العدد 3655 - السبت 08 سبتمبر 2012م الموافق 21 شوال 1433هـ

قيود مصطنعة مخالفة للعهدين الدوليين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لعلنا بحاجة إلى التفحص في أسباب تأخر تنفيذ عدد من الحلول لوضعنا السياسي رغم ازدياد الحديث بين فترة وأخرى عن حوارات وعن خطوات نوعية لتحريك المياه الراكدة. وواحد من الأسباب في تأخير الحل السياسي ربما يعود إلى أن مثل هذه الحلول تعترضها «قيود مصطنعة»، وهي قيود تخالف أبسط القواعد المرتبطة بحقوق الإنسان. فمثلاً، عندما يتم تجييش مجموعات تدعو إلى «إعدام» المعارضين (تم تعليق إعلانات تحمل هذه المضامين وقد صورتها وسائل الإعلام الدولية العام الماضي)، أو أن تربط مصالح هذه الجماعات بتدمير وجود أو نفوذ فئات من المجتمع من الحياة العامة... فإن هذه الوعود تعتبر قيوداً مباشرة على أية فكرة عقلانية قد ينصح بها أصدقاء البحرين لتحريك المياه الراكدة.

هذا وقد لا تنفع محاولات إقناع جماعات متمصلحة من الوضع القائم بأي خطوة تصحيحية، والسبب في عدم القدرة على إقناع هذه الجماعات هو أن المصالح التي حصلت عليها تتطلب أن يستمر النهج غير الصحيح على ماهو عليه، وهي لا يهمّها إن كان مثل هذا الأمر يخالف حقوق الإنسان او يخالف تعاليم الإسلام.

هذا واحد من الأسباب الرئيسية التي يمكن فهمها ببساطة، وهذا السبب لوحده يفرض مجموعة من القيود التي تضع العقل الجمعي لبعض الجماعات في قفص، وهي أيضاً تسعى لفرض هذا القفص على جميع إمكانات البحرين، بحيث يصبح البلد عالقاً في المكان ذاته، وهذه الجماعات تقوم بتكييف الخطوات والقرارات التصحيحية وربطها باشتراطات مخالفة للقيم الدينية والإنسانية.

إن لدينا إمكانات هائلة للنهوض مرة أخرى ببلادنا من كل جانب، ولكن هذا يتطلب أن نحرر قدراتنا الوطنية من القيود المصطنعة التي تمنعنا من سلوك الطريق التصحيحي نحو إنجاح عملية سياسية قائمة على حوار جاد وحقيقي... فلا شيء مستحيل أمامنا لو قررنا أن نحتكم إلى ما تتفق عليه الإنسانية، كما هو موضح في بنود العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي انضمت إليه مملكة البحرين بموجب القانون رقم (56) لسنة 2006، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بموجب القانون رقم (10) لسنة 2007.

لدينا قوة مجتمعية معطاء، والأكثرية يودون رؤية بلادنا تعود إلى مجدها ضمن خطة واقعية تلتزم بالعهدين الدوليين وضمن إطار زمني يفسح المجال لتحريك الجهود نحو مصالحة تاريخية ترتفع بنا إلى آفاق رحبة نفخر بها أمام المجتمع الدولي ونغير الصورة الحالية القابعة في أسر الخوف والشك، والقابعة في أسر القيود المصطنعة النابعة من أفكار سلبية مخالفة للعهدين الدوليين الملزمين لحكومة مملكة البحرين.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3655 - السبت 08 سبتمبر 2012م الموافق 21 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 11:57 ص

      بل ران على قلوب القوم

      أن الانسان ونتيجة الى كثرة الذنوب والآثام يصل الى مرحلة لايحتاج معها الى وسوسة الشيطان هكذا هوحال الكثير وخذالدليل ماذايجري في سوريا من أي منطلق يعمل هؤلاء (بل ران على قلوبهم وأضلهم الله على علم وسيعلم الذين ظلموااي منقلب ينقلبون)

    • زائر 32 | 11:20 ص

      يجب ان تشارك المعارضة في عملية تطبيق تقرير بسيوني

      الرؤية للامام فقط هو الطوق الذي ينتشلنا من قاع المستنقع. الحكومة تتحمل الكثير من الاخطاء وقد اعترفت بها والمعارضة ارتكبت اخطاء ولكنها لا تريد الاعتراف بذلك. خطوات الحكومة بحاجة لخطوات من المعارضة تقابلها في منتصف الطريق ويمكن بعد ذلك المشاركة في تنفيذ ما تبقى من تقرير بسيوني باريحة التسامح والتقدير والتعقل . المعارضة الان تنأ بنفسها عن العمل الوطني ما عدا الاحتجاجات في الشارع وتجيش المنظمات والدول الخارجية. وهذا لا يظهر اي نية في التقد غلى الامام.

    • زائر 29 | 8:36 ص

      الذي نراه دخان وليس سجاب

      الدخان لايأتي بالمزن بل السحاب .. وما نراه منذ فبراير بل من أمد بعيد هو دخان ومازال يتكثف وينتج مزيد من السموم وليس الماء .. والحياة التى تدار بأسلوب العنجهية باتت مكشوفة للقاصي والداني .. والان كافة اطياف الشعب ينتظر غيمة ممطرة يكون أمله فيها .. اذن هي مسألة وقت .. لاحزن ولا فرح يدوم .. فنحن ننظر الفرج من الله تعالى كي يكشف عنا هذه الغمة ويعتقنا من براثن الحكومة التى تلطخت يدها بدمائنا .

    • زائر 28 | 8:06 ص

      دماء رخيصة لا تساوي حفنة من دنانير تكسب في عصر الجمعة

      100 شهيد لم تحرك عواطف البعض والاف المفصولين وتجويع الالاف من العوائل لم يحرك الضمائر
      ولكن مكسب عصرية وحدة في يوم كل البنوك والشركات مغلقة قالوا ما قالوا

    • زائر 24 | 6:42 ص

      الحل يتطلب الشجاعه ..!!

      بلا مقدمات الحل الذي يخرج البلاد من الأزمه يتطلب قرار شجاع من رجل شجاع فأين هو ..؟؟

    • زائر 23 | 6:13 ص

      العامل والعمل وجهان لعملة واحدة

      قد لا يكون الإسلام في الجمعيات التعاونية ولا في المساجد الا أن الدين القيمة و قيمة الدين لا يظهرهما إلا الخلق الحسن والعمل المتقن ومبدأ الوزن، فكل شيء بقدر. فميزان العمل يظهر في خاتمته وبدايته كالمبتدأ والخبر.
      فهل الانسان بعمله أم بمظهره؟
      وأيهما يكشف الآخر؟

    • زائر 21 | 5:29 ص

      السياسية و العهود....

      باعتقادي اذا جلست الخصوم من غير أي نوع من الضغوطات أو التدخلات الخارجية فسيتفاجئ الجميع من الحلول التي سيخرجون بها و في وقت زمني قصير. ولاكن هي السياسة. فلا حول و لا قوة الا بالله. اللهم أحفظ البحرين و شعبها

    • زائر 20 | 5:11 ص

      ادعو السلطه بقلب متسامح

      الحوار الحقيقي والجاد تصاحبة مصالحه وطنيه ممنهجه ستكون البحرين ع الجاده الصحيحه متماسكة الانساق الاجتماعية فالتبدا بأول الابواب التفيذ الحقيقي لتقرير بسويني

    • زائر 17 | 3:40 ص

      إبتزاز GCC

      من يتحدث عن الشأن المحلي في وطن لا يكاد يتجاوز عديد مواطنيه النصف مليون و يسكن على رقعة من الارض متواضعة الحجم ,,,,,,
      يتعجب من عدد الازمات,,,,,
      و من استعصائها ,,,,,
      و من استفحالها,,,,,
      و من تردي الوضع يوما بعد يوم على مواطنيها,,,,,,
      اترانا نعيش في الصين و لا نعلم,,,,,,

    • زائر 16 | 3:24 ص

      واصل يا منصور

      ليس من الهين أن تتنازل فئة متمصلحة عن مصالحا ولكن ماضاع حق ورائه مطالب مثلاً مانديلا 27سنة في سجون الدولة العنصرية لكن بالأرادة تحققت العدالة والمساوات وتهدمت العنصرية والتمييز والمحسوبية وفي البحرين بوجود المخلصين مثلك وأمثالك والشعب الذي فطم العبودية سيندحر التميير المتمصلحين.

    • زائر 15 | 3:04 ص

      مثل

      الاطراف الثلاثة وليس الطرفان يردو ون المثل العربي المشهور " كيف اعاودك وهذا أثر فأسك"نحن نحتاج جلسة مصارحة حقيقية لنعرف بالضبط من الذي تضرر من ضربة هذا الفأس

    • زائر 14 | 2:56 ص

      ...

      سبحان الله .. وكأنك تصف ما تنتهجه بعض الجمعيات والشخصيات المعارضة.

    • زائر 13 | 2:12 ص

      مصالحة تاريخية

      مصالحة تاريخية تتطلب شخصيات شجاعة ذات ارادة صلبة تريد ان تكون شخصيات صانعة للتاريخ وان تخلد في تحقيق تطلعات اوطانها واحلأم شعوبهاقي السلأم والتقدم ولتكون بفعلها شخصيات تاريخية

    • زائر 12 | 2:08 ص

      لاتيئسو .. الحريه في الطريق

      كلما احسسنا بان الامل قد تسرب منا والاحلام بغد افضل ومستقبل نتلمس فيه وطن ديمقراطي يتساوي فيه جميع المواطنين بغض النضر عن انتمائهم او قبيلتهم وطن لانري فيه فئة مغلوبه على امرها مركونه ومهمشه تحضي بااحقر الوضائف وممنوع عليها كل خير وكلما يئسنا بضياع احلامنا يخرج علينا الدكتور بمقالاته الرائعه يبث لنا الامل من جديد ويحمل جرس الرياده بان لاتيئسو ..الامل موجود..
      الحريه في الطريق.. اسمعو الجرس..انضرو الى الضوء في نهاية النفق..الولاده صعبه اصبرو ستعبرون..انها مجرد خطوات.. (شكرا لك دكتور منصور واصل)

    • زائر 11 | 2:06 ص

      لاحياة لمن تنادي

      دائما نقول اذا عطل الشرع والعقل والقوانين التي توقع من قبل الدوله لاينفع أي نصح او رأي والإ ماذا أصاب هذه الأنفس الميته والعقول العفنه أن تعربد وتنشر في الأرض الفساد باسم الاسلام والوطن ..ولكن أملنا في الله أن ينزل علينا رحمته وينجينا من نقمته.

    • زائر 10 | 1:57 ص

      الانتهازية

      صناع الأسباب المصطنعة انفسهم يعلمون انهم يخالفون القوانين والمواثيق والأعراف والقيم الانسانية لكنهم يعملون لمصالحهم الخاصة التي خلقتها هذة الظروف، وطالما لا يوجد حسيب ولا رقيب ولا رادع لماذا يستجيبون لحقوق الاخرين ؟

    • زائر 9 | 1:48 ص

      وما أدراك ما صنعت ليلى.. أنسى؟!! صعب والجرح لما يندمل!!

      لا تنفع محاولات إقناع جماعات متمصلحة من الوضع القائم بأي خطوة تصحيحية، والسبب في عدم القدرة على إقناع هذه الجماعات هو أن المصالح التي حصلت عليها تتطلب أن يستمر النهج غير الصحيح على ماهو عليه، وهي لا يهمّها إن كان مثل هذا الأمر يخالف حقوق الإنسان او يخالف تعاليم الإسلام ..

    • زائر 8 | 1:35 ص

      ولدينا مجموعات متنفذة ومتمصلحة من فساد الوضع

      لدينا مجموعات تصفق للوضع الفاسد لانها الرابح فيه وهو سوق رائج لبضاعتها
      وهؤلاء يضيرهم اي تحول للاحسن فلا تعنيهم ديمقراطية ولا حقوق انسان لا من قريب ولا من بعيد
      تلك الفئات يتباكون على حفنة من الفلوس ولا تتحرك نفوسهم لمصارع النفوس

    • زائر 7 | 1:30 ص

      كفاية تغفيل

      ان عدم اقناع الجماعات المتمصلحة من الوضع القائم ليس نتيجة الحصول على المصالح فقط ، ولو كان كذلك لهان الامر كثيراً ، لكن المشكلة تكمن في هذا الحشو المتعمد والممنهج والمستمر لتغفيل العقول ومحاولة زرع أوهام ليس لها اساس من الصحة حول شركائهم في الدين والوطن مما جعل البعض يترجم ذلك بسلوكيات غير ايجابية حول اخوانه وابناء وطنه ، وهذه لا شك تسهم في زيادة التنافر وتعميق الجراح

    • زائر 6 | 1:24 ص

      ولكن

      ولكن لا حياة لمن تنادي لقد طبع الله على قلوب القوم فلا ينفع معهم النصيحة ولا هم مستعدين لتنازل عن المكاسب التي حصلوا عليها .

    • زائر 5 | 1:22 ص

      جهود طيبة

      شكرًا لك دكتور على هذه الجهود للمّ الشمل و لكن التيار الغالب في السلطة لا و لن يقبل أي حلول لصالح الشعب لأمر بسيط و هو تعارض المصالح
      للأسف و هي الحقيقة المرة، الحل يأتي بصمود الشعب و الإصرار على المطالب و معه الضغوط الخارجية الحقيقة

    • زائر 4 | 12:57 ص

      كلام من ذهب ولكن البعض اختزل البحرين في فئة المتمصلحين

      اختزال الوطن كله في فئة المتمصلحين سوف يكرّس الوضع القائم على التمييز والعنصرية والفساد لأن لكل وضع مستفيد وهؤلاء المستفيدون لا يشعرون بآلام غيرهم وحرمانهم لذلك هم يتكلمون عن خسارة مادية يمكن تعويضها ويتناسون خسارة الانسان لحياته وكرامته وحقوقه. هؤلاء المتمصلحون اختزلوا الوطن فيهم
      والباقي يجب ان يرموا في البحر وقد قالها الكثير منهم ذلك ولو كان بالامكان لحصل لكن هذه الفئة التي يريدون رميها في البحر تمثل المكون الاكبر فيصعب عليهم ما يريدون

    • زائر 3 | 12:14 ص

      الاكثرية يودون

      الاكثرية يودون رؤية بلادنا تعود الى مجدها ولكن السؤال هل الحكم يريد؟؟

    • زائر 2 | 11:17 م

      بارك الله مسعاك في خير البلاد والعباد

      نتمنى ما تتمناه وندعوا الباري أن يعجل بفرج ويصلح الأحوال،ولكن "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"وأحلى صباح للوسط وقرأئها الطيبين.وكل عام والوسط إلى الأمام.

    • زائر 1 | 10:58 م

      الأمر معيب للغايه ..!!

      سياسه الأنتقام قائمه الي يومنا هذا لتفريغ الحقد والتشفي من الأمراض النفسيه التي صاحبت الأزمه ,, والحل يكمن في الأعتراف بالخطأ من قبل الدوله ,, وكفي

اقرأ ايضاً