العدد 3696 - الجمعة 19 أكتوبر 2012م الموافق 03 ذي الحجة 1433هـ

التوتر يخيم على لبنان عقب مقتل مسئول أمني بارز

اغلق محتجون ومسلحون الطرق باطارات اضرموا فيها النار في بيروت ومدن اخرى اليوم السبت (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) فيما خيم التوتر على لبنان جراء حالة الحزن والغضب التي فجرها مقتل مسؤول بارز في المخابرات معارض للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال شهود ان جنودا لبنانيين اطلقوا الرصاص على مجموعة سيطرت على طريق في وادي البقاع.

وعززت القوات اللبنانية من وجودها عند مفارق الطرق وفي المباني الحكومية اليوم السبت ولكن المتظاهرين اغلقوا العديد من الطرق من بينها الطريق السريع المؤدي للمطار الدولي.

واندلعت الاحتجاجات جراء مقتل العميد وسام الحسن في تفجير في وسط بيروت بعد ظهر أمس الجمعة.

واتهم ساسة لبنانيون الأسد بانه وراء الهجوم الذي اجج المخاوف من من امتداد اعمال العنف في سوريا إلى لبنان.

ورأس الحسن تحقيقا وضع سوريا وحليفها حزب الله في دائرة الاشتباه في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 2005.

والحسن وهو سني ساهم في كشف مخطط تفجيرات أدى الي القبض في اغسطس/ اب على وزير لبناني سابق مؤيد للرئيس السوري بشار الاسد في انتكاسة للنفوذ السوري في لبنان.

وانقسمت الطوائف الدينية اللبنانية بين مؤيد للاسد ومؤيد للمعارضة المسلحة التي تحاول الاطاحة به.

وفي المناطق السنية في بيروت جابت سيارات مزودة بمكبرات الصوت الشوارع ودعت الحكومة اللبنانية للاستقالة.

وقال شهود ان عشرات المسلحين يجوبون الشوارع وان التوتر يخيم على المكان.

ونزلت فرق مسلحة لشوارع مدينة طرابلس في الشمال وغالبية سكانها من السنة والتي شهدت في وقت سابق من العام اشتباكات بين انصار الاسد ومعارضيه.

ونظمت تجمعات حاشدة واغلقت الطرق في وادي البقاع بشرق البلاد وفي بلدة صيدا في الجنوب.

وتقوم الشرطة والجيش بمهام حراسة في حي الاشرفية وتقطنه غالبية مسيحية حيث انفجرت السيارة الملغومة في ساعة الذروة وفي ميدان الشهداء بوسط العاصمة.

وأعلن مفتي لبنان الحداد ثلاثة ايام على الحسن الذي يشيع جثمانه في جنازة رسمية غدا الأحد.

وقالت صحيفة ذا ديلي ستار ان من الواضح ان مدبري التفجير يسعون لدفع لبنان لموجة جديدة من اعمال العنف واشاعة الفوضى.

وتابعت "إذا كان الهدف هو صرف الانتباه عن الاحداث في سوريا فعلى الشعب ان يدرك ذلك جيدا ويتجنب اي محاولة لجر لبنان لتوتر وصراع اهلي."

واتهم سعد الحريري - نجل رئيس الوزراء الأسبق - الاسد بانه يقف وراء هذا التفجير في حين دعت قوى 14 اذار المعارضة لاستقالة حكومة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي التي تضم وزراء من حزب الله.

ووصف اللواء اشرف ريفي مدير عام قوى الامن الداخلي اغتيال الحسن بأنه "ضربة كبيرة" وحذر من احتمال وقوع هجمات اخرى.

وقتل اكثر من 30 ألف شخص في سوريا منذ اندلاع انتفاضة ضد الأسد قبل 19 شهرا.

وتخشى قوى عالمية ان يؤجج احتدام القتال في سوريا صراعات اخرى في المنطقة.

وادان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي التفجير وقال انه يعتزم زيارة بيروت اليوم السبت.

وإيران داعم قوي للاسد وحزب الله.

ولمح متحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية لمسؤولية اسرائيل عن الهجوم ونفي مسؤول إسرائيلي بارز التلميح ووصفه بانه "امر يستحق الرثاء". وساعد الحسن - الذي عاد إلى لبنان مساء الخميس من المانيا - في الكشف عن كثير من محاولات الاغتيال ضد شخصيات معارضة لسوريا في لبنان. ونجا الحسن نفسه من عدة محاولات لاغتياله.

ووجهت اتهامات لضابطين سوريين أحدهما اللواء علي مملوك رئيس مكتب الامن الوطني السوري الى جانب وزير الاعلام اللبناني السابق ميشال سماحة في اغسطس/ اب بشأن مؤامرة مزعومة استهدفت تأجيج العنف في لبنان.

وكانت تلك الاتهامات خطوة غير مسبوقة ضد سوريا وهي لاعب رئيسي في الشؤون اللبنانية منذ عقود.

وانحازت سوريا إلى عدة فصائل اثناء الحرب الاهلية في لبنان التي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990.

ونشرت سوريا قواتها في بيروت وبقيت هناك حتى عام 2005.

ورأس الحسن ايضا التحقيق في اغتيال رفيق الحريري قبل سبع سنوات وكشف ادلة ورطت سوريا وحزب الله في هذه الجريمة وهو اتهام نفاه الطرفان.

واتهمت محكمة دولية العديد من اعضاء حزب الله بالتورط في اغتيال الحريري.

وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ان الحسن "كان حامينا أمنيا. هي ضربة قاسية ولكن لن نخاف ..(المهم) ان لا نتهم احدا في الداخل لاننا نكون قد وقعنا في الفخ الذي نصبه بشار وهو ان يشعل لبنان."

ورغم اتهامات الساسة اللبنانيين ادانت حكومة الاسد وحزب الله التفجير ووصفه وزير الاعلام السوري بانه عمل ارهابي.

كما ابرز التفجير مخاوف القوى الغربية - التي تنتقد الاسد بشدة وتطالبه بالتنحي - من ان تشعل الحرب في سوريا المنطقة.

وادانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قتل الحسن ووصفته بانه "علامة خطيرة على وجود هؤلاء الذين يواصلون السعي لتقويض استقرار لبنان."

وحث الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند جميع السياسيين اللبنانيين على الوحدة والتصدي لمحاولات زعزعة استقرار بلدهم.

وادان الفاتيكان والاتحاد الاوروبي ايضا الهجوم.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً