أظهر فيديو صوره هواة مواطنين ليبيين وهم يحاولون إنقاذ السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز من غرفة مليئة بالدخان في السفارة الأمريكية حيث عثر عليه فاقدا للوعي بعد هجوم الأسبوع الماضي الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي احتجاجا على فيلم مسيء للنبي محمد (ص).

ويؤكد الفيديو الذي ظهر على الانترنت وحصلت رويترز في بنغازي على نسخة منه أنباء عن أن السفير الأمريكي لفظ أنفاسه اختناقا حين ملأ الدخان القنصلية بعد ان شبت النيران في المبنى. كما تلقي لقطات الفيديو الضوء على ملابسات مقتل السفير ويظهر فيما يبدو للمرة الاولى أن بعض الناس الذين اقتحموا القنصلية الأمريكية حاولوا فيما بعد إنقاذ ستيفنز بعد أن وجدوه راقدا وحده في إحدى غرف المبنى. ويظهر الفيديو مجموعة من الشبان كانوا قد اقتحموا القنصلية وهم يستخدمون الكشافات في ارسال اشارات ويقولون لآخرين بالهواتف المحمولة إنهم وجدوا شخصا ما يبدو أنه أجنبي راقدا على الأرض. وقال أحد الشبان طالبا المساعدة إن هناك شخصا ما بالداخل وإنه أجنبي وطلب من آخرين إخراجه. وقال آخر إنه على قيد الحياة وطلبوا إحضار سيارة. وسمع صوت شاب آخر يسأل ما إذا كان بين الحاضرين طبيب أو إذا كان بوسع أحد إحضار سيارة. ولقي ستيفنز وثلاثة آخرون حتفهم عندما هاجم مسلحون القنصلية الأمريكية ومأوى آمنا في بنغازي الواقعة بشرق ليبيا ليل الثلاثاء الماضي.

وكان المهاجمون بين حشود يلقون باللوم على الولايات المتحدة في فيلم مسيء للنبي محمد. وقال مسؤولون أمريكيون إن الحراس انفصلوا عن السفير ستيفنز خلال الهجوم وسط الفوضى بسبب الدخان وإطلاق النار. ولم تتضح بعد هوية المهاجمين أو الدافع وراء الهجوم. وقال نشطاء شاركوا في الاحتجاج إن الدافع هو الغضب من الفيلم الذي أنتج في كاليفورنيا. وألقى بعض المسؤولين الليبيين باللوم في الهجوم على جماعات إسلامية مرتبطة بالقاعدة مثل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وأنصار الشريعة. وتظهر لقطات الفيديو ستيفنز وهو يرقد على الأرض في غرفة يملؤها الدخان بعد أن اقتحم محتجون القنصلية وأضرموا النار في المباني. وبعد دقائق أخرج من الغرفة عبر نافذة ثم وضع على الأرض. وشوهد شاب وهو يضع يده على رقبته لمعرفة ما إذا كان حيا. واحتضن محتج زميلا له يرتدي قميصا قطنيا أبيض تقديرا له على حمله السفير الى خارج المبنى. وبعد ثوان من عثور المحتجين على ستيفنز حيا سمع شاب آخر في الخلفية وهو يطلب من الناس نقله إلى سيارته. ويقول طبيب في غرفة الطواريء بمركز بنغازي الطبي تلك الليلة إن المدنيين نقلوا السفير الساعة الواحدة صباحا تقريبا حيث أجرى له الطبيب تنفسا صناعيا لمدة 45 دقيقة. ولفظ ستيفنز أنفاسه مختنقا بسبب استنشاق الدخان. وأعيد جثمانه لاحقا إلى السلطات الأمريكية. وقال فهد البكوش وهو نشط شاب صور الفيديو إنه رأى السفير يحرك شفتيه وعينيه. وقال البكوش لرويترز إن اقتحام السفارة حدث بعد أن رفض عدد من الحراس الليبيين المسلحين عند المدخل مطالب المحتجين بدخول المبنى وإنزال العلم الأمريكي. ومضى يقول إن العنف بدأ بعد إطلاق النار من المبنى لإخافة المتظاهرين مما أشعل احتجاجات غاضبة في الخارج ودفع العناصر المتشددة بين المحتجين إلى إلقاء قنابل بدائية وإطلاق قذائف صاروخية. وبعد فترة قصيرة اقتحم نحو مئة فرد أغلبهم محتجون إسلاميون المجمع مع عدم وجود مقاومة تذكر من أمن السفارة. بعد ذلك تمكن المقتحمون من التجول بحرية داخل المجمع الواقع في حي الهواري الراقي. وقال البكوش إنه لم يدرك أن الشخص الذي وجدوه هو السفير إلا في اليوم التالي وإنه فوجئ بأنه ترك وحده دون أي من مساعديه. وقال إنه لم يتوقع أن يكون السفير بمفرده وإنه كان يعتقد أن السفير سيكون أول من سيفر من المكان. وذكر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بيان أن من دوافع هجوم الثلاثاء مقتل أبو يحيى الليبي وهو قيادي ليبي في تنظيم القاعدة في باكستان خلال هجوم طائرة أمريكية بلا طيار. وقال متحدث باسم الرئيس الامريكي باراك أوباما في الأسبوع الماضي إن المسؤولين الامريكيين ليس لديهم دليل على أن الهجوم كان مخططا له سلفا وهو تأكيد زاد من التشوش المحيط بالواقعة. وبعد الهجوم مباشرة نقل عن مسؤولين أمريكيين طلبوا إخفاء هوياتهم قولهم إنهم يعتقدون أن الهجوم كان مخططا له بعناية ومنظما.