العدد 3691 - الأحد 14 أكتوبر 2012م الموافق 28 ذي القعدة 1433هـ

الغزو الأجنبي للمستشفيات الخاصة واحتلال الوظائف الطبية

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كيف بالإمكان حدوث التجاوزات وانتهاكات حقوق الانسان في مجتمعنا، وتعرض الأطباء والكوادر الطبية للظلم ومع ذلك استمروا في أداء واجباتهم المهنية؟

من هنا كانت البداية...

1 - كثرة الأجانب في السيطرة على القطاع الصحي واستبعاد البحرينيين، فحين يأتي الغرباء والتجار لاحتلال مفاتيح المهنة، تبدو العملية كالغزو الأجنبي في تكوين كوكتيل من العيادات والمستشفيات الخاصة الأجنبية.

لقد طغت الاستثمارات بألوان من المستثمرين المتعطشين وتشغيل المهنيين من كل الجنسيات، البريطانية والهندية والفلبينية والأردنية والمصرية واللبنانية والأميركية والألمانية. أما المستوى الطبي فمحدود ولا يعتبر عالياً.

فإذا ما زرت إحدى العيادات أوالمستشفيات الخاصة؛ تراك تنتقل فجأةً إلى بلد آخر ومن دون ركوب الطائرة، وتشعر بالغربة، ولن تجد أي بحريني يعمل في هذه العيادات إلا نادراً.

أما العلاجات فيها فليست مضمونة، لاعتمادها على معايير تجارية بحتة، ولن تعطيك العلاج أو التشخيص إلا بعد استنزاف دم قلبك، وعمل كل ما تحتاج إليه وما لا تحتاج إليه من التحاليل والأشعة على اختلاف أنواعها. وقد تستفيد أو يفشل العلاج ويضيع معها وقتك ومالك.

في حين أنه ومنذ ثلاثين عاماً، وحينما كان علي فخرو وزيراً للصحة، كانت وزارة الصحة تصر على الالتزام بأن تكون الأولوية لتعيين البحرينيين في أيّ مستشفى أو عيادة. ولا تعطى الرخصة لتعيين أي أجنبي في أية وظيفة إلا في حال عدم وجود بحرينيين للعمل في ذلك التخصص، وذلك لحماية البحريني وضمان مصدر رزقه.

أما الآن؛ فيأتينا الطاقم الطبي كاملاً ولا مكان لأهل الاختصاص من البحرينيين بينهم، على رغم وجود الكثير من البحرينيين دون وظائف! وأتساءل: أين ذهب مشروع بحرنة الوظائف؟ ومن سيحمي البحرينيين والعمالة البحرينية ويقلّل من نسبة الأجانب أمام كل ذلك العدد الكبير من الخريجين البحرينيين، بينما يتمتع الأجنبي بخيرات البلد ويحتل أماكن المواطن؟

2 - عمل الأجانب بالخفاء ودون ترخيص، وهي من المشاكل التي لم نتوصل إلى حلها، حيث اتخذوا بيوتاً نائية لعلاج المرضى، ومنهم من يعمل في العلاج الطبيعي (chyropractice) والتحليل النفسي (psycoanalysis)، أما في تقويم الأسنان فهناك من يأتي من السعودية ويعالج ثم يعود، وهنالك آخرون وعلاجات أخرى!

وما يثير الدهشة أن الوزارة تعلم بهؤلاء بعد تقديم الشكاوى ضدهم وبسبب سوء العلاج، لكنها لم تتمكن من القبض عليهم لعدم وجود القانون الضبطي القضائي لإدانتهم. وهؤلاء يعيبهم الإضرار بالمرضى والكسب غير المشروع، ويمارسون عملهم دون حسيب أو رقيب. كما أنهم يتجرأون على إعلان خدماتهم في الصحف الأجنبية وعبر شبكة الإنترنت، بينما لم يكن مسموحاً في السابق وضع أي إعلان طبي إلا بموافقة وزارة الصحة. كما أن هناك فئةً ممن يعملون في العيادات والمستشفيات الخاصة دون ترخيص!

ونحن نتساءل: أين هي الجهة التي تحمي المرضى من هؤلاء المخالفين؟ ومتى ستمنع وزارة الصحة مثل هذه التجاوزات؟ ومتى ستصدر قانون الضبطية للمخالفين؟ وكيف يتم الحفاظ على مستوى رفيع من الخدمات الصحية بما يتناسب مع قيمة العلاج ودون المغالاة في الأسعار ووضع سقف أعلى وأدنى للعلاجات؟ وأخيراً... متى سيعين أبناؤنا الخريجون قبل أن نتركهم فريسة لليأس والإحباط ما يدفعهم إلى الهجرة وترك الوطن... لنعود بعد ذلك كما كنا في الماضي، يحتل الأجانب وظائفنا ونبكي على ديارٍ ضاعت منا لأننا لم نعرف كيف نحمي أهلها... وللحديث بقية.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 3691 - الأحد 14 أكتوبر 2012م الموافق 28 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 4:54 م

      الأجانب يرفهون ونحن ننتظر بلا وظائف

      ألأجانب يعيشون في بلدنا مرفهين ونحن الخرجين نتطر بلا وظائف ويكذبون علينا حين يعلنون عن وظائف ونتقدم للامتحان ويتعمدون إرسابنا في الامتحان وعندما نذهب للتظلم لافائدة تحصل رغم علمنا أننا اجتزنا الامتحان ولكن هناك ظلم في بلدنا البحرين

    • زائر 22 | 4:21 م

      العمل عبر جسر السعودية

      وأنا أأكد أن بعض الأطباء يأتون بشكل يومي من السعودية لعمل في عيادته الخاصة في البحرين بل لاحظت بانهم يتدربون على المرضى البحرينيين وهم من الجنسيات عربية ودون أي تطور في مجال الطب في البلد. ولايفوتكم يتحلطمون على وزارة البلديات لإضافة رسوم على الفاتورة.

    • زائر 21 | 1:46 م

      الطبيبة و الفنانة و الإنسانة الرائعة

      لم استطع التعليق على هذا الكم الهائل من الإحساس المرهف بالآخرين، و هذا الفيض المتدفق من المحبة و العاطفة الصادقة لأبناء هذه الأرض الطيبة من طبيبة تعرف قسم الطبيب حق المعرفة. لذا أكتفي بهذه الكلمات القليلة، و خير الكلام ما فل و دل.

    • زائر 20 | 8:30 ص

      ال حرز

      هي بس وزارة الصحة ( الداخلية - الدفاع )

    • زائر 19 | 8:23 ص

      زمن علي فخرو

      صدقتي يا دكتورة في زمن علي فخرو كان أجمل الأزمان بالنسبة لعمل الأطباء البحرينيين في المستشفيلت الخاصة و الدليل أن المستشفيين الخاصين الموجودين في زمانه ( المستشفى الأمريكي و المستشفى الدولي ) كان جميع الأطباء و الممرضات و الموظفين من البحرينيين و كذلك في عيادتك و جميع العيادات الخاصة كانت الوظائف للبحرينيين. لماذا كل هذا يا دكتورة فالطب الخاص مثل أي شيء خاص في البحرين يعتمد على التجارة الحرة.

    • زائر 18 | 6:43 ص

      كله تسكر يابن عسكر

      سيطرة الأجانب يا سيدتي في بلد الكفاءات المهجرة لم يقتصر على قطاع دون أخر. رؤساء معظم الشركات الكبرى التي تزخر بالكفاءات الوطنية المشهود لها دوليا هم من الأجانب بابكو والبا خير مثال. قس على ذلك الشركات الخدمية الأخرى التابعة للدولة. كاها تسكر يا بن عسكر

    • زائر 17 | 5:03 ص

      هذه بلد العجائب

      والله يادكتورة, عندما قام الاطباء بمعالجت الجرحى والمصابين في الاحداث التي حدثة في البلاد تم مجازاتهم على القسم بأن يكونوا مخلصين في مهنتهم وذلك بفصل الاطباء والممرضين البحرينيين من المستشفيات على الجريمه التي ارتكبوها ولفق كل ما خطر على بال احدا في العالم وذلك من اجل افساح المجال لتشغيل الاجانب من اجل اجراء التجارب على البحرينيين وجم جمع المال وتكوين انفسهم للمستقبل ومن ثم العوده الى بلادهم الام لكن لاتعجي هذيه البحرين.

    • زائر 16 | 4:31 ص

      وأطفال الأنابيب يا لها من مصيبة

      حبذا لو يعمل تقرير صحفي عن التجارة البشعة بأطفال الأنابيب

    • زائر 14 | 3:10 ص

      Over Qualification

      إلى زائر 9 – أتعاطف معك ولكن خطأك أنك تحمل مؤهل عالي ما يعتبره للأسف البعض ومنهم ( النخبة الوطنية ) أنك Over qualification وليس هناك مجال لتوظيفك. نصيحتي إليك إذا أردت فرصة العمل أن تعمل بشهادتك الثانوية العامة حيث سيوفرون لك وظيفة أمين صندوق أو بائع. ونصيحتي للخريجين الجدد تسلحوا بالعلم ولكن اطلبوا العمل بالمؤهل الأقل ( ثانوية – إعدادية ).

    • زائر 13 | 3:04 ص

      الادارة والقيادة بيد الوزير...ولكن الوزارة يبدو انها تمشي بردود الأفعال وليس بالأستراتيجيات

      الحديث عن الخدمات الصحية ذو شجون..وكذلك عن التعليم الجامعي الخاص..وزارة التربية والتعليم منعت الحامعات الخاصة من نشر اعلاناتها بدون موافقة والزامها على وضع رقم مرجعي يدل على موافقة الوزارة عليه بعد ان رأت كيف يمكن للجشع ان يلعب بضمير ملاك الجمعات و فن الأعلان ان يظلل خريجي الثانوية عديمي الخبرة الباحثين عن السهل والرخيص ..المشكلة هي في القيادة الوزارية وايننا من ايام الدكتور علي فخرو اطال اللة في عمرة...

    • زائر 12 | 2:28 ص

      ....

      الغزو حتى في مستشفى السلمانية الحكومي _ زيارة واحدة تكفي لان تعرفي ان كل الدكاترة والممرضين هم من الاجانب عديمي الخبرة.

    • زائر 9 | 1:06 ص

      شكرا للاخت سهيلة على إثرائك الموضوعي

      "أقتباس: متي سيعين أبناؤنا الخريجون قبل أن نتركهم فريسة لليأس والاحباط.." أنا خريج جامعي أحمل الماجستير مذ 7سنوات عدت من الخارج وامامي مشروعهم الوطني للتوظيف سعدت جدا ولكن وظفت اسوة بالجامعيين بعقد مدته 3شهور يجدد كل حين الا ان انتهي الامر بالفصل ومات مشروعهم الوطني كنا كتبنا وناشدنا بانه لايجوز ابرام عقود مخالفة للقانون محليا ودوليا سيما قوانين العمل لبحريني بعقد يحدد مدة والادهي بالقصيرة وها انا اصابني الاحباط والاكتئاب ومثلي الكثير ومنهم من انهي حياته هل يعلم المسئولون؟؟

    • زائر 8 | 1:03 ص

      ظلم في ظلم

      ليس وزارة الصحة فقط! أمر البحرين صعب جدا جدا جدا
      وهذا سبب من اسباب الثورة

    • زائر 7 | 12:39 ص

      محاسبة المقصرين

      في بلد تعج بالكفاءة الوطنية والمؤهلات العالية الا انه لا يتم توظيفها وتستبدل بالعمالة الاجنبية الرخيصة والغير مؤهلة
      سؤال محير ما هو السبب ؟ هل البحريني اصبح سلعة رخيصة لا قيمة له ؟لن يحترق قلب احد على هذا الوطن غير أبنائه
      لن يقوم هذا الوطن الا بسواعد أبنائه
      ولذا لا بد من محاسبة من يسئ الى الوطن لتهميش أبنائه واستبدالهم بالاجنبي

    • زائر 6 | 12:30 ص

      محطات

      ان وزارة الصحة ليس في واردها صحة المواطن فهي مشغولة بالقيل والقال وما إشرتي له انما هو نقطة في بحر نتمنى ان نرى إجابة من الوزارة عليها ونضيف عليها
      ما هو رد لجنة التراخيص عن اطباء غير بحرينيون يملكون عيادات خاصة في البحرين بينما هم يعملون في مستشفيات خارج البحرين في الوقت التي تحارب فيه الاطباء اللذين يعملون في القطاع العام ولهم عياداتهم الخاصة ؟
      ما هي الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة بصدد عشرات الشكاوى عن الأخطاء الطبية التي يرتكبها الاطباء الأجانب ؟

    • زائر 4 | 12:19 ص

      صح

      صح لسانك
      ياريت بس في العلاج كل وزارات المملكه ..
      تصوري أختي سهيله الأجنبي يالله و رجله الي القبر قاعد في البحرين.كمثال مهندس عام وراتب يحلم يحصله في بلده قاعد في البلد من 35 سنه وش قال ماعنده بديل.
      هذا مهندس عام جذي لو بيصنع صاروخ وش بيصير
      هناك حملة ماجستير ودكتوراه لا زالو يشتغلون فني هندسه تصورو
      ليش؟ وللحين يقولون ماعندنه بديل
      الديره خاربه من زمان

    • زائر 3 | 11:53 م

      ابداع لك الف تحبة

      انتم شعب عظيم لك الف ---- تحية ( هذا ماتعانية القرى والفقراء) ولكى تحية جمراوية الى الامام

    • زائر 2 | 11:11 م

      الغزو في كل مكان

      سيدتي، هلا تكرمت بزيارة القطاع الخاص، و لتري من يستجلبونهم للعمل، والآن هي الفرصة السانحة لعقدتين، الاولى "الهندي أرخص" وهذا ينطبق على جميع دول شرق اسيا فبدل الرأس ثلاثه والفيل تعطي راسين للراس، ويتكلمون على خلق الله كأنهم ماشية. اما الثاني "الأجنبي الخبير" ونحن خلاص الغرب الان من أزمة اوروبا الاقتصادية، حيث تقوم الشركات العامية بفصل موظفيها بحجة التوفير و عدم الأداء مستغلين أزمتنا، و يأتي الأشقر الوسيم وكان العقل متجسد في اللون والشكل. ليست المستشفيات فقط اختي. اكتبوا عن هذا كذلك

    • زائر 1 | 10:54 م

      النقد جميل لكن الاجمل هو ....

      النقد جميل لكن الاجمل منه هو تقديم ما يمكن تقديمه عمليا وفلب المعادلة
      والاهم عدم المتاجرة في الصحة والتعليم لانها متاجرة في حاجات الناس
      فدونك العيادات الخاصة وللاسف لبحرينيين كم تتقاضى من الرسوم مثال تقويم
      الاسنان تكلفتها عندنا والدولة المجاورة الدواء اضعاف سعره ووووو

اقرأ ايضاً