العدد 3675 - الجمعة 28 سبتمبر 2012م الموافق 12 ذي القعدة 1433هـ

حركة الشباب الاسلامية تنسحب من معقلها الاخير في كيسمايو

تخلى المتمردون الشباب عن مرفأ كيسمايو، آخر معاقلهم في الصومال الذي هاجمته القوات الكينية، في ما يعتبر الحلقة الاخيرة من سلسلة هزائم عسكرية مني بها الاسلاميون.
ويفتح هذا الانسحاب صفحة جديدة في الصومال التي اجتاحتها حرب اهلية استمرت 21 عاما.
وقال المتحدث باسم حركة الشباب علي محمد راغ لوكالة فرانس برس ان "القيادة العسكرية للمجاهدين الشباب امرت بانسحاب تكتيكي عند منتصف الليل" من كيسمايو.
واكد هذا الانسحاب الذي حصل بعد اقل من 24 ساعة على بدء هجوم شنته القوات الكينية المنضوية في اطار قوة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميصوم)، عدد من سكان كيسمايو الذين اتصلت بهم وكالة فرانس برس من مقديشو.
واعلن احد السكان حسن علي "لا نعرف الى اين ذهبوا (...) لكن اخر الية عسكرية (للشباب) غادرت المدينة في وقت مبكر هذا الصباح"، مضيفا "حتى ان اذاعتهم (المحلية) لم تعد تبث".
وروى شاهد عيان ان مباني اخلاها الشباب بالكامل تعرضت للنهب السبت من قبل سكان.
واكد الجيش الكيني قتل اثنين من قادة الشباب واشار الى تقدم سريع في المدينة.
واعلن المتحدث باسم قوات الدفاع الجوية الكينية سيروس اوغونا ان "طيراننا استهدف نواتين للمشبوهين الشباب. وقتل قائدان كبيران من المجموعة هما حسن يعقوب وعبد الكريم ادو بيد القوات الجوية الكينية". واضاف ان القوات البرية "ترسخ" تقدمها بطريقة تسمح لها ب"السيطرة على بقية المدينة".
وبات كل الجزء الشمالي من كيسمايو تحت سيطرة القوات المتحالفة لكن "بعض اجزاء جنوب المدينة لا يزال تحت سيطرة الشباب" كما كانت عليه الحال مساء الجمعة.
ويكرس هذا الانسحاب سلسلة الهزائم العسكرية التي منيت بها منذ سنة الحركة الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي حاولت تعويضها من خلال زيادة الاعتداءات في العاصمة الصومالية مقديشو او في الاراضي الكينية المجاورة.
وبخسارتهم كيسمايو، يفقد الشباب الذين يقاتلون منذ 2007 السلطات الصومالية الضعيفة المدعومة من المجموعة الدولية، المنفذ الاقتصادي الذي صدروا منه في السنوات الاخيرة الفحم وتسلموا من خلاله الاسلحة عبر المحيط الهندي.
واعلنت الحركة الاسلامية على موقعها في تويتر "من مدينة هانئة تحكمها الشريعة الاسلامية، ستصبح كيسمايو ساحة معركة بين المسلمين والغزاة الكفار".
وحذر المتحدث باسم حركة الشباب ايضا قائلا "لا نزال عند ابواب كيسمايو وسنقاتل (...) العدو لن ينام بسلام".
واذا كان من المتوقع حصول حرب عصابات واعمال ارهابية، يفتح ضعف الحركة الاسلامية باب التكهنات للسلطة الجديدة التي تتولى الحكم منذ اسابيع في الصومال، وللرئيس حسن شيخ محمود الذي انتخب في العاشر من ايلول/سبتمبر من قبل برلمان اختارته ايضا لجنة من القدامى الشهر الماضي، كما يقول المحللون.
وقاتل عناصر حركة الشباب في البداية الجمعة كتيبة الجنود الكينيين الذين قاموا ليل الخميس الجمعة بعمليتي انزال على الشواطىء القريبة من كيسمايو، مدعومين بمروحيات.
ثم غادر الاسلاميون الذين تعرضوا لقصف القوات الكينية، الشواطىء في الليلة التالية ولم تعرف بعد الاماكن التي اتخذوا منها مواقع جديدة لهم.
واحتل الجنود الكينيون الذين دخلوا الصومال في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، خلال شهور، مواقع في جنوب الصومال للسيطرة على كيسمايو.
وخوفا من المعارك، غادر في الاسابيع الاخيرة بحسب الامم المتحدة اكثر من 12 الف مدني كيسمايو، ثاني اكبر مدينة في جنوب الصومال بعد مقديشو، والتي يقدر عدد سكانها بما بين 160 و190 الف نسمة.
وكانت كيسمايو آخر معقل مهم يسيطر عليه الاسلاميون الشباب الذين اضطروا في البداية الى التخلي عن مواقعهم في العاصمة مقديشو في آب/اغسطس 2011.
ثم خسر الاسلاميون المدن التي كانوا يسيطرون عليها في وسط البلاد وجنوبها الواحدة تلو الاخرى بسبب التقدم المشترك الذي احرزه الجيش الصومالي الضعيف المدعوم بقوة اميصوم (17 الف جندي بالاجمال اليوم) وفرقة من الجنود الاثيوبيين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً