العدد 3646 - الخميس 30 أغسطس 2012م الموافق 12 شوال 1433هـ

تناول جرعة صغيرة من الأسبرين يومياً قد يقي من الإصابة بالسرطانات

تشير أدلة علمية جديدة إلى أن تناول جرع صغيرة من الأسبرين يومياً قد تقي من الإصابة بالسرطانات، بل وقد تعالج بعضا منها.

فقد أضافت ثلاثة بحوث نشرتها مجلة «لانسيت» الطبية إلى الأدلة المتوافرة على أن للأسبرين تأثيرات مقاومة للسرطانات. يذكر أن العديد من الناس يأخذون الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية حيث إنه يقلل من احتمال تخثر الدم في الأوعية الدموية الصغيرة ومنها الشرايين القلبية.

ولكن الخبراء يحذرون من أنه لم يثبت بشكل قاطع أن الأسبرين يمكن أن يقي من السرطان بحيث يمكن وصفه للمرضى، كما يحذرون من الآثار الجانبية لتناوله ومنها النزيف المعدي.

إلا أن البروفيسور بيتر روثويل وفريقه من جامعة أوكسفورد، وهم المسئولون عن البحوث الأخيرة، قد أثبتوا بالفعل أن تناول الأسبرين يقلل من احتمالات الإصابة ببعض السرطانات كسرطان الأمعاء.

وكانت بحوث سابقة كان قد أجراها الفريق نفسه أشارت إلى أن على الشخص أن يتناول الأسبرين لعشر سنوات على الأقل ليحصل على الوقاية المرجوة من السرطان، ولكن الباحثين يعتقدون الآن أنه يمكن الحصول على الوقاية باستخدام العقار لفترة أقصر تتراوح ما بين ثلاث وخمس سنوات وذلك اعتماداً على النتائج التي حصلوا عليها من 51 دراسة شملت 77 ألف شخص.

وتوصل الباحثون إلى أن الأسبرين لا يقي من الإصابة بالسرطانات فقط، وإنما قد يحول دون انتشار المرض إلى مناطق مختلفة من الجسم.

وكان الهدف الأصلي من إجراء هذه البحوث التحقق من فعالية الأسبرين في الوقاية من أمراض القلب، وما كان اكتشاف فعالية العقار ضد السرطان إلا اكتشافاً جانبياً.

وتوصل الباحثون إلى أن تناول جرعة صغيرة (تتراوح ما بين 75 و300 ملغ يومياً) من الأسبرين يخفض عدد الإصابات بمرض السرطان بنسبة 25 في المئة بعد ثلاث سنوات فقط، كما يقلل احتمال الموت جراء السرطان بنسبة 15 في المئة في غضون خمس سنوات (وهي فترة تنخفض إذا تناول الفرد جرعة تتجاوز 300 ملغ يومياً).

وفي حالة مواظبة الشخص على تناول الأسبرين لفترات أطول، تنخفض احتمالات إصابتهم بالسرطان بنسبة 47 في المئة إذا استخدموه لخمس سنوات.

كما أظهرت البحوث أن تناول الأسبرين بجرع صغيرة يقلل من احتمال انتشار الأورام السرطانية إلى أماكن أخرى من الجسم بنسب قد تصل إلى النصف في بعض الحالات.

إضافة لذلك، من المعروف أن الأسبرين يقلل من احتمال التعرض للنوبات القلبية والجلطات الدماغية، ولكنه من جانب آخر يزيد من مخاطر النزف الداخلي.

ومع ذلك، يقول البروفيسور روثويل إنه بالنسبة لمعظم الأصحاء فإن أضمن شيء يمكن أن يفعلوه لتقليل احتمال إصابتهم بالسرطان هو الإقلاع عن التدخين إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية وتناول الطعام الصحي.

أما الأسبرين فيقلل احتمالات الإصابة بشكل أكبر، ولكن بنسب ضئيلة في حال غياب العوامل المساعدة على الإصابة.

العدد 3646 - الخميس 30 أغسطس 2012م الموافق 12 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً