العدد 3645 - الأربعاء 29 أغسطس 2012م الموافق 11 شوال 1433هـ

التوتر على اشده بين المسلمين والبوذيين في غرب بورما

ان كان المسلمون والبوذيون في ولاية راخين غرب بورما يتفقون على شيء، فهو رفضهم العيش معا مجددا وقد فروا من قراهم طلبا للحماية فاحتشد المسلمون في مخيمات للاجئين واحتمى البوذيون في الاديرة.
بعد شهرين على موجة اعمال العنف التي اوقعت عشرات القتلى بين اتنية الراخين البوذية واقلية الروهينجيا المسلمة، لم يبق من بعض القرى سوى الانقاض واكوام الرماد بعدما قام الجيران فيها باحراق منازل بعضهم البعض.
واوضحت توسيما هار تو فا انها غادرت قريتها بعدما شاهدتها تحترق وهي الان تعيش قرب سيتوي عاصمة ولاية راخين التي اعلنت فيها حال الطوارىء منذ نحو شهرين.
تروي "لم تكن لدينا اي مشكلة مع البوذيين من قبل. لم نتشاجر مرة. كنا نعيش معا ونتكلم معا ونذهب الى السوق معا" مضيفة "جئنا الى هنا اولا لحماية الاطفال والا لكانوا قتلوا ربما هناك".
وهناك نحو سبعين الف نازح في محيط سيتوي، هم خمسون الفا من الروهينجيا وعشرون الف بوذي بحسب ما افادت الشرطة وكالة فرانس برس التي زارت هذه المنطقة المحاذية لبنغلادش والتي تفرض قيودا شديدة على دخولها.
ويعيش الروهينجيا الذين تعتبرهم الامم المتحدة من الاقليات الاكثر اضطهادا في العالم، في مخيمات ولا يأملون كثيرا في ان تتحسن اوضاعهم اذ لا تعترف بهم السلطات البورمية كاقلية شرعية وترفض بنغلادش استقبالهم.
ويوضح سوي مينت الذي يدير مخيم كونغ دوكار للاجئين، احد المخيمات الستة في سيتوي "ليس هناك منازل ولا ملاجىء في قراهم، كلها احرقت، لذا جاؤوا الى هنا".
واندلعت موجة العنف الاخيرة بعد اغتصاب امراة من الراخين ما اثار سلسلة عمليات انتقامية وبلغت حصيلة اعمال العنف في حزيران/يونيو اكثر من تسعين قتيلا بحسب حصيلة رسمية اعتبرتها منظمات غير حكومية اقل من العدد الفعلي للقتلى.
وان كانت السلطات تؤكد انها استعادت السيطرة على الوضع، الا ان احداثا جديدة دامية وقعت في مطلع اب/اغسطس.
ويبقى الروهينجيا داخل المخيمات حيث يعولون على المواد الغذائية التي يوزعها برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة.
ويقول ابو شكور احد النازحين "ليس لدينا كثير من الطعام لاننا لا نستطيع الذهاب الى سيتوي لشراء ما نحتاج اليه".
وفي مواجهة انتقادات منظمات مدافعة عن حقوق الانسان وبعض الدول العربية، تدافع الحكومة عن قوات الامن، غير ان منظمة هيومن رايتس ووتش تتهمها باطلاق النار على الروهينجيا وارتكاب عمليات اغتصاب ومشاهدة اعمال عنف احيانا بدون التدخل.
وفي سيتوي يشعر البوذيون بنقمة كبيرة حيال الروهينجيا ويبدون استياءهم لنقل المساعدات الى من يصفونهم بالمهاجرين غير الشرعيين ويطلقون عليهم تسمية "بنغاليين" او "كالار" وهو اسم تحقيري يشيرون به الى جميع المسلمين بدون تمييز.
ويقول الرئيس ثين سين منددا في تقرير عرضه على البرلمان في 17 اب/اغسطس وحصلت فرانس برس على نسخة منه ان "الاحزاب السياسية وبعض الرهبان وبعض الافراد يؤججون الحقد الاتني".
ويضيف "يسعى الراخين باستمرار الى ترهيب المسلمين البنغاليين الذين يعيشون في هذا البلد" مشيرا الى ان المجموعتين تعانيان من الوضع.
وكان ثين سين اعلن مؤخرا تشكيل لجنة جديدة مكلفة طرح حلول تضمن "التعايش السلمي".
غير ان المهمة التي تنتظرها صعبة للغاية وقال ساو ساو احد النازحين الراخين "كنا نعرف الذين احرقوا منازلنا. لكن ان جاء روهينجيا لا نعرفهم من الخارج، فسيكون الامر اسوأ".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:27 م

      البوديون يبون يرمون المسلمين خارج الحدود

      ضيقين افق هالبودييين وعندا أضيق افق منهم يخرجونة من الاسلام ويبون نشهد الشهادتين وبصدق نية لنعود في الاسلام وبدنانيير وريالات ونجسوا السني إللي يؤآخي الشيعي لكن يا ش إخوان سنة وشيعة وهذا الوطن منبيعة.

    • زائر 1 | 12:42 م

      عندنا و عندكم المر

      وإن كان ظلم ذوي القربى و نفس الدين أشد مرارة. اللة نعم المولى ونعم النصير على ظلم العباد

اقرأ ايضاً