العدد 3664 - الإثنين 17 سبتمبر 2012م الموافق 01 ذي القعدة 1433هـ

الوكالة الدولية وايران تدرسان اجراء محادثات جديدة منتصف الشهر المقبل

تدرس ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية عقد لقاء جديد منتصف تشرين الاول/اكتوبر القادم رغم تصريحات لرئيس الوكالة الذرية الايرانية بان الوكالة مخترقة من "ارهابيين" كما صرح دبلوماسيون لوكالة فرانس برس الثلاثاء.

وقال اربعة موفدين ان استعدادات تجرى حاليا لهذا اللقاء الذي سيعقب اجتماعا بين رئيس الوكالة الذرية الايرانية فريدون عباسي دواني والمدير العام للوكالة الدولية يوكيا امانو في فيينا الاثنين القادم.

ولم تشر الوكالة الدولية الى تواريخ محددة لاجراء مزيد من المحادثات، الا ان امانو قال في بيان الثلاثاء انه ابلغ عباس دواني ان الوكالة "ملتزمة بمواصلة الحوار" وعلى استعداد للاجتماع "في المستقبل القريب".

لكنه شدد بعد جولات عدة من المحادثات غير المثمرة هذا العام كان آخرها في 24 اب/اغسطس في فيينا، انه ينبغي الاتفاق على "مقاربة ذات اطار لتوضيح كل المسائل المتعلقة ببرنامج ايران النووي، بما فيها ذات البعد العسكري المحتمل، وتطبيقها باسرع وقت ممكن".

وتهدف هذه الاجتماعات الى الرد على شكوك الوكالة بانه قبل العام 2003 كان لدى ايران برنامج مهيكل لنشاطات قالت الوكالة الدولية انها "تتعلق بتطوير عبوة نووية ناسفة".

وجرت جولات اخرى من المحادثات في ايار/مايو وحزيران/يونيو الماضيين. كما زار امانو طهران في ايار/مايو، وكذلك زارها رئيس المفتشين هيرمان ناكارتس في بداية العام الا انه لم يتوصل الى اتفاق. وتنفي ايران ان تكون تعمل على انتاج قنبلة نووية.

وبموازاة هذه الجولات جرت لقاءات دبلوماسية عالية المستوى بين ايران ومجموعة الخمسة زائد واحد - بريطانيا، الصين، فرنسا، روسيا، الولايات المتحدة والمانيا- في اسطنبول وبغداد وموسكو هذا العام، الا انه تم خفض مستواها الى مجموعات عمل.

ومن المقرر ان تلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، رئيسة وفد مفاوضي الخمسة زائد واحد، وكبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي في اسطنبول في وقت لاحق من الثلاثاء لاجراء اول محادثات مباشرة بينهما منذ حزيران/يونيو رغم انهما تحدثا هاتفيا في اب/اغسطس.

الا ان بيان الوكالة الثلاثاء لم يشر الى اتهامات عباسي دواني في خطاب الاثنين امام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 155 دولة بأن "ارهابيين ومخربين" قد يكونوا اخترقوا الوكالة.

وراى مارك فتزباتريك الخبير في شؤون الحد من الانتشار النووي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن في تصريح لوكالة فرانس برس ان تصريحات دواني "تثير الغضب" و"لا تستند الى اي دليل مطلقا".

وقال ان الايرانيين "يشعرون بانهم محشورون في الزاوية. فهم يقاومون جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عدة سنوات من اجل الوصول الى الحقيقة بشان النشاطات (الايرانية) المتعلقة بانتاج اسلحة نووية، والان قرروا ان يكونوا في موقع الهجوم".

وقال دواني الاثنين ان اضرارا لحقت بخطوط الكهرباء التي تغذي موقع فوردو النووي تحت الارض في ايران بسبب استخدام متفجرات في اب/اغسطس، مبديا خشيته من ان يكون "مخربون" تسللوا الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الا ان دواني قال ان المولدات الاحتياطية ضمنت عدم انقطاع الكهرباء عن الموقع وبالتالي لم يحدث اي ضرر للاجهزة الحساسة للغاية في الموقع الذي تم حفره في سفح جبل بالقرب من مدينة قم المقدسة لدى الايرانيين.

ولكنه لم يتهم جهة معينة بالقيام بذلك، رغم ان ايران اشارت باصابع الاتهام في السابق الى اسرائيل والولايات المتحدة في عمليات اغتيال علماء نوويين وزرع فيروسات كمبيوتر تستهدف نشاطاتها مثل فيروس ستاكسنت.

وقال فتزباتريك ان اجهزة الطرد المركزي التي تعالج اليورانيوم بسرعة تفوق سرعة الصوت "هي اجهزة حساسة للغاية لاية تغيرات غير مضبوطة في التيار الكهربائي، وانقطاع الكهرباء هو هدف طبيعي لاي شخص يرغب في وقف البرنامج (النووي الايراني) بشكل سلمي".

وبالرغم من عدة قرارات لمجلس الامن الدولي وعدة مجموعات عقوبات ما زالت ايران تخصب اليورانيوم وهو نشاط تعتبره حق لها بموجب اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية التي وقعتها.

وتحدث تقرير اصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الثاني/نوفمبر استنادا الى عدد من المصادر من بينها وكالات استخبارات اجنبية عن ادلة على هذه النشاطات التي تعتقد الوكالة انها جرت في اطار برنامج منتظم حتى العام 2003.

ويستخدم اليورانيوم المخصب لانتاج الطاقة او النظائر الطبية التي تستخدم في تشخيص بعض انواع السرطان لكن اذا تمت تنقيته بنسبة 90 بالمئة، فيمكن ان يدخل في صنع السلاح النووي.

لكن ايران تنفي على الدوام اي هدف عسكري لبرنامجها النووي مؤكدة تخصيب اليورانيوم هو لاغراض سلمية.

وزادت التوقعات من احتمال ان تشن اسرائيل، الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي يعتقد انها تمتلك اسلحة نووية، ضربة على المواقع النووية الايرانية.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤخرا ان ايران تسير نحو انتاج قنبلة نووية بنسبة "90 بالمئة"، داعيا الدول الغربية وعلى راسها واشنطن ان تحدد "خطوطا حمراء" يجب على ايران عدم تجاوزها.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً