العدد 3636 - الإثنين 20 أغسطس 2012م الموافق 02 شوال 1433هـ

هل باستطاعة كرة القدم توحيد المسلمين والمسيحيين في مصر

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

شجّعت كل دولة، أثناء الدورة الأولمبية الصيفية لعام 2012 رياضييها وحثّتهم على الفوز. هذا الأمل ذهب إلى ما وراء الفوز في مصر. بالنسبة لدولة تكتنفها الكثير من الخلافات المجتمعية، يمكن للرياضة ولكرة القدم بالذات أن تقوّي التماسك الاجتماعي والهوية الوطنية.

شكّلت مشاركة مصر في الألعاب الأولمبية رمزاً لدور الرياضة كوسيلة لاستعادة الكرامة الوطنية والوحدة الاجتماعية. مدرّب فريق كرة القدم المصري الأولمبي هو هاني رمزي، اللاعب المسيحي القبطي الذي قاد مصر إلى النصر في بطولة كأس أمم إفريقيا العام 1998. ورغم الفروقات السائدة بين المصريين، والتي ظهرت في الصدامات الطائفية الأخيرة في الكثير من أجزاء الدولة، كان هناك دعماً جماعياً للفريق الأولمبي. ورغم أن هاني رمزي هو القبطي الوحيد في الفريق، إلا أن المصريين يمتدحون عمله وفريقه، خاصة بعد أن تأهلت مصر للمرحلة الربعية الأولمبية بعد أن تغلّبت على بيلاروس بواقع 3-1.

تنتشر نوادي كرة القدم في كافة أنحاء مصر، وتملك اللعبة احتمالات المساعدة على جَسر الفجوة بين المسلمين والأقباط. إلا أنه قبل تحقيق هذه الوحدة، يتوجّب على المصريين أولاً الاعتراف بالخلافات الاجتماعية الواضحة في الاتحادات الرياضية فيها. وقتها فقط يستطيع المصريون تحقيق القدرات الكامنة للرياضة كوسيلة لجمعهم معاً.

قال حسن شحاتة، المدرّب المسلم السابق لفريق مصر الوطني لكرة القدم، ذات مرة أنه اختار لاعبيه للفريق المصري على أساس «تديّنهم وتقواهم». تسبّب التصريح بغضب شديد، واتُّخذ كذريعة لعدم اشتمال لاعب قبطي واحد في فريق كرة القدم الوطني. لدى الكنيسة القبطية، من ناحية أخرى، رابطة كرة قدم خاصة بها لا تشارك فيها إلا أفراد الطائفة القبطية. يجب تبنّي مثال التنوّع الديني الذي يمثّله الفريق الأولمبي على مستوى الوطن كله.

يتوجب على المصريين إنشاء اتحادات رياضية في كافة أنحاء الدولة بحيث ترتكز المشاركة على قدرات اللاعب ومهاراته وليس على انتمائه الديني أو الطائفي. تستطيع الطائفتان الدينيتان، من خلال اللعب ومراقبة ودعم الألعاب الرياضية معاً، التشارك في روح وطنية متبادلة صحية أكثر، بدلاً من أن تكون مفرّقة بسبب انتماءات إلى مجموعات.

يتوجب علينا التفكير بالرياضة كلغة مشتركة تجمع الناس معاً. يستطيع الجميع في الدولة استخدامها للتواصل وبناء العلاقات على أساس التجارب المشتركة. ليست هذه فكرة ثورية.

كان استاد ويمبلي في لندن في يونيو /حزيران 2012 موقعاً ليوم «الإيمان وكرة القدم» الذي وحّد الطلبة من مدارس إسلامية ومسيحية ويهودية. قامت بالتخطيط لهذا الحدث منظمة مركزها المملكة المتحدة مكرسة لبناء العلاقات بين الشعوب من كافة الديانات، هي منتدى الديانات الثلاثة، وجمعية كرة القدم في المملكة المتحدة، التي تشرف رسمياً على الرياضة في الدولة.

يستطيع المصريون تكرار هذا المثال من خلال إيجاد اتحادات في كافة أنحاء الدولة لتشجيع التعاون بين الجماعات والديانات. يمكن لهذه الفرق أن تضم أي شخص يرغب بالمشاركة، الأمر الذي يجعل من اهتمام المصريين المشترك بالرياضة أداة لمجتمع أكثر شمولية.

يجب إعطاء دروس الرياضة التي تشجّع الوحدة عبر الجماعات في المدارس أولوية. يجب إعطاء كل شخص فرصة للتنافس والانضمام إلى الفرق الوطنية، بغض النظر عما إذا كان اسم الشخص محمد أو جورج. من المحزن أن الأمثلة على فرق كرة القدم بين الديانات قليلة في مصر. رغم أن هذه الاحتمالات قد تبدو طموحة ومثالية في المضمون الحالي، هناك العديد من الأمثلة المماثلة في تاريخ مصر.

في العام 1998، سدّد هاني رمزي، وهو مصري قبطي ومدرّب فريق مصر الأولمبي الحالي، هدفاً لمصر في بطولة كأس أمم إفريقيا. بعد تحقيق الهدف، رسم هاني إشارة الصليب على صدره في مؤشّر لصلاة شكر لله تعالى على الفوز. وعندما حقق حازم إمام، عضو الفريق المسلم وزميل رمزي هدفاً ثانياً، ركع ساجداً، معبّراً أيضاً عن شكره وعرفانه بالصلاة. وبينما احتفل اللاعبان بنصرهما، حيث حمل هاني رمزي زميله إمام على كتفيه، لم يهتم أي عضو في الفريق أو الجمهور من هو المسلم ومن هو القبطي.

رغم أن الألعاب الأولمبية قد انتهت، يجب أن تستمر روح الألعاب. يحتاج المصريون لأن يؤمنوا بمستقبل شمولي يضم جميع المواطنين. وهنا يأتي دور الرياضة.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3636 - الإثنين 20 أغسطس 2012م الموافق 02 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً