العدد 3685 - الإثنين 08 أكتوبر 2012م الموافق 22 ذي القعدة 1433هـ

منظمات المجتمع المدني في تونس تخرج إلى الشارع لتنظيفه

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

خرج التونسيون في الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول 2012 إلى الشوارع، ولكن خروجهم هذه المرة لم يكن للقيام بتظاهرة سياسية. اجتمع أعضاء عدد من منظمات المجتمع المدني معاً احتفالاً بـ «يوم البيئة الوطني» في تونس، وخرجوا لتنظيف الشوارع والأرصفة في العاصمة، والتي أهمِل العديد منها منذ الثورة.

لم تكن منظمات المجتمع المدني موجودةً تقريباً تحت نظام ابن علي، وكانت المنظمات القليلة الموجودة تحت سيطرة الدولة أو الأحزاب السياسية المعارِضة. إلا أن نوع العمل الاجتماعي الناشط الذي ظهر في سبتمبر، هو ما يميّز تونس الجديدة. لم يكن ذلك بالإمكان لولا أفراد جديرين بالملاحظة والاهتمام، وجدوا أساليب لبناء الجسور بين الدولة والمواطنين.

عمر أياري، تونسي عادي واختصاصي في التصميم على الحاسوب ومؤسس اتحاد الجمعيات الإنسانية التونسية، هو واحد من هؤلاء.

تربط الجمعية المنظمات التونسية الإنسانية بشكل يسمح لها بتنسيق عملها على الأرض، على الصعيد الوطني وعبر المناطق. ورؤية أياري هي تحسين المجتمع المدني في تونس وإنشاء علاقة تعاونية بين الدولة والمواطنين.

بعد الثورة بفترة وجيزة، كان هناك بعضٌ من انعدام الثقة بمؤسسات المجتمع المدني. نتيجةً لهذا الجو، كانت خطوة عمر أياري الأولى ببساطة إيجاد صفحة على «فيسبوك» تجمع كافة المنظمات الإنسانية التونسية بروابط مع مواقعها الإلكترونية، بالإضافة إلى جعل المعلومات أكثر سهولةً في الحصول عليها. أوجد المشروع كذلك شبكة من الجمعيات وأسلوباً لها للتواصل.

حسب عمر أياري، إذا تواصلت الجمعيات معاً فإنها تستطيع العمل بصورة تعاونية وتحقيق أهدافها بصورة أفضل. «لا أعتقد أن العمل الإنساني يجب أن يكون تنافسياً، وإنما مكمّلاً ومتزامناً للسماح بعملية حقيقية من التنمية أن تبدأ».

يشكّل هذا العمل بالنسبة لأياري بديلاً للسياسة ما قبل الثورة، ويشرح ذلك قائلاً: «من العار أن نخلط بشكل منهجي بين الجمعيات الإنسانية والمناورات السياسية». ويشير إلى وجود أفراد «يوجد رابط بالنسبة لهم، سوف يكون موجوداً دائماً، بين السياسة والمجال الإنساني». إلا أنه يشير إلى أن «لكليهما أساليب للانخراط في المجال العام، ولكن العنصر الخيري (للعمل الإنساني) يجب ألا يُنسى».

سمح التحول السياسي بعد الثورة لمبادرات مثل مبادرة أياري أن تجد أنصاراً لها، «نستطيع الآن أن نتكلم عن مبادراتنا، وهو أمر لم يكن ممكناً تحت النظام السابق. نستطيع الآن أن نشير بشكل مفتوح إلى الأمور التي لا تعمل، وأن نشجع المواطنين على المشاركة».

حصل أول مثال على مبادرة تضامن ناجحة توجد تغييراً إيجابياً عندما اجتمع أفراد الاتحاد معاً لمساعدة فتاة صغيرة تعاني من سرطان الرئة. احتاجت لوجين غزواني لعمليتين جراحيتين، لم يكن بالإمكان إجراء إحداهما في تونس. وحتى تتسنى مساعدتها نظم الاتحاد حدثين لجمع الأموال للفتاة، وقام بالإعلان عن حالتها عبر الإنترنت والتلفزيون والإذاعة والصحافة. وعمل الاتحاد على حالتها مع جمعيتين أيضاً، وأجرى حملة إعلامية مكثفة أدت بصندوق التأمين الصحي الوطني التونسي إلى الموافقة على تغطية التكاليف الضرورية للعمليتين.

هذه المبادرة هي واحدة من مبادرات عديدة أثبتت أنه يمكن للتعاون بين جمعيات مختلفة أن يكون له وقع أعظم من عمل منظمةٍ تعمل وحدها. لقد ساعد على إيجاد مجتمع مدني أكثر قوة، يمكن أن يشكل وسيطاً حقيقياً وأصيلاً بين المواطنين والدولة، التي تجاوبت في هذه الحالة بشكل إيجابي مع جهود المواطنين.

تشكل المشاركة المجتمعية المتزايدة وإنشاء مجتمع مدني يسمح للناس بإبراز المشاكل العامة والتعامل معها بشفافية، أكثر مجالات التقدم رسوخاً وعمقاً في تونس ما بعد الثورة.

يعمل عمر أياري باتجاه هذا الهدف من خلال شبكة مشارِكة تساعد عن طريق الامتداد، الشعب التونسي على المشاركة في المجتمع المدني والثقة بأن في الإمكان تحقيق التغيير. في نهاية المطاف، فإن جهوداً كهذه هي التي تنقل تونس خطوة أقرب نحو الانتقال الناجح إلى الديمقراطية.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3685 - الإثنين 08 أكتوبر 2012م الموافق 22 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:57 م

      الرجاء التصحيح

      "لم تكن منظمات المجتمع المدني موجودةً تقريباً تحت نظام ابن علي، وكانت المنظمات القليلة الموجودة تحت سيطرة الدولة أو الأحزاب السياسية المعارِضة. " هذا الكلام غير دقيق لأن منظمات المجتمع المدني كانت دوما موجودة و فاعلة و مستقلة في تونس و على رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل -أول نقابة في العالم العربي- و الرابطة التونسية لحقوق الانسان -أول منظمة تعنى بحقوق الانسان في افريقيا و العالم العربي- و كان لهما دور فاعل و محوري في الثورة. مع الشكر

    • زائر 3 | 7:38 ص

      الزائر 1

      الوفاق وكل الجمعيات السياسية واللجان الشعبية سوف تقوم بتنظيف الشارع وصباغة المباني واعادة اعمار البلاد لو احببت لكن بعد تحقيق المطالب المشروعه

    • زائر 2 | 1:44 ص

      إذا صار نفس تونس أما هدم المبنى المتهالك أو ترميمه ترميم جذري

      أما الأوضاع على ما هية قتل وإعتقال وفصل وتمييز فلا يرجى خير ونظافة وسلام وأجهزة الدولة فاسدة .

    • زائر 1 | 12:06 ص

      خطوة جميلة

      يا ليت تقوم الوفاق بتنظيف الشوارع بعد مسيراتها السلمية

اقرأ ايضاً