العدد 3687 - الأربعاء 10 أكتوبر 2012م الموافق 24 ذي القعدة 1433هـ

الأطباء يستخرجون رصاصة من كتف الناشطة ملالا يوسفزاي

بعد تعرضها لمحاولة اغتيال من قبل «طالبان»

استخرج جراحون أمس الأربعاء (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) رصاصة من كتف الناشطة الباكستانية المعارضة لطالبان، ملالا يوسفزاي التي يدرس الأطباء إمكان إرسالها إلى الخارج لتلقي العلاج على إثر تعرضها لهجوم شنه عناصر طالبان.

فقد تعرضت ملالا يوسفزاي (14 عاماً) لهجوم الثلثاء شنه في وضح النهار مقاتلون من حركة طالبان باكستان المتحالفة مع «القاعدة» في مينغورا كبرى مدن وادي سوات الذي استعاده الجيش من المتمردين الإسلاميين في 2009.

وكان أطباء محليون ذكروا أنها «خارج دائرة الخطر» لأن رصاصة أصابت جمجمتها ولم تصل إلى الدماغ. لكن أطباء في مستشفى بيشاور الذي نقلت إليه ما لبثوا أن قالوا إن حالتها «حرجة».

وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، قال مسئول عسكري كبير إن «الأطباء استخرجوا مساء الثلثاء رصاصة من كتفها»، لكنه لم يقدم مزيداً من المعلومات عن وضعها الصحي. من جهة أخرى، زار فريق من الأطباء الباكستانيين الأربعاء الناشطة، ليقرروا ما إذا كانت تحتاج إلى علاج في الخارج. وكان مصدر طبي في بيشاور قال إن الأيام الثلاثة أو الأربعة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لحياتها.

وقال مسئول عسكري كبير لـ «فرانس برس» إن «فريقاً من الأطباء المتمرسين، من المدنيين والعسكريين، توجه بالطائرة إلى بيشاور».

وأضاف «سيقررون ما إذا كانت الحالة الصحية لملالا يوسفزاي تتطلب علاجاً في الخارج وما إذا كان ممكناً معالجتها هنا». وأوضح رئيس الفريق، جنيد يوسف لـ «فرانس بريس» إن طائرة 737 لشركة الطيران الباكستانية (بيا) متوقفة على مدرج مطار بيشاور في حالة استعداد لنقل الناشطة إلى الخارج، إلى دبي على الأرجح.

وفي الحادية عشرة من عمرها فقط، عرفت ملالا يوسفزاي على المستوى الدولي في 2009 عندما انتقدت على مدونة باللغة الأوردية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أعمال العنف التي يرتكبها عناصر «طالبان» الذين كانوا يحرقون مدارس البنات ويقتلون معارضيهم في وادي سوات وفي المناطق المجاورة منذ 2007.

وحصلت العام الماضي على الجائزة الوطنية الأولى للسلام التي أنشأتها الحكومة الباكستانية، وكانت في عداد المرشحين لجائزة السلام الدولية للأطفال التي تمنحها مؤسسة كيدس رايتس الهولندية.

وقد أعلنت طالبان الثلثاء مسئوليتها عن الاعتداء على هذه الناشطة، لكنها رأت الأربعاء أن من الضروري أن تبرر هذا التصرف الذي دانته بشدة منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والولايات المتحدة والسلطات والصحافة الباكستانية. وفي بريد إلكتروني وصل إلى وكالة «فرانس برس»، قال المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية، إحسان الله إحسان: «عرضت ملالا نفسها للخطر لدورها الرائد في الدفاع عن العلمانية والاعتدال التنويري المزعوم».

وأضاف أن «حركة طالبان الباكستانية لا تؤمن بالتعرض للنساء، لكن كل من يقود حملة ضد الإسلام والشريعة يقتل»، موضحاً أن سن ملالا يوسفزاي ليس دافعاً للرأفة بها.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند إن «العنف الذي يستهدف الأطفال تصرف وحشي، إنه عمل جبان».

وأعلنت منظمة العفو الدولية أن «هذا الهجوم دليل على الأجواء البالغة الخطورة التي يعمل فيها ناشطو حقوق الإنسان في شمال غرب باكستان حيث تعيش النساء الناشطات في مناخ يشوبه الخوف الدائم من طالبان والمجموعات الأخرى».

وتحدثت هذه المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان عن قتل ناشطتين أخريين كانتا تناديان بتعليم النساء، هما فريدة أفريدي وظرتيف أفريدي، السنة الماضية في شمال غرب باكستان، الذي يعتبر بعض مناطقه معقلاً لطالبان والحركات المتصلة بـ «القاعدة». وأعربت صحيفة «نيوز الباكستانية» في افتتاحيتها عن أسفها بالقول إن «ملالا يوسفزاي في حالة حرجة مثل باكستان. نحن مصابون بسرطان التطرف، وإذا لم تبذل مساع لاسئصال الورم، سيزداد انزلاقنا إلى شريعة الغاب».

العدد 3687 - الأربعاء 10 أكتوبر 2012م الموافق 24 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً