العدد 3643 - الإثنين 27 أغسطس 2012م الموافق 09 شوال 1433هـ

المتمردون السوريون يفتقرون الى اسلحة "حقيقية"

عند اطراف حي سيف الدولة في حلب يعطي قائد للمتمردين امرا لاحد رجاله بالاستيلاء على دبابة تابعة لقوات النظام بمفرده، مسلحا بقاذفة صواريخ وحاملا صاروخا واحدا.
ويقول القائد للجندي المتردد "صاروخ واحد يكفي، يمكنك التغلب على الجيش كله".
المشهد مالوف على الخطوط الامامية بين قوات الجيش السوري الحر وقوات النظام. فقوات المعارضة تحمل سلاحا بدائيا في مواجهة دبابات ومروحيات هجومية وطائرات مقاتلة.
ويشكو قادة المتمردين من ان السلاح الذي بين ايديهم قديم - كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ ومدافع مضادة للطائرات - ومن ارتفاع كلفة شراء السلاح.
ويقول علاء سعد الدين وهو جندي منشق عن الجيش النظامي السوري "لقد قدت مقاتلات ميغ طوال 12 عاما، ونحن اليوم نتصدى لها بواسطة الكلاشنيكوف".
ويضيف "المدافع المضادة للطائرات هي اسلحتنا الثقيلة. ليس لدينا صواريخ ارض-ارض او صواريخ مضادة للطائرات".
وعندما قرر ابو مريم تشكيل سريته قام بالاتصال بلواء التوحيد الذي يؤمن التنسيق بين المجموعات المتمردة لطلب السلاح.
ويشرح ابو مريم "لقد اعطانا لواء التوحيد رشاشات كلاشنيكوف ولكننا اضطررنا للاعتماد على انفسنا لشراء الباقي. لدينا 22 رجلا و12 رشاشا، لذا نحن نعمل مداورة. تستخدم المجموعة الاولى السلاح وعند عودة المقاتلين يسلمون الاسلحة للمجموعة الثانية".
ويوضح احد القادة ان الاسلحة المتوافرة في السوق باهظة الثمن، فثمن رشاش كلاشنيكوف يبلغ 150 الف ليرة سورية (حوالى 2400 دولار) وثمن الرصاصة الواحدة دولاران، بينما يبلغ ثمن القنبلة اليدوية 150 دولارا.
ويستعيد المتمردون السوريون بهزء مشاهد المقاتلين الليبيين الذين كانوا يطلقون النار في الهواء الى حد افراغ مماشط رشاشاتهم احتفالا بالسيطرة على احد المواقع.
ويقول سعد الدين "اذا اطلق احد المتمردين رصاصة واحدة في غير اتجاه العدو نطرده من المجموعة".
واعلنت الدول الغربية ان دعمها يقتصر على المساعدة الانسانية (المال واجهزة الاتصال).
وبحسب المجلس الوطني السوري المعارض الذي يضم مختلف اطياف المعارضة السورية فان دولا كقطر والسعودية قامت بتسليح المقاتلين في الداخل السوري.
ولكن الاسلحة فعليا تبدو اكثر قدما مما يقول المتمردون. اسلحة متآكلة وقاذفات صواريخ اكلتها الغبار. لا مجال للمقارنة مع الاسلحة الحديثة التي كانت منتشرة على الاراضي الليبية.
ويقول ابو وليد قائد منطقة مارع "اغلب الاسلحة التي بحوزتنا مصدرها قوات النظام سواء عندما نقتلهم او عندما نقوم بشرائها من الشبيحة او من الجنود النظاميين الذين يبيعون انفسهم".
ويقول ابو وليد بابتسامة ساخرة حاملا قنبلة يدوية خضراء من صنع روسي، "على سبيل المثال فان هذه القنبلة اليدوية قمنا بشرائها من جندي علوي"، مضيفا "لقد احب المال اكثر من قضيته".
ويقول المتمردون انهم تمكنوا من شراء السلاح من الخارج ولا سيما من العراق ومن لبنان وبشكل اقل من تركيا.
وبحسب ابو وليد وقادة آخرين فان قواتهم بحاجة الى كافة انواع الاسلحة والذخيرة وصواريخ ارض-ارض. ولكن "الاهم هو الحصول على سلاح قادر على اسقاط طائرة"، وخصوصا ان القوات السورية قصفت حلب وجوارها بواسطة مروحيات وطائرات مقاتلة.
وبغياب اي بديل افضل ليس امام المتمردين سوى صنع القنابل والصواريخ يدويا.
وكانت مجموعة من المتمردين بثت شريطا على موقع يوتيوب يظهر اطلاق صاروخ يدوي الصنع الا انها اعترفت ان ما من وسيلة لتوجيه الصاروخ بالشكل الصحيح.
ويقول سعد الدين "لقد حاولنا صنع صواريخ يدويا، ولكن وبصراحة فان اغلب هذه الاسلحة تنفجر فينا".
وفي حي المشهد في حلب ومع اقتراب الدبابات من موقعها، لم تجد مجموعة من المتمردين سوى رشاشات الكلاشنيكوف وقنابل المولوتوف المصنوعة من بقايا معلبات الاطعمة للوقوف في وجهها.
ويقول احد قادة المتمردين في مقارنة بين عناصره وقوات النظام "انه الفارق بيننا وبينهم. لديهم كل شيء، اما نحن فليس لدينا الا الله".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:22 م

      الرصاصي

      يعني الاعلام السوري صادق وشفاف عندما أعلن ولمرات عديدة عن حدوث انفجارات في مخازن اسلحة للمتمردين، كل يوم نرى ونطلع على حقائقهم التي تدل على انهزامية واضحة تقرب النهاية المحتومة لهزيمتهم

    • زائر 4 | 2:10 م

      الرصاصي

      تركيا ذبحتها لفلوس، وهي المصدر الأساسي للاسلحة المهربة المشتراة من أسواقها اذا كانت المسألة مسألة استفادة. حيث يغيرون سياساتهم حالا بأي طريقة كانت، ولا يهمها شيء سوى الاموال كما ان ثقة الجيش السوري في القضاء على المتمردين يجعلهم غير آبهين بالمرة من بيع السلاح لهم والاستفادة من الاموال الباهائلة التي يتلقونها من دول أخرى.

    • زائر 3 | 1:44 م

      العبارة الاخيرة

      نحنُ فليس لدينا الا الله ( ونعم بالله ) وهو الناصر

    • زائر 2 | 1:23 م

      نعم

      هم متمردون وجماعت شنوا مومخربين

    • زائر 1 | 1:09 م

      سوري حر

      الله ينصركم يا أبطال أنتم من صنع الكرامة والعزة النصر قادم بإذن الله القوي الجبار

اقرأ ايضاً