العدد 3662 - السبت 15 سبتمبر 2012م الموافق 28 شوال 1433هـ

ناصر بن حمد: الشباب قادرون على إيصال هويتنا العربية إلى مختلف بقاع العالم

رعى رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، حفل افتتاح مؤتمر الشباب العربي الذي تستضيفه المؤسسة العامة للشباب والرياضة تحت شعار "هوية عربية ثقافة عالمية" وذلك بحضور العديد من كبار الشخصيات في المملكة واعضاء السلك الدبلوماسي واعضاء المجلس الاعلى للشباب والرياضة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة واللجنة الاولمبية البحرينية وعدد من الجمعيات الشبابية.

وكان حفل الافتتاح الذي احتضنته قاعة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة بجامعة البحرين بالصخير قد شهد اعلان سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لافتتاح فعاليات المؤتمر كما القى سموه ورقة عمل اجب من خلالها على أهم الاسئلة وهي .. لماذا هذا المؤتمر ومن نحن.. وماذا نحمل من أفكار.. وما هو مدى اطلاعنا على الآخر؟ وهل الروابط التي تجمعنا كفيلة لأن تكون مصدر قوة.. وأين موقعنا من العالم ( كمكانة ومنزلة) .

واضاف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة انه وللإجابة على هذه الاسئلة السابقة حددنا حروف المؤتمر للإجابة عليها فحرف (ع) يعني علوم وحرف (ر) يعني روابط وحرف (ب) يعني بروز.. ونأتي لتحليل الكلمات السابقة حيث اننا نمتلك العلوم والمعرفة ما يكفي لأن نكون سادة العالم، ولدينا من الفكر ما يؤهلنا لأن نخطط لتشكيل العالم، ولدينا من الثقافة ما نفتخر به ونعتز به ولكن أين نحن الآن من كل ذلك.. نحن هنا في مملكة البحرين لنعيد تشكيل ما نراه سائداً ونعيد تعريف بعض مصطلحاتنا، ونوجد مصطلحات إيجابية تكون المحفز لنا للاستمرارية في هذه المنظومة الكونية، ولعلنا نكتشف أن مصطلح (غزو ثقافي) ما هو إلى مخدر اخترعناه بأنفسنا لنبرر تقاعسنا عن خدمة ثقافتنا ونشرها .. أنا هنا لا أجزم بذلك بل أطرح هذا الموضوع للنقاش مع الشباب لمناقشته في الجلسات القادمة.

وبين سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ان حرف (ر) تعني روابط هذه الكلمة التي جمعتنا اليوم ، جغرافياً هناك رابط لغوياً هناك رابط فكرياً هناك رابط مصيرياً أيضاً هناك روابط أخرى فكان حرياً بنا أن نجتمع في مكان واحد لتحديد ما هو بعد هذه الروابط، بإمكاننا أن نكون قوة فكرية وثقافية ولا ننسى أننا أنتوسط العالم جغرافيا ففي الشرق هناك آسيا وفي الغرب هناك الأمريكيتين وفي الشمال أوروبا وفي الجنوب أفريقيا، فلو وحدنا الجهود وتوجهنا برسائلنا لدول الجوار ومخاطبه كل جهة بلغاتها ومفرداتها فأنا متأكد بل أراهنكم بأننا ذات يوم سنكون تلك القوة الثقافية الجبارة في العالم.

اما بخصوص الحرف الثالث (ب) وتعي بروز فهذه الكلمة تلخص الإجابة على سؤال لماذا هذا المؤتمر؟ فنحن نسعى للبروز على وجه العالم لقد ذكرت في النقطة السابقة أن توسطنا العالم نقطة إيجابية لكنه في نفس الوقت نقطة سلبية إذا لم نحسن استخدام سياسة الأخذ والعطاء، فإذا بالغنا في الأخذ .. اندثرنا ، وإذا بالغنا في العطاء فسيتم مجابهتنا بقوة ورفض وربما نكون في عزلة عن العالم.

واشار سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة كل الكلمات السابقة التي تجيب على سؤال لماذا هذا المؤتمر لن تمكننا من مبتغانا إذا لم نتسلح بسلاح الوعي وأهم نقاط هذا الوعي والذي هي الرقي في التعامل مع الآخر والتعاطي معه وفهم أدوارنا المجتمعية ومخاطبة الآخر بلغته ( أسلوبه) والاستفادة من وسائل الإعلام فالرقي في التعامل مع الاخر تحتم علينا الاحترام فيما بيننا ويجب علينا مع مر الأيام أن لا نفقد هذه الميزة وما إن نتعامل مع الآخرين باحترام بادلنا الاحترام ذاته وتقبلنا هذا الاحترام يجعله ينصت وإن لم يكن مقتنعاً بما نقوله أو نقدمه، لكن مع التكرار واستخدام أساليب أخرى في إيصال مبتغانا ولمسة الأمان اما فهم ادوارنا المجتمعية فهي نقطة مهمة يجب علينا الانتباه لنا، لكل منا دوره في المجتمع وكلنا يحمل رسالته داخل محيطه وبيئته ومجتمعه اما بخصوص مخاطة الاخر بلغته فكلنا نرغب في مخاطبة الآخرين، لكن كيف؟، لا ينفع أن نصلهم بما نحن عليه اليوم أو بأساليبنا المتعارفة عليها ولكن يجب الوصول لهم بالأساليب الرائجة عندهم والتي تمكننا من التواصل المستمر معهم.

وكشف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة اهمية الاستفادة من ورسائل الاعلام المختلفة وثورة تكنلوجية معلوماتية وثورة في شبكات التواصل الاجتماعي كل هذه وسائل للتواصل والدخول لمختلف دول العالم حتى أخبار المؤتمر تصلكم عن طريق ( الهاش تاغ: الشباب_العربي) وتتفاعلون معه وتتواصلون وتطرحون تساؤلاتكم من خلاله فيجب استغلال كل الوسائل في سبيل الوصول الى اعلاء شأن الهوية العربية وثقافتها العالمية.

الجودر: نعتز بهويتنا وثقافتا العربية

وكان الحفل قد بدأ بكلمة الى رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة هشام محمد الجودر، قال فيها "يأتي مؤتمرنا هذا والذي نحتضن فيه الشباب العربي تأكيدا للدور الريادي الذي تقوم به مملكة البحرين تجاه الشباب العربي وتنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه والذي يكاد لا يخلو إي خطاب إلى جلالته دون التأكيد على الدور البارز للشباب في رقي أوطانهم وبلدانهم باعتبارهم الثروة الحقيقية لهذه البلدان، وسط الدعم الكبير الذي يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه واهتمام ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين حفظه الله ورعاه".

واضاف أن مبادرة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بإطلاق هذ المؤتمر تعتبـر بمثابة دعم إلى الشباب في الوطن العربي ويشكل اهتماماً بقضايا الشباب قاطبة ومحط أنظار جميع الدول العربية خصوصاً وأنهم ينظرون بإهتمام إلى التجربة البحرينية الرائدة في مجال رعاية الشباب والتي أرسيتم دعائمها مؤكدا إننا نقيم المؤتمر لكي ننطلق بشبابنا من محيطه المحلي إلى المحيط العربي والعالمي وبهذا ستفتح له آفاق الثقافة والفكر والاحتكاك مع أقرانه من مختلف مناطق العالم حيث ان المؤتمر شبابي بطبعه وفحواه لأننا نؤمن إيماناً عميقاً بقدرات الشباب ورغبتهم بالمشاركة في عملية التغيير للافضل ولبناء مستقبلهم المشرق ولابد من إتاحة الفرصة لهم للمشاركة وتمكينهم وتوفير لهم الفرص المناسبة.

واشار الجودر إلى "ان إختيارنا لعنوان المؤتمر " هوية عربية ثقافة عالمية " لأننا نعتز بعروبتنا ونفخر بتاريخ أجدادنا .. ومع متغيرات العالم وتقدمه اصبح من الواجب على الشباب أن يعملوا على الإرتقاء بأوطاننا ويستفيدوا من تقدم دول العالم ولابد أن يكون في حياتنا توازن .. فلا نحن ننسى قيمنا وعادتنا العربية وننغمس في الحضارة الغربية .. ولا نحن نجعل من جلباب عروبتنا عائقاً للاستفادة من تقدم العالم .. فالواجب يحتم علينا النهوض والارتقاء بعالمنا العربي مع المحافظة على هويتنا".

وبين الجودر ان المسئولية أمامكم أيه الشباب كبيرة وقد أثبتم أمام العالم أنكم رقماً صعباً في الحاضر .. وستكونون الأساس في المستقبل لذلك يجب عليكم أن تحولوا أحلامكم وأقولكم إلى أفعال و واقع داعيا الشباب الى للاستفادة من هذا المؤتمر في سبيل الوصول الى توصياته هامة تشكل الانطلاقة الحقيقية لشبابينا العربي من اجل نصرة هويته وثقافته والبلوغ بها الى اعلى الدرجات.

الميرغني: البحرين رائدة في العمل الشبابي العربي

ثم القت مديرة ادارة الشباب بجامعة الدول العربية، منى الميرغني، نقلت من خلالها تحيات وتقدير الدكتور نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية الى مملكة البحرين مليكا وحكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرة الضيافة وتنظيمها للمؤتمر الشبابي العربي الذي حظي بمشاركة واسعة من قبل ابناء الوطن العربي حيث يعتبر هذا المؤتمر فرصة سانحة للجميع الشباب العربي من اجل التعرف على افكار اشقائهم مما يعزز مفهوم العمل المشترك لديهم.

واعربت الميرغني عن شكرها الجزيل الى سمو الشيخ ناصر بن آل خليفة على رعايته لهذا التجمع الشبابي العربي الكبير كما اتقدم بالتقدير الى المؤسسة العامة للشباب والرياضة على مجهودها البارز في تحقيق كافة اسباب النجاح الى مؤتمرنا الشبابي مؤكدة ان الدول العربية اخذت على عاتقها مبدأ العناية بالشباب ضمن جهودها لتنمية قواها البشرية وتحقيقا لأهدافها فقد سعت الى جعل تلك الاهداف متكاملة ومتطابقة مع الاهداف العليا للأمانة العامة للدول العربية وتمكين الشباب واعطائهم الفرصة الحقيقية من اجل المساهمة في بناء اوطانهم مشيرة الى ان المؤتمر يأتي ليسلط الضوء على قضية هامة تمكن في تأصيل الهوية العربية التي يواجه الشباب العربي تحديا كبير في تمكينها نظرا لدخول العديد من الهويات الى مجتمعنا العربي كما يواجه الشباب تحديا آخر في جعل الهوية العربية عالمية وثقتنا كبيرة في ابناءنا وشبابنا من الدول العربية في تجاوز هذه التحديات وتحويلها الى نقاط انطلاقة نحو الوصول الى اهدفنا النبيلة تجاه ثقافتنا العربية.

المشاركون: سنخرج بتوصيات تدعم اهداف المؤتمر

بعدها القى كلمة الوفد المشاركة القاها البحريني محمود بوجيري واللبنانية يارا شعبان قالا فيها "انه لمن دواعي الابتهاج ان تلتقي في هذا الحفل الكبير الذي يشهد نقلة نوعية تتضح في العديد من التغييرات والظواهر على مستوى المجتمع العربي والذي يأتي لبلور العديد من النقاط الهامة والتي من شأنها ان ترتقي بمستوى التواصل بين الشباب العربي، كون هذه المؤتمرات اصبحت محط اهتمام الشباب الواضح والمباشر باعتباره وسيلة من وسائل التواصل والالتقاء لتبادل التجارب والخبرات فيما بينهم مشيران الى ان المؤتمر تتجلى مقاصده لهذا العام بالدرجة الاولى في التعرف الشامل على مفهوم الهوية العربية باعتبارها من الهويات العالمية والتي تشكل اساس لشخصية الشاب العربي المتمسك بعروبته وثقافته والعمل على تسيخ مبادئها الناصعة وتقديم مختلف الافكار الشبابية التي تسعهم في نشر مبادئها السمحاء التي ملئت العالم بالعلم والمعرفة في القرون الماضية.

واضافا اننا شباب الدول العربية قاطبة نؤمن بان الهوية العربية تمثل لنا اساسا لانطلاقتنا نحو افاق رحبة من التعرف على الثقافات العالمية كما انها تشكل العنصر الهام والابرز للشباب في حواراته ومناقشاته مع اقرانه من شباب بقية الثقافات العالمية ونريد التأكيد على اننا ومن خلال هذا المؤتمر عقد العزم على توضيح كل ما يتعلق بهذا الجانب كي نجد مجتمعنا عربيا واعيا ومدركا لهويته العربية وادعو الشباب العربي للاستفادة من جميع النقاط التي ستناقش في المؤتمر وذلك للنهوض بمستوى الشباب العربي الذي تسعى اليه جميع الدول العربية.

بعدها تم عرض الاوبرويت الخاص بالمؤتمر ويحمل شعار "من نحن"وهو من اخراج خالد الرويعي وادار الانتاج حسين الرفاعي والذي يحكي تاريخ الهوية العربية وحضارتها الناصعة وباعبتارها من الهويات العالمية التي يجب ان يسلط الضوء عليها.

وفي نهاية الحفل تسلم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة هدية تذكارية من هشام محمد الجودر كما تم تكريم المتحدثين في المؤتمر والرعاة الإعلاميين والوفود المشاركة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً