العدد 3665 - الثلثاء 18 سبتمبر 2012م الموافق 02 ذي القعدة 1433هـ

لنعيش بسلام في يوم السلام

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

«السلام والديمقراطية: أَبلِغْ صوتك»، ستكون هذه العبارة شعار هذا العام في احتفال العالم بالذكرى الثلاثين لإحياء اليوم العالمي للسلام في 21 سبتمبر/ أيلول. ومعه أعلنت الجمعية العامة هذا اليوم سيكون «يوماً مكرّساً لتعزيز مُثل السلام في أوساط الأمم والشعوب وفيما بينها»، ليكون «أبلغ صوتك» هو أبلغ ما يصل للعالم من نداء ولو كان خفياً.

نعم... أبلغ صوتك ليصل إلى مداه، فلست وحيداً، فهناك أصوات كثر، فاليوم فرصة لتضمّ صوتك إلى هذه الأصوات. فاليوم العالمي للسلام يتيح لجميع شعوب العالم مناسبة مشتركة. أبلغ صوتك من أجل عالمٍ بلا عنف، عالم يسوده دستور ينظم العلاقات بين السلطات، ويعطي للفرد شراكة حقيقية في تنمية وطنه.

أبلغ صوتك من أجل مزيدٍ من الحرية. أبلغ صوتك من أجل تمكين المجتمع المدني ومناهضة التمييز. أبلغ صوتك من أجل السلام، فالسلام لا يعني السكوت في ظل الخنوع والذل وانحطاط الكرامة. السلام يعني كما أفهمه هو سلام مع النفس ومع الآخرين، وأن أعيش من دون خوفٍ على نفسي وأهلي، وعلى مصدر رزقي، وعلى عرضي وعلى أبنائي.

السلام يعني أن استنشق الحرية بارتياح، وفي الوقت ذاته أعبّر عما أريد من دون خشية، وأطالب بالتغيير من دون تخوين.

السلام يعني العيش مع الآخرين كشريكٍ وليس كعبد أو تابع. السلام يعني أن أعيش كمواطنٍ لي حقوق كما عليّ واجبات. والسلام يعني المحبة والاحترام.

إن إرساء ثقافة السلام تتطلب منا جميعاً جهوداً مضنية، فلماذا تفضل الأنظمة والحكومات الدكتاتورية والشعوب التي تعيش في كنفها، لغة العنف على أن يحكم العقل والمنطق؟ على خلاف الدول الديمقراطية التي تتعامل مع المواطنين من منطلق السلام، فلا يتم تعذيبهم، ولا الانتقام منهم بطريقةٍ مهينةٍ، وهضم حقوقهم الإنسانية، لأن ذلك يتعارض مع مبادئ السلم الذي يتوجب أن تعقده الدولة مع مواطنيها. فالهجوم الذي لم نجنَ منه سوى مزيدٍ من العنف، هو قتل للحياة بكل منطلقاتها وبجميع أبعادها.

لعل الشعار هذا العام يفرض سؤالاً قائماً مفاده: ما العلاقة بين السلام والديمقراطية؟ ومن يحقق الآخر؟

إن الديمقراطية تهب الحقوق والحريات المدنية، ومعها تأتي رياح السلام. ومخطئ من يظن أن السلام يأتي بالقوة والقسوة أو تكميم الأفواه وحبس الأنفاس. فلم يعد حديث الأمس صائباً ومقنعاً اليوم، فإن كنا نريد السلام فليكن طريقنا لتحقيق الديمقراطية وإرسائها.

الديمقراطية التي تهب القانون الحق، ومحاسبة من يتعداه، ومع مجتمع خاضع للقانون يحل السلام. الديمقراطية التي تعطي مساحةً للحرية في التعبير دون المساس بالأديان وحرمة الأشخاص هي سلام.

الديمقراطية التي تجعل للشراكة عنواناً تحقّق السلام. الديمقراطية التي تفعّل المساواة تخلق السلام. الديمقراطية التي لا تسجن لرأي ولا تقطع رزقاً لموقف هي سلام. والديمقراطية التي لا تؤذي هي سلام، فهل بلغ صوتي.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3665 - الثلثاء 18 سبتمبر 2012م الموافق 02 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:41 ص

      احلى تعريف للسلام

      السلام يعني أن استنشق الحرية بارتياح، وفي الوقت ذاته أعبّر عما أريد من دون خشية، وأطالب بالتغيير من دون تخوين.\\\\\\\\r\\\\\\\\n\\\\\\\\r\\\\\\\\n\\\\\\\\r\\\\\\\\nتمنيت أن أستطيع الشرح لإبني معنى السلام بهذه الصورة\\\\\\\\r\\\\\\\\nلكنني أخشى من تبعات الأسئلة\\\\\\\\r\\\\\\\\nنحن في سجن بعيييد عن السلام

    • زائر 1 | 3:04 ص

      من وين يجي السلام

      يجي السلام والشعب مسلوب الحقوق والكرامة والآلاف معتقلون والعشرات مجروحين عدا الشهداء ومئات المفصولين
      فقط لان هذا الشعب قال اريد ان اساهم في حكم بلدي
      الست بحرينيا اليس هذا بلدي
      الا يحق لي المشاركة في حكمه

اقرأ ايضاً