العدد 3684 - الأحد 07 أكتوبر 2012م الموافق 21 ذي القعدة 1433هـ

باريس تنتقد تأثير الإعلام العربي الإسلامي على الإسلاميين الفرنسيين

دانت فرنسا اليوم الاثنين (8 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) النفوذ السلبي للاعلام العربي-الاسلامي على الاسلاميين الفرنسيين المأخوذين بالجهاد، الذين يستخدمون الانترنت ليتشبعوا بدعوات الى الحقد والكراهية، وليطلعوا على كتيبات لانتاج القنابل والتدرب على استخدام الاسلحة.
ويشدد الخبراء على اهمية دور الانترنت حتى ولو كانت اللغة تعتبر احيانا حاجزا امام التواصل.
وانتقد وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس الاثنين بشدة وسائل اعلام "من العالم العربي الاسلامي تؤثر على العقول الضعيفة".
وكان الوزير يرد على سؤال حول خلية اسلامية متشددة تم تفكيكها قبل ايام في فرنسا ويشتبه في ارتكاب عناصرها اعتداء والتخطيط لتنفيذ اعتداءات اخرى معادية للسامية.
ودان الوزير "معاداة السامية وظاهرة (معاداة اليهود) التي يروج لها عبر الانترنت وبعض وسائل الاعلام في العالم العربي-الاسلامي والتي (تؤثر) على العقول الضعيفة وتجند وتجمع بين الاسلام المتشدد وتهريب الاسلحة والمخدرات".
ولم يكشف الوزير وسائل الاعلام التي يقصدها ولا الدول التي تصدر منها.
وبين الاغراض التي ضبطت خلال المداهمات التي نفذت في نهاية الاسبوع، نسخة من مجلة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي متوفرة على الانترنت لتشجيع المسلمين الناطقين بالانكليزية على الالتحاق بالحركة الجهادية الدولية.
ويقول دومينيك توما الاخصائي في الشبكات الاسلامية في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية ان شبكة الانترنت تقدم "ثلاثة خيارات" للجهاديين المتدربين. الاول هو خيار "التعليم الديني حتى ولو ان الكثيرين يعتبرون ان اللغة تبقى عائقا اساسيا" في هذا المجال.
والخيار الثاني يسمح لهم بالعثور على معلومات وتحليلات حول القضية الفلسطينية والملف الافغاني على المنتديات والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي، تختلف تماما عما هو متوافر على وسائل الاعلام الكلاسيكية التي يتهمونها بالكذب.

وقال الخبير ان هذه الملفات تساهم في "دفعهم الى التطرف".
واضاف الباحث ان الخيار الثالث هو المعلومات "العملانية لاستخدام الاسلحة او صناعة متفجرات" التي يجدونها على الانترنت.

وهذه المعطيات ليست متوفرة فقط على المواقع الاسلامية بل ايضا على مواقع شبه عسكرية.
وكشف جان شارل بريزار المحقق الخاص لاسر ضحايا اعمال ارهابية والاخصائي في الارهاب الاسلامي انه "بعد ساعات على اعتداء سارسيل" مؤخرا في الضاحية الباريسية عندما القيت قنبلة على سوبر ماركت يملكه يهودي، "نشرت رسائل على مواقع اسلامية تدعو الى قتل يهود وفرنسيين".
واوضح "كان هناك ايضا فتوى على موقع سعودي تحرض على قتل فرنسيين بعد ساعات على نشر مجلة شارلي ايبدو لرسوم كاريكاتورية للنبي" محمد.
وقال لوي كابريولي المسؤول السابق لمكافحة الارهاب في اجهزة الاستخبارات الداخلية ان "الانترنت تتمم تجنيد الجهاديين الشباب الذي يبدأ في بعض المساجد، وتكشف لهم عن صور لاعمال عنف يتعرض لها مسلمون في العالم".
واضاف "خلال حرب البوسنة كانت المعلومات تنقل عبر اشرطة فيديو، اما اليوم فان الانترنت اصبحت المحرك الاساسي للجهاديين المتدربين لدفعهم نحو التطرف والتشدد".
وبعد ستة اشهر على مقتل محمد مراح في جنوب غرب فرنسا (الذي اقدم على قتل سبعة اشخاص بينهم اربعة يهود) تبنت الحكومة الفرنسية للتو مشروع قانون يسمح بملاحقة فرنسيين يرتكبون اعمالا ارهابية في الخارج او يتوجهون الى الخارج للتدرب على الجهاد.
ولا ينص هذا المشروع الذي سيدرس في البرلمان قبل نهاية السنة، على اعتبار الاطلاع على مواقع الكترونية جريمة كما كانت تطالب الحكومة السابقة.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً