمو وأصحاب الفخامة والمعالي ،،
لقد قطعت شعوب وبلدان العالم الإسلامي خطوات واسعة ومتعددة في مسيرة البناء والتنمية ، يجمعها في ذلك هدف واحد وعزم لا يلين ، مزيداً من الإنجاز والنجاح والإصرار على بذل كل جهد ممكن في هذا الاتجاه من أجل حاضر زاهر ومستقبل مفعم بالأمل للأجيال القادمة .
ولاشك أن تعاليم وقيم ومبادئ شريعتنا الإسلامية السمحاء تمثل الإطار الجامع والضوء الهادي الذي ينير لنا الطريق ويفتح لنا كل آفاق التعاون والتكامل ، وبالأخص التكامل الاقتصادي لما فيه خير أمتنا جمعاء ، فعلى صعيد القطاع المالي والمصرفي ، فإن مملكة البحرين لتسجل بكل فخر واعتزاز خبراتها الواسعة وإسهاماتها المتميزة في إنشاء وتعزيز مسيرة العمل المصرفي الإسلامي منذ السبعينات من القرن الماضي ، واحتضانها لأكبر تجمع من المؤسسات والهيئات المالية الإسلامية ، الأمر الذي انعكس في تطور هذه الصناعة ونموها بذات القدر الذي تحقق على مستوى العمل المصرفي التقليدي .
وفي هذا السياق يسرنا أن ننتهز فرصة انعقاد هذه القمة المباركة لكي نوجه الدعوة إلى عقد لقاء جامع في مملكة البحرين يضم أصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب الفكر والرأي والمشورة والمختصين في هذا المجال ، نعرض عليهم فيه حصيلة ما حققناه ونستمع إلى ما لديهم من أفكار ومقترحات ، لسبل دعم مسيرة البناء والتنمية في الأمة الإسلامية ، وذلك بالتنسيق والتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي والهيئات والمؤسسات التابعة لها .
ختاماً نسأل الله تعالى التوفيق في اجتماعنا هذا ، وأن يتقبل منا ومنكم ، الصيام والقيام ، وصالح الأعمال ، في هذا الشهر الكريم ، وأن يوفقنا وإياكم، لخدمة ديننا وأوطاننا ، وأن يؤلف بين قلوبنا، ويُديم علينا نعمة الأمن والأمان والسلام ، إنه سميع مجيب الدعاء .
ويطيب لنا أن نشكر معالي السيد أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ، على جهوده الكبيرة ، والذي يسير بالمنظمة خطوات جادة وصاعدة نحو تحقيق أهدافها ليكون برهاناً لقدرة أبناء الإسلام على حمل المسؤولية بكل أمانة واقتدار . والشكر كذلك لأعضاء الأمانة العامة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، وسبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً