العدد 3693 - الثلثاء 16 أكتوبر 2012م الموافق 30 ذي القعدة 1433هـ

بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تعتبر مؤسسات الاتحاد الأوروبي، نموذجاً للتكتلات الاقتصادية والسياسية في العالم رغم الاختلافات اللغوية والثقافية، إلا أن هذا الكيان استطاع أن يقدم مثالاً متميزاً لمفهوم الوحدة من خلال ترجمته عبر مؤسسات حقيقية تعمل لصالح المجتمعات الأوروبية.

وبحسب موقع الاتحاد الإلكتروني فإن البيت الأوروبي المشترك يقوم اليوم على أسس متينة؛ فالبرلمان المنتخب بالاقتراع العام، يضمن شرعية ديمقراطية للنظام المؤسسي للاتحاد، و»اليورو» حلّ محل العملات الوطنية في 12 من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الحالي، وحرية حركة الأشخاص باتت الآن حقيقة واقعة وراسخة. كما أن سياسات مشتركة ومنسقة غدت تتبع في مجالات استراتيجية عديدة، مثل السياسة الخارجية والدفاع والقدرة على المنافسة والأمن والبيئة والزراعة والتماسك الاقتصادي والاجتماعي.

وإلى النواة الأولى للدول الست المؤسسة (فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) انضمت على مراحل متعاقبة 21 دولة أخرى، ليصل بهذا عدد الدول الأعضاء في الاتحاد إلى سبع وعشرين دولة.

فالدنمارك وايرلندا والمملكة المتحدة، انضمت إلى الجماعة الاقتصادية الأوروبية في أول يناير/كانون الثاني 1973، ثم انضمت اليونان في العام 1981، ثم إسبانيا والبرتغال في العام 1986، وبعدها السويد وفنلندا والنمسا في العام 1995. وبعد نمو تدريجي من 6 إلى 15 عضواً، قام الاتحاد الأوروبي في 1 مايو/أيار 2004 بأكبر توسع في تاريخه، من حيث حجم التوسع وتنوعه، حيث انضمت للاتحاد عشر دول جديدة هي: قبرص وأستونيا ولاتفيا وليتوانيا ومالطة وبولندا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا وسلوفينيا والمجر (هنغاريا). ثم أضيفت إلى البلدان السابقة بلغاريا ورومانيا، حيث غدت الدولتان عضوتين في الاتحاد الأوروبي في 1 يناير/كانون الثاني 2007.

وعندما يأتي الحديث عن البرلمان الأوروبي تحديداً، والمنتخب لمدة خمس سنوات من قبل مواطني البلاد الأعضاء من خلال مشاركة شعوب الاتحاد الأوروبي في عملية اتخاذ القرار، إذ إنه مع المجلس الأوروبي، يباشر الوظيفة التشريعية للاتحاد في العديد من القطاعات، كما يقوم بالاعتماد النهائي للميزانية. ويشارك البرلمان الأوروبي في إجراءات تعيين أعضاء المفوضية الأوروبية التي تتشكل لمدة خمس سنوات من 27 شخصية مقترحة من قِبل الدول الأعضاء التي تعمل باستقلال تام عن السلطات الوطنية، وتتحمل المفوضية مسئولية الدفاع عن المصالح العامة للاتحاد الأوروبي.

كل ما جاء ذكره يشير إلى أن التكتل الأوروبي يعمل في إطار التكامل والتفاهم الذي يتناسب مع طموحات الأوروبيين وليس تحت إطار التنافس والخلاف، بمعنى آخر، استطاعت دول الاتحاد أن تخلق أطراً للتعاون وآليات فاعلة يستفيد منها مواطنو الدول الأوروبية وحكوماتها بصورة حضارية راقية، بحيث تجد أن حرية انتقال الناس والبضائع ورؤوس الأموال متاحة وكأن جميع الدول الأوروبية بلدٌ واحد.

صحيح، تحدث خلافات بين دول الاتحاد، ولكنها تعالج ضمن الأطر المتفق عليها، ومع دخول الاتحاد الأوروبي ودول العالم في كساد نشهده حالياً، فمن المتوقع أن يحدث خلاف بين الدول حول الحصص لكل واحدة منها.

ونحن في دول الخليج نجد أن التنافس هو أساس العلاقة، بينما المفترض أن يكون التعاون الذي يتضمنه اسم مجلس التعاون الخليجي، هو الأساس، ويعلم الجميع أن الأمور لا يمكن تبسيطها بحيث يفسح المجال لحدوث أي شيء، فهناك حالياً تنافس في شتى المجالات، وهذا التنافس ليس سيئاً عندما يكون ضمن استراتيجية موحدة ضمن مجلس التعاون الخليجي.

في الحقيقة، إن الخليجيين العاديين لايزالون بعيدين عن دوائر القرار فيما يتعلق بمجلس التعاون، فبينما تتكون مؤسسات الاتحاد الأوروبي من آليات فاعلة، فإن لديهم أيضاً البرلمان الأوروبي الذي يصل بآراء الأوروبيين مباشرةً إلى صانعي القرار. أما في مجلس التعاون الخليجي فإن أكثر ما يمكن الوصول إليه هو هيئة استشارية معينة من دول مجلس التعاون، وهي هيئة ضعيفة ليس لها أثر، ولا تجتمع كثيراً، وإذا اجتمعت لا أحد يعلم بها وبما يدور بين أعضائها، ولن يخيب ظني لو قلت: إنهم لا يناقشون أياً من القضايا التي تهمنا كمواطنين خليجيين.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3693 - الثلثاء 16 أكتوبر 2012م الموافق 30 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 8:32 ص

      التعاون المطلوب.

      دول مجلس التعاون الخليجي توجد لديها كل مقومات الوحدة, .... لكننا في الوقت الحاضر ننشد تعاونا حقيقيا في شتى المجالات

    • زائر 6 | 3:42 ص

      albeem

      حتى هذا الاتحاد شكله ما بطول اذا دخل في الاتراك

    • زائر 5 | 3:38 ص

      لا يوجد تعاون بل تنافر

      بدليل اننى لا احصل على عمل فى بلدي خريج جامعي بشهادة عالية وعندما توجهت للعمل لاكثر من بلد خليجي يتم الصد والرفض لتوظيفي بسب ذريعة بايخة وسخيفة اي ممنوع من العمل لافى بلدك ولا بلدان مايسمي "التعاون" الخليجي ولكن عندما كنت اعيش فى بلد الاتحاد الاوربي كنت اعمل فلا عجب فى بلدان الاعجوبة والالعوبة

    • زائر 4 | 1:40 ص

      GCC

      عندما ينقلب وضع الجو من الحر والرطوبة وتتساقط الثلوج عندنا ويذهب جونا الى اوروبا حينها سنناقش القضايا الساخنة التى تهم المواطن الخليجي 0

    • زائر 3 | 1:01 ص

      شكرا

      شكرا لك بالتوفيق

    • زائر 2 | 12:40 ص

      التغيير قريب

      إن شاء الله سنشهد هذا التغير الكبير

اقرأ ايضاً