العدد 3662 - السبت 15 سبتمبر 2012م الموافق 28 شوال 1433هـ

البابا يطالب المجتمع الدولي بإيجاد حلول لسوريا والشرق الأوسط

دعا البابا بنديكتوس السادس عشر في قداس ضم مئات الالوف من الاشخاص في وسط بيروت اليوم الاحد (16 سبتمبر/ أيلول 2012م) الدول العربية والمجتمع الدولي الى ايجاد "حلول قابلة للحياة" للنزاعات التي تدمي المنطقة وسوريا بالتحديد.
وترأس البابا (85 عاما) في اليوم الثالث والاخير من زيارته الى لبنان قداسا شارك فيه اكثر من 350 الف شخص بينهم رسميون ووفود عربية ومن الجاليات الاجنبية وممثلو طوائف غير مسيحية.

وتم في نهاية القداس تسليم مسؤولي الطوائف الكاثوليكية "الارشاد الرسولي" حول الشرق الاوسط الذي اعتبره البابا "خارطة طريق" للمنطقة للسنوات القادمة.
وصلى البابا في "التبشير الملائكي" الذي تلى القداس الحاشد من اجل "سكان سوريا خصوصا والدول المجاورة التي تطلب عطية السلام".
وقال "للاسف ان اصوات السلاح لا تزال تسمع وكذلك بكاء الارامل والايتام! العنف والحقد يجتاحان الحياة، والنساء والاطفال هم اول الضحايا".
وتابع "ادعو المجموعة الدولية، ادعو الدول العربية (...) لكي يقترحوا حلولا قابلة للحياة تحترم كرامة كل شخص وحقوقه وديانته".
وختم "ليمنح الله بلادكم (لبنان) وسوريا والشرق الاوسط هبة السلام في القلوب وصمت السلاح ووقف كل اشكال العنف".
وكان البابا حيا السبت "شجاعة الشباب السوري"، مبديا تعاطفه مع احزان السوريين.
وقال امام اكثر من 15 الف شاب وشابة تتراوح اعمارهم بين 17 و30 عاما تجمعوا في باحات مقر البطريركية المارونية في بكركي شمال بيروت، متوجها الى الشباب السوري "قولوا لعائلاتكم واصدقائكم ان البابا لا ينساكم. قولوا ان البابا حزين بسبب آلامكم واحزانكم. انه لا ينسى سوريا في صلواته واهتماماته. لا ينسى الشرق اوسطيين الذين يعانون".

واقيم القداس اليوم الاحد على مذبح مستحدث على شكل ارزة كبيرة، رمز لبنان، تحيط به اشجار الارز والزيتون، رمز السلام.

وامتدت امام المذبح والبابا غابة من البشر والاعلام اللبنانية والفاتيكانية والقبعات البيضاء التي كتب عليها "سلامي اعطيكم"، وهو الشعار الذي اختاره البابا لزيارته الى لبنان.
وقال البابا في العظة خلال القداس ان "خدمة العدل والسلام في عالم لا يتوقف فيه العنف من بسط ظل الموت والدمار هي حاجة ملحة للالتزام من اجل مجتمع اخوي ولبناء شركة".
واضاف "اصلي للرب خصوصا كي يمنح منطقة الشرق الاوسط خداما للسلام والمصالحة فيتمكن الجميع من العيش بهدوء وكرامة".
وجدد دعوة الجميع "للعمل من اجل السلام، كل على مستواه وحيث يتواجد".
وشارك في القداس العديد من المسؤولين الرسميين يتقدمهم الرئيس اللبناني ميشال سليمان وكذلك اساقفة من منطقة الشرق الاوسط.
وفي نهايته، سلم البابا نسخا عن "الارشاد الرسولي" الذي يحمل عنوان "الكنيسة في الشرق الاوسط: شركة وشهادة" وهو نتاج اعمال السينودس من اجل الشرق الاوسط الذي انعقد في تشرين الاول/اكتوبر في الفاتيكان العام 2010، الى مسؤولي الطوائف الكاثوليكية.
وكان البابا اعتبر الارشاد "خارطة طريق" للمنطقة للسنوات المقبلة، وقد دعا الى الحفاظ على التعددية الدينية والثقافية في مجتمعاتهم وحثهم على البقاء في مهد المسيحية رغم كل الصعوبات.
وبدأ توافد الوفود الشعبية الى الواجهة البحرية في وسط بيروت منذ الصباح الباكر بالباصات الخاصة، بعد ان قطعت الطرق المؤدية الى العاصمة امام حركة سير السيارات في اطار التدابير الامنية المشددة المواكبة لزيارة البابا.
وقالت عايدة ابراهيم الشدياق (خمسون عاما) انها استيقظت الساعة الرابعة صباحا (1,00 ت غ) لتصل الى المكان "لانني اريد ان اتقدس واتبارك من البابا"، مضيفة "اطلب من الله ان يقويه (...) فكل شيء يصدر منه جميل".
وقال جيمي مرعي (20 عاما) "نذهب الى اقاصي الارض للمشاركة في الايام العالمية للشبيبة التي اسسها الطوباوي يوحنا بولس الثاني... بالاحرى ان نكون على الموعد على ارضنا لبنان!".
ولكي يكون الجميع على الموعد الغت الكنائس المارونية كل قداديس يوم الاحد في كل كنائسها في لبنان.
واستقبلت الحشود البابا الذي وصل بسيارة "بابا موبيلي" الزجاجية وسار بين الناس محييا وباسما، بينما كانت الحناجر تصرخ له والايادي تمتد بالتحية، واياد اخرى ترفع الهواتف المحمولة لتخليد لحظات تاريخية.
تحت الشمس الحارقة التي تسببت بعشرات الاغماءات بين الناس، صلى الناس واستمعوا الى رسالة البابا يدعوهم الى "الامتلاء بالرجاء".

وخدمت القداس جوقة ضخمة من الموسيقيين والمنشدين باللغتين العربية واللاتينية.
وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي القى كلمة ترحيبية في بداية القداس بالبابا قال فيها ان زيارة البابا الى "الشرق الاوسط في زمن تعيش فيه المنطقة تحولات جذرية تهدد امنها واستقرارها، تحمل الكثير من الامل".
واضاف ان السينودس من اجل الشرق الاوسط أدخل المنطقة "في قلب (الربيع الروحي المسيحي) الذي نعتبر ان العناية الالهية ارادته كمقدمة للربيع العربي المنشود".
وتابع ان الزيارة تشكل "صمام امان في زمن يشعر فيه المسيحيون بعدم الاستقرار ويقاومون باخلاص للوعود التي قطعوها خلال عمادتهم، لكي يؤكدوا تجذرهم بهذه الارض رغم التحديات الكبيرة".
ويعقد البابا بعد ظهر اليوم اجتماعا مسكونيا مع مسؤولي الطوائف المسيحية غير الكاثوليكية، قبل ان يغادر مساء اليوم بيروت.

وسيقام له وداع رسمي في المطار.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً