العدد 3695 - الخميس 18 أكتوبر 2012م الموافق 02 ذي الحجة 1433هـ

نورودوم سيهانوك

توفي ملك كمبوديا السابق نورودوم سيهانوك يوم الإثنين الماضي في بكين عن 89 عاماً، وكان من أبرز القادة السياسيين في آسيا خلال القرن العشرين، عمل بلا هوادة على صيانة وحدة كمبوديا التي عانت من حرب أهلية دامت عقوداً.

وقد تخلى هذا الملك الفريد من نوعه الذي خرج الى المنفى مرتين ثم عاد مرتين، عن عرشه في سن الثانية والثمانين لأسباب صحية بعد أن ضمن استمرارية النظام الملكي تفادياً «للفوضى»، ليخلفه ابنه المفضل نورودوم سيهاموني في 2004.

- عرف بأنه زعيم متسلط صاحب مزاج متقلب، وكان طيلة خمسين عاماً نشيطاً، عمل بلا كلل على الساحة الدبلوماسية الدولية على رغم مشواره المتقطع كما عمل مخرجاً سينمائيّاً وشاعراً وملحناً.

- تمكن سيهانوك الذي كان يعتز بوجوده الى جانب كبار القادة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ مثل تيتو وماو وديغول الذين كان معجباً بهم بصفته فرنكوفونيّاً، من تجاوز إهانة الانقلاب والأسر في سجون الخمير الحمر والنفي.

- يلقب الشعب الكومبودي الصغير الذي كان يحب سيهانوك إلى درجة العبادة وشبه التأليه، نورودوم سيهانوك بـ «الأب الكبير» (سمديش ايوف). ولخص كاتب سيرته الذاتية الرسمية جوليو جلدرس ذلك بالقول إن «سيهانوك هو كمبوديا».

- اعتلى سيهانوك العرش بفضل الفرنسيين في 1941 وبعد 11 عاماً حصل على استقلال بلاده من دون إراقة دم.

- بعد أن تخلى مرة أولى عن العرش لممارسة السياسة في منتصف الخمسينات، كرس وريث بناة انغكور الذي تولى مراراً منصب رئيس الوزراء، كل طاقته للفكرة التي كان ينظر بها الى كمبوديا، أي مملكة صغيرة «محايدة» ذات تاريخ رائع.

- لم يتردد سيهانوك الذي كان يتمتع بشرعية مزدوجة، شرعية سلالته الملكية وشرعية الشعبية، أمام تغيير مواقفه بشكل مثير وإبرام تحالفات غريبة مع الصين وكوريا الشمالية خاصة.

- لكن قراره الأكثر إثارة للجدل سيظل تحالفه مع نظام بول بوت، فبعد انقلاب الماريشال لون نول الذي أطاح بنظامه في مارس 1970 بدعم الأميركيين، دعم سيهانوك فعلاً الخمير الحمر من منفاه.

- لدى توليه الحكم في 1975، ذهب الى حد تولي رئاسة النظام الذي خلف مليوني قتيل قبل أن يضطر إلى الاستقالة بعد سنة ويودع في الإقامة الجبرية حتى سقوط بنوم بنه بين أيدي الفيتناميين في 1979.

- لم تنتهِ إهانة الأسر إلا بعد فترة طويلة، بعد أكثر من عشر سنوات من المنفى في بكين وبيونغ يانغ.

- مباشرة بعد اتفاقات السلام المبرمة في باريس في 1991 والتي كان من مهندسيها، عاد سيهانوك منتصراً الى بلاده واعتلى العرش مجدداً في 1993، كملك نظام دستوري «يسود ولا يحكم».

- وعد حينها الكمبوديين بإقامة «نظام أكثر ديمقراطية وليبرالية».

- لم يحل السلام إلا في 1988 لكن دولة القانون ظلت بعيدة عن بلاد لم ينفك رئيس وزرائها هون سين يعزز نفوذه فيها منذ 1985.

- وبعد تنازله عن العرش استمر سيهانوك في التعبير عن رأيه حول الحياة السياسية سواء من بنوم بنه او بكين حيث كان يقيم بانتظام لمعالجة سرطان أصابه.

- لكن مذكراته الخطية التي كانت تبث على موقعه من الإنترنت أصبحت نادرة خلال السنوات الأخيرة وفي 2009 اعتبر أنه أطال العيش كثيراً، وكتب أن «هذا العمر الطويل جداً يحملني عبئاً لا يطاق».

العدد 3695 - الخميس 18 أكتوبر 2012م الموافق 02 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً