العدد 3698 - الأحد 21 أكتوبر 2012م الموافق 05 ذي الحجة 1433هـ

الأجانب والمخالفات في جمعية الأطباء

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تواصلاً مع المقالة السابقة وما يتعلق ببعض الأطباء الأجانب، حدثت الكثير من التجاوزات في جمعية الأطباء مؤخراً وأثناء اعادة تكوينها، والكثير منها كان لصالح الأجانب، فالصراعات السياسية تنسي البشر أنفسهم، فيتصرفون بطرق لا تليق بالمستوى المهني الذي وصلوا إليه!

ويغدو البعض من الملتزمين مهنياً، ضحايا وأصبحوا كبش الفداء فيسجنون ويعذبون ويفصلون ويضيع مستقبلهم، في الوقت الذي يُكافأ فيه المخالفون والمنافقون، والذين يسعون للتقرب من السلطة والترقية أو للحصول على الحوافز المادية، مقابل الوشاية بزملائهم.

ودعوني أعرض عليكم القَسم الذي يقسمه الأطباء بعد التخرج، للتمكن من الحكم على تصرفاتهم ومدى التزام البعض!

يبدأ القسم: بسم الله الرحمن الرحيم: أقسم بالله العظيم أن أراقب مهنتي وأن أصون حياة الإنسان في جميع أدوارها والأحوال باذلاً ما في وسعي في استنقاذها من المرض والهلاك والألم والقلق، وأن أحفظ للناس كرامتهم وأستر عوراتهم، وأن أكتم أسرارهم وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلاً رعايتي الطبية للقريب والبعيد، للصالح والخاطئ، والصديق والعدو، وأثابر على طلب العلم أسخّره لنفع الإنسان لا لأذاه، وأن أوقّر من علّمني، وأُعلّم من يصغرني، وأكون أخاً لكل زميلٍ في المهنة الطبية، ومتعاونين على البر والتقوى. وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي، نقية مما يشينها تجاه الله ورسوله والمؤمنين، والله على ما أقول شهيد.

يرينا هذا القسم مدى نبل المهنة وقدسيتها، التي تضع الأطباء على قائمة الفضيلة والإنسانية، وكيف أنه من واجب الطبيب/ الطبيبة الدفاع عن المرضى وعلاج الضعفاء وحتى الأعداء، وتحت كل الظروف، مع ضرورة كتم الأسرار وعدم الإساءة إلى الزملاء حتى لو كان الزميل مخطئاً، ناهيك عن الاتهامات الخاطئة بحق زملائهم!

لعلّ هذه المقدمة تطلعنا على ما حدث في الجمعية من تجاوزات، وتبدأ بالتجاوز الأول وهو السماح للأطباء الأجانب بالتصويت والانتخاب للهيئة الإدارية، والمخالفة الثانية هي السماح لهم بالانضمام إلى الهيئة الإدارية! الاثنان مخالفان لقانون الجمعية، فهما حقٌ للبحرينيين فقط ولحماية مصالحهم وحقوقهم كما في بقية دول العالم. بينما الأعداد الكبيرة للأجانب الذين يملأون المستشفيات الخاصة والعامة، تم إقحامهم لمشاركة البحرينيين في قضاياهم المحلية ومنافستهم في أرزاقهم، ليصبحوا من أهل الشقاق ما بين أبناء الوطن الواحد. وهكذا أغرقت الجمعية بالأطباء الأجانب في الانتخابات الأخيرة للحصول على الأصواتٍ لضمان الفوز لبعض الأطراف. والمؤسف حقاً أن يقدّم الأطباء هذه المميزات لهم على طبقٍ من ذهب!

أما التجاوز الآخر والأغرب، فهو انضمام بعض أطباء الأسنان إلى جمعية الأطباء على الرغم من أنهم مازالوا أعضاء مسجلين بجمعيتهم! وعندما أدرك أعضاء الجمعية ما يدور وراء الكواليس ومن جلب تلك الأعداد التي تفوق أعداد البحرينيين، أدركوا لعبة السيطرة بالغالبية، إضافةً إلى تكشف المخالفات الأخرى، ولذلك اعلنوا انسحابهم وتسجيل التجاوزات ورفع قضية ضد المخالفين الجدد.

وأود الإشارة هنا إلى أنه في حال إصدار أحد المسئولين من السلطة التنفيذية قراراً يتعارض مع دستور وقانون الجمعية، فإنه لا يصح تطبيقه، إلا بموافقة الجمعية العمومية، إذ عليها أن تعقد اجتماعاً عاماً للموافقة على التعديلات بغالبية الأعضاء.

بعد فترة قصيرة، استمرأت الهيئة الإدارية لجمعية الأطباء الجديدة اللعبة، وقدمت أول ما قدمت، الفصل التعسفي ضد الأطباء المحكوم عليهم بالسجن، دون احترام لقوانين الجمعية التي تنص على الدفاع عن المتهمين في المهنة ومحاولة تخفيف الأحكام عنهم! وهذه القرارات التعسفية لا يمكن أن تكون نافذة، لعدم شرعيتها بسبب عدم مصادقة الجمعية العمومية عليها.

إن المد الأجنبي واحتلال الأغراب للمهنة التي تم توطينها منذ عقود، هو احدى المصائب الكبرى التي ترجعنا إلى الوراء، أما الألم الأكبر فهو الفرقة والخلاف الكبير بين الأطباء البحرينيين، من أبناء وبنات البلد الواحد، وعدم احترام القوانين التي وضعت لأجل حمايتهم، والتلاعب بها وبجوهر القضايا والمبادئ الإنسانية ومخالفة القسم وعدم احترام شروط المهنة الطبية. إنها ألف خسارة للبحرين.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 3698 - الأحد 21 أكتوبر 2012م الموافق 05 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 4:20 م

      حرم سعادة ...

      لم تمنعها الالقاب كانت في عيشة فارهة منعمة ولازالت لكن كل هذا لم يمنعها
      قول الحق وهي من القلة القليلة التي قلبها على وطنها كيف لا وهذا
      ما ينبغي ان يكون عليه الطبيب قلب رحيم عطوف متسامح لا تنظر الى
      المال الا اذا كان لسد حاجة محتاج

    • زائر 15 | 3:06 م

      زائر 4 و 7 كفاكم طائفيه !!!

      يعني لما المواطن يدافع عن حقوقه من الغزو الأجنبي تتهمونه بالعنصرية طيب اللي يشتم أبن الوطن و يتهمه في عرضه و يقطع رزقه و يسجنه و يقتله و ينتهك حرمات بيته و يهدم مساجده ماذا تسميه؟؟؟

    • زائر 13 | 2:26 م

      الأطباء الأجانب أعضاء مشاركين وليسوا عاملين

      اتفق معك دكتوره سهيلة في ما ذهبت اليه. نحن لا نطالب بإقالة الاطباء الاجانب من الجمعيه، فهم اعضاء مشاركون، لكننا نرفض اعطائهم العضوية العاملة. اصبحت الأغلبية للاجانب، وفقدت الجمعية سيادتها. مهما روج دعاة الطائفية ممن زوروا ارادة الجمعية العمومية ومهما حشدوا من اجانب فلن نضفي عليهم الشرعية محليا ولن يكتسبوها دوليا.

    • زائر 11 | 12:06 م

      بوركت الاقلام الحرة

      الوطن في حاجة بل وأمس الحاجة الى مثل هذه الاقلام والأصوات وأنا على
      يقين من انها في وطني كثيرة لكن قاتل الله الخوف والطمع لكن ليعلم الكل
      وهم يعلمون سيصنفهم التاريخ بين مناصر للحق ومناصر للباطل

    • زائر 10 | 11:42 ص

      ان تكون انسانا

      الانسانية هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها .. أن تدرس الطب لا يعني انك دخلت الانسانية من اوسع ابوابها إن لم تكن انسانا من الاساس .. كثيرون ممن درسوا الطب لمجرد البهرجة الاجتماعية .. كثير لا يراعي في عمله اليومي ابسط معايير الانسانية ومحاولة اتقان العمل فتراه متسيبا متهربا .. يكبر معه هذا التسيب والاهمال كلما مر الزمن .. كثيرون منهم رأيناهم كيف انقلبوا على اعقابهم بمجرد أن وجدوا الفرصة .. ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين

    • زائر 7 | 10:13 ص

      هذا نفس عنصري شيفوني بغيض ، منذ متى واين في العالم كله يحضر على الاطباء من اية جنسية الانضمام الى جمعية مهنية خاصة بهم ؟ ..... كفى عنصرية

    • زائر 14 زائر 7 | 3:02 م

      و أقصاء طائفة كبرى من البلد عن المناصب و فصلهم و قتلهم ماذا تسميه ؟؟

      يعني تحرم دم البعوضه و تحلل دم أبن البلد؟؟؟ تصرخ بأن هذا نفس عنصري و أنتم تمارسون الطائفية عيني عينك !! يعني الأجانب عندكم أفضل من أبن البلد؟ ما اشوف هالهمه عندك في الدفاع عن الأبرياء من أهل البلد!! عجيب أمركم

    • زائر 4 | 5:42 ص

      الانسان

      ابعاد الاطباء الاجانب من الجمعية هو عمل عنصري و مخالف لحقوق الانسان حيث يجب علينا نحن البحرينيين احترام الوافدين من الجنسيات الاخرى لانهم يخدمون البحرين و اهل البحرين ... اما بالنسبة للاطباء المحكوميين فيجب ان تكون الكلمة الاخيرة للقضاء ولا يجب ان نتدخل في حكم قضائي و في اعتقادي و في اعتقاد الكثيرين من شعب البحرين و من خلال ما شاهدناة من مقاطع فيديو تثبت تجاوز الاطباء المحكومين و الاخلال بالقسم الذي اقسموه و دخولهم بالسياسة و معاملة المرضى و المصابين من المخالفين لهم سياسية معاملة غير انسانية

    • زائر 3 | 2:14 ص

      عزيزتنا ( لا تغرنك الأسماء )

      دكتور ،، جراح ،، طبيب ،، كل ذلك امام الفزعة الطائفية لا تساوي شيء لا شرف مهنة ولا حس وطني ولا اي شيء ينفع فالكل ظهر على حقيقته مكشوفا امام الملأ ، من ادى القسم الشريف هو اليوم قابع بالسجن ومن تملق ووشى بزملائه يكرم .

    • زائر 2 | 1:37 ص

      يطبق أوامر ينفد من المتملقين

      لا تتعجبي كله هذا التخبط الي ان يستقر الأمور

    • زائر 1 | 10:58 م

      جمعية الأطباء البحرينية

      أول سؤال أطرحه عليك أختي الفاضلة هل لاحظت اليافطة المعلقة على الجمعية؟ هل استبدلت بيافطة أخرى كتب عليها جمعية الأطباء (فقط)؟ وكما ذكرتي أختي المحترمة (وقدمت أول ما قدمت,الفصل التعسفي ضد الأطباء المحكوم عليهم بالسجن) أنا أقول لا غرابة في ذلك وإلا لماذا تم اقحامهم. (محرقي/حايكي)

    • زائر 12 زائر 1 | 12:07 م

      وياك وياك في الراي

      كنت آتسائل....اسم الجمعية (جمعية الاطباء البحرينية)....فكيف يكون فيها اطباء اجانب.....ولكن الحل فيما قلت اخي الكرين .فلقد تم الغاء كلمة (بحرينية) حتى تتسع للكل....وهذا تلاعب في القانون...

اقرأ ايضاً