العدد 3698 - الأحد 21 أكتوبر 2012م الموافق 05 ذي الحجة 1433هـ

المعارضة والديمقراطية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شهد المؤتمر العام السادس لجمعية «وعد»، مساء الخميس الماضي في قاعة جمعية المهندسين بالجفير، مفاجأتين.

المفاجأة الأولى مشاركة أمين عام «وعد» إبراهيم شريف المغيّب في السجن منذ ثمانية عشر شهراً، بكلمةٍ افتتاحية، والثانية طرح أمين عام «الوفاق» الشيخ علي سلمان رؤيته بشأن الديمقراطية حرص فيها على الالتزام بالعقلانية والاعتدال.

كلمة شريف التي ألقاها رضي الموسوي، عبارة عن قراءةٍ سياسيةٍ للأحداث منذ فبراير/شباط 2011، مع تقييمٍ ومراجعةٍ ذاتيةٍ لأداء المعارضة ركّز فيها على سلمية الحراك السياسي للمعارضة، باعتباره موقفاً أخلاقيّاً ينسجم مع «جنس أهدافنا الإنسانية». وأكّد أن ما تمر به البحرين «أزمة سياسية»، ولا يمكن حلها بالعنف أو استخدام القوة المفرطة وإنما بالتفاوض والحوار، مذكّراً بالمطالب الرئيسية التي تشمل أمناً للجميع دون تمييز، رافضاً استفراد أي طرف بالحل أو التصرف في مقدرات الوطن بمفرده والقفز على أي من مكوناته.

الفكرة الأخيرة كانت نقطة التقاء مع كلمة سلمان، الذي تحدث باسم الجمعيات السياسية، وأكّد فيها على الدعوة إلى «ديمقراطية توافقية تضمن ألا تستأثر الأغلبية السياسية أو طائفة بالقرار الوطني»، وناشد «شركاء الوطن» تخطي قواعد التشطير الطائفي. ولعل ان سلمان تأثر بما يجري في مصر اذ يكثر الحديث هناك عن التوافق على اسس دستورية تمنع استفراد جهة بالقرار، وهذا المنطلق التوافقي تسير عليه أيضاً ليبيا وغيرها من الدول التي تنتقل نحو الديمقراطية.

سلمان تحدّث عن موقف المعارضة في تحقيق «الديمقراطية المتعارف عليها عالميّاً»، وأكد أن الديمقراطية التوافقية تشمل مشاركة الجميع من دون غلبة لفئة على أخرى، وأن هذا يمكن ضبطه دستورياً، مع مراعاة وضع البحرين ومحيطها الإقليمي.

قبل شهور، صدرت دعواتٌ رسميةٌ لـ «حوار توافق وطني»، تصدّرت مانشيتات الصحف لأسابيع، أما سلمان فاعتبر الديمقراطية التوافقية ضمانة عملية لعدم تفرد أي فئة في إدارة شئون البلاد، بما يحفظ حقوق جميع المواطنين دون استثناء، ولا تسمح بتعدي أي طرف على الآخر، فمثل هذا التحول ضرورةٌ لصيانة الوحدة الوطنية، والحفاظ على الحريات العامة والفردية كما قال. وختم بتعبيرٍ أدبي جميل: «وعد النعيمي وإبراهيم شريف، هي خيلٌ عربيٌ أصيلٌ يمكن المراهنة والاعتماد عليه، ونتمنى لكم النجاح، لأن نجاحكم هو نجاح للجميع».

من ضيوف المؤتمر، ألقيت كلمةٌ باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ذات العلاقة التاريخية بـ «وعد»، كما مُثّلت سفارة فلسطين. وغاب مدعوون آخرون، عرباً وخليجيين؛ لعدم منحهم تأشيرة دخول.

كما تحدّث في المؤتمر أمين عام «المنبر التقدمي» عبدالجليل النعيمي، وأمين عام «اتحاد عمال البحرين» سلمان المحفوظ، ومن «الاتحاد النسائي» قدّمت زينب الناجم «تحية إجلال وإكبار لنساء هذا الوطن حتى ينهض حرّاً شامخاً متسامحاً يتسع للجميع».

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3698 - الأحد 21 أكتوبر 2012م الموافق 05 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 9:57 ص

      الحوار هو الحل

      الخاسر هو مواطن لان لا يوجد حل اتمنى من العقلاء ان يتدخلوا فورا لان العقول .... ستهلكنا وتدخلنا الى نفق مظلم

    • زائر 10 | 5:21 ص

      الديمقراطية التوافقية

      الديمقراطية التوافقية تمر عبر مجلس تأسيسي يتم اختيار ممثليه من قبل الشعب وكل يطرح تصوراته في شكل الحكم عبر مشروعه الانتخابي وجعل البحرين بأكملها دائرة واحدة وتمثيل للأقليات حسب ما يعرف ذلك المصطلح في قانون الامم المتحدة، واحترام الإسلام كدين وكمصدر لتشريع، حيث ان شعب البحرين بغالبيته مجتمع مسلم محافظ على دينه وقيمه. أما ديمقراطية التوافق الطائفي فهي مرفوضة وغير مقبولة ومتعبة للشعب.نعم لتوافق العقل والمنطق لا طائفتي وطائفتك

    • زائر 9 | 5:13 ص

      الديمقراطية

      الديمقراطية تعني ان توضع كل رؤية وطنية سواء اتفق عليها بشكل فردي او جماعي و تضمن حقوق الجميع بسقوفها المنصوصة في القوانين الدولية من اي طرف كان في ورقة استفتاء يوصل الى تحقيق الارادة الشعبية ،فلا يمكن ان يقال لاحد لاتبني بيتك كما تشاء وخيارك النوم في العراء حتى لايراه من الاخرين

    • زائر 8 | 2:46 ص

      سلام ديمقراطي أم ديمقراطية السلام

      قد لا يبدو ولا ينسجم ولا يتفق أو يتوافق مع العقل والعقلنه والعقلانية أن بتفاوت العدد بكثرة أو بأقلية لا بنوعية قد تستقيم الديمقراطية. فمتى ما كان التفوق العددي في حال الانتخاب الحرة أو غيرها قائم على أكثرية وأقلية فهذه ليست الا من الجاهلية العددية والكمية. فالأغلبية تتفوق على الأقلية وتعود بنا الى ما كان عليه السابقون.
      فهل الديمقراطية بزاوية حادة أم منفرجة بهاوية؟ أم لها ركن سلام وبها مقام يتقدم الى الأمام وليس للخلف بالتمام؟

    • زائر 7 | 2:05 ص

      اسوا ما في كاتب المقال

      أخي قاسم أنت اخذت بالجوانب المريحة لك واعتمدت البعد العاطفي في سرد ماجرى في مؤتمر جمعية العمل وهي اسقاطات ذاتية لا تمت بواقع ماجرى في مؤتمر جمعية العمل وهذا يضعف مصداقية كاتب المقال ويحيله لمجرد صاحب رأي خاص الذي لا يهم غيره فأنت غيبت الحقيقة لأنها كانت مؤلمة وسيكون تداعياتها كبيرة على مسار العمل السياسي وتحالفاته الا تجد ان هناك تحولاً في الموقف الم تسمع الكلمات الجديدة بما فيها كلمة الشيخ علي سلمان وهي مؤشرات سوف تخلق ارباكاً في المستقبل القريب اتمنى لك الشفاء العاجل

    • زائر 5 | 12:45 ص

      حق الانسان كل لا يتجزء ونحن في زمن كل فرد يعرف ما له وما عليه ولا يمكن استغفال الناس

      المطالب تطالب بها كل الشعوب فتجمع الوحدة والاخوة في الكويت يرفعون نفس المطالب التي طالبنا بها وهي الديمقراطية الحقيقية ولكننا اصبحنا كفارا ومجوس وخونة وصفويين حين رفعنا نفس المطالب! قد تختلف بعض الاسقف قليلا ولكنها في النهاية تصب في صالح الشعب.
      حلال عليهم وحرام علينا هذه من المفارقات العجيبة لدى البعض ولكن نقول الله موجود ويسمع ويرى ويسجل كل شاردة وواردة ونحتسب فيما حصل لنا الله وحده فلا منصف سواه سنظل نرفع ايدينا بالدعاء على كل من تسبب في أذانا وهو يعلم علم اليقين انما طرحناه حقا لا جور فيه

    • زائر 3 | 11:42 م

      ياجماعه يدفنون ويبيعون بحرنا ولا نعرف من ايصير هالشكل

      يا دكتور ليش هالشكل بحرنا بالجفير انسرق بالكامل دفان وبيع ولا تعرف من بعض المناطق اللي انسرق بحرها اعطو المحسوبين عليهم اشوي مثل محرق والحد ولكن احنا اهل الجفير نادي ما عطونا عطو النجمه والمنامه واحنا احرمونا وين العدل ولا حد يتكلم اسرق ولا تخاف صف طابوق

    • زائر 2 | 10:48 م

      لاوطان تبنى بالاريحيه

      نتمنى من جميع الاطياف في وطننا الحبيب تقديم التنازل فالتوافق

    • زائر 1 | 10:28 م

      الكل يعرف ذلك

      ركز على سلمية الحراك السياسي للمعارضة. الكل يعرف ان الحراك السياسي للمعارضة دعا الى السلمية من أول يوم الى الان, لكن هنا من يطالب بمعاقبة المتظاهرين وقمعهم سواءا بمسبلات الدموع او الغاز السام او الرصاص الإنشطاري. إذ ان هذا البعض يحلو له أن يرى ذلك لأنه يقتات على ذلك ولكن إلى متى؟ وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون ( محرقي / حايكي )

اقرأ ايضاً