العدد 3684 - الأحد 07 أكتوبر 2012م الموافق 21 ذي القعدة 1433هـ

تكريم كنديات مسلمات لمساهماتهن في كندا

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

تلقي شابة مسلمة هذا الأسبوع الكلمة الرئيسية حول التكامل في المجتمع الكندي أمام تجمع كبير في تورنتو. وفي منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، تكرّم النساء المسلمات قريناتهن اللواتي حققن فرقاً من خلال مساهماتهن في المشاركة المجتمعية في كندا.

وفي فترة مقبلة هذه السنة، سيتم تكريم امرأة مسلمة من قبل الحكومة الكندية لقيادتها قضايا حقوق المرأة وتشجيع الحوار بين الديانات.

ليس هذا النشاط الواسع حول عمل النساء المسلمات لتشجيع التكامل في كندا مجرد حركة عابرة، فلدى النساء المسلمات تاريخ طويل من العمل في مجال التكامل، ألهمه تقديرهن العميق لسياسة التعددية الثقافية في كندا ولائحة الحقوق والحريات فيها.

تأسس المجلس الكندي للمرأة المسلمة الكندي العام 1982، ووضع رؤية واضحة للمرأة المسلمة، والجالية المسلمة على اتساعها. وركّز المجلس على التكامل مع المجتمع الأوسع، من خلال التأكيد على الالتزام بمبادئ الإسلام، وفي الوقت نفسه التكيف مع الممارسات الدينية المرنة. وشكل ذلك خطوة كبيرة في بداية ثمانينيات القرن الماضي عندما انشغل المسلمون في كندا، ومعظمهم من المهاجرين لأسباب اقتصادية، بالحصول على مصدر رزق، عن التركيز على الدور الذي سيلعبونه في وطنهم الجديد.

كان الحديث حول التكامل يومها يوجَّه من قبل المنظمات الدينية، التي كانت منشغلةً بشكل عام بالحفاظ على التقاليد الثقافية والدينية. وحدّد مجلس المرأة المسلمة اتجاهاً جديداً.

ليس التحول من التقاليد إلى التكيّف سريعاً أو سهلاً. ويحافظ القادة ذوو الرؤية على حوار مع المجتمع الأوسع ويبادرون به، ويشجعون مجتمعهم على مساءلة ممارساته وفرضياته كذلك. ويشكل نموذجه في الانخراط مع المجتمع الأوسع مثالاً كلاسيكياً على التعاون.

في العام 1988، كان مسجد الرشيد، أقدم مساجد كندا، على وشك الانقراض بعد أن فشلت محاولات لإعادة تأسيسه بمساعدة مسلمي كندا ومسلمين من الخارج، حيث إنه كان مبنياً على أرض تخص مستشفى.

تقدم فرع إدمنتون لمجلس النساء المسلمات الذي لا يملك مالاً ويضم اثنتي عشرة امرأة فقط (أصبح يشار إليهن بـ 12 الرائعات) وقمن بطرح القضية كمشكلة كندية وليس كمشكلة مسلمة. وناقشت النساء أن مجلس مسجد الرشيد شكل بداية جديدة لفصل جديد في التاريخ الكندي ويستحق بالتالي أن يكون مع المباني التاريخية الأخرى في منتزه فورت إدمنتون، وهو متحف تاريخ حي في إدمنتون.

أطلق المقترح خلافاً واسعاً شارك فيه الإعلام، وبينما دعمت صحيفة «إدمنتون جورنال» قضية الـ 12الرائعات، شددت صحيفة «إدمنتون صن» معارضتها لدخول أناس من «ثقافات إنسانية أخرى» إلى المتحف، الذي يمثل «تعبيراً فريداً عن تاريخنا». ورأت القياديات من النساء المسلمات فتحة لتثقيف وإعلام الجمهور لتهدئة مخاوفه، وفي الوقت نفسه الفوز على منظمات مهتمة بالتاريخ والتراث الكنديين. في نهاية المطاف، فازت الـ 12 الرائعات، وأصبح مسجد الرشيد جزءاً من التراث الكندي، وتشاركت منظمات التيار الرئيس بكلفة نقله وأعيد تعريف «تاريخنا».

وفي الجالية المسلمة نفسها، حققت هؤلاء النساء سابقة للعمل من خلال أسئلة صعبة، بغض النظر عن حساسية القضية. في العام 2003 وبعد أن سعت مجموعة من الرجال للحصول على وضع قانوني لقرارات التحكيم التي تصدرها محاكم إسلامية حسب قانون الأسرة الإسلامي، بدأت المجموعة حواراً حول تفسير هذه القوانين ومدى تكيّفها في أوساط الجالية المسلمة. وظهر أثر هذا الحوار فوراً عندما جرى رفض الطلب.

بعد ذلك قامت المنظمات المسلمة بإعداد دورات في الثقافة الكندية والتاريخ والقانون الكنديين لمساعدة القادة الدينيين وغيرهم على تطوير فهم أعمق للمجتمع الكندي. الأهم من ذلك أن هؤلاء النساء رعين بنجاح الحوار المفتوح لقضية تعتبر غير قابلة للحوار في العديد من الجاليات المسلمة. وقد امتُدِح هذا الحوار الجديد على أنه الخطوة الأولى نحو إعادة الإمساك بروح الحضارة الإسلامية، التي احتضنت شعوراً بالبحث والتقصّي والانفتاح للتطورات الجديدة.

لم تحدد النساء المسلمات، كنتيجة لما سبق، وتساعدن على تشكيل الهوية الكندية المسلمة فحسب، ولكنهن ضمنّ أن الجاليات المسلمة يُنظَر إليهن كجزء أساسي وحيوي في المجتمع الكندي.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3684 - الأحد 07 أكتوبر 2012م الموافق 21 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:37 ص

      العزّة لله

      ان شاء الله ينتشر الاسلام في الغرب في كل الدول الغربيه و لكل بقاع العالم اللهم اعزّ الاسلام و المسلمين

اقرأ ايضاً