العدد 3700 - الثلثاء 23 أكتوبر 2012م الموافق 07 ذي الحجة 1433هـ

المسرح يفتح عوالم جديدة في تونس

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

المدينة التونسية التي خطوت فيها خطواتي الأولى اسمها الكيف. ولدَت أحلامي وطموحاتي الأولى في هذه المدينة.

ولكن عندما يسمع معظم التونسيين اسم الكيف، تبرز صور نمطية معينة إلى الأذهان، حملها معظم التونسيين: شتاء قاسٍ، وعدم استقرار اقتصادي واجتماعي نظراً إلى حجم المنطقة المترامية الأطراف، والتي يتكون معظمها من قرى صغيرة معزولة.

اشتهرت الكيف، التي تقع في شمال غرب تونس، بتاريخها الروماني والبربري. إلا أن ما يميّز الكيف فوق كل شيء هو المسرح، الذي أوجد نافذة إلى العالم للمدينة.

من خلال المسرح في الكيف، تلتقي الثقافات المختلفة معاً، ويصبح الانفتاح نحو الآخر على قيد الحياة وبصحة جيدة.

الانفتاح الذي أعرب عنه مسرح الكيف موجودٌ أيضاً في تكوين المدينة. يضم مركز المدينة، الذي تم بناؤه قبل قرون عديدة، كنيسة وكاتدرائية ومسجداً ضمن مساحة خمسة كيلومترات مربعة. ويظهر ذلك أن التسامح لدى التونسيين، وسكان الكيف بالذات، يعود إلى قرون عديدة إلى الوراء. هناك إرثٌ من الانفتاح للزائرين كافة يتشاركون فيه عبر الأجيال. تلك هي الروح التي يعبّر عنها مسرح المدينة.

تأتي أعظم الأسماء في المسرح التونسي والمشهد الموسيقي من مدينة الكيف، وتضم ممثلين مثل أحمد سنوسي والفكاهي والممثل السينمائي لامين نهدي، الذي حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج للأفلام؛ والمطربة شبلية راشد، التي أثرت أعمالها الموسيقية موسيقى تونس المعاصرة.

وفي سبعينات القرن الماضي، أسس منصف سويسي مجموعة الكيف المسرحية، وهي مجموعة بديلة عكست الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمنطقة. كان ذلك التركيز على القضايا المعاصرة، بدلاً من التاريخ جديداً على تونس. تمكّنوا وخلال فترة وجيزة من تحدّي مجموعة مسرح علي بن عايد الكلاسيكية الشهيرة في تونس وإيجاد مدرسة بديلة للمسرح.

نظمت الكيف، تكريماً ليوم المسرح العالمي في 27 مارس/آذار مناسبةً عُرِفَت بِـ «مسرح الـ 24 ساعة دون توقف». يشكّل هذا الحدث الذي أطلقه العام 2001 الفنان الأسعد بن عبدالله «مزيجاً» يجري فيه الترحيب بكل شيء. وقد جمع الحدث الأخير معاً 22 مسرحية وست تمثيليات غنائية وأداء في الشارع بالإضافة إلى ورشات فنية.

تجرى العروض في مواقع مختلفة: المركز للفنون الدرامية وكنيسة المهد وكنيسة القديس بطرس، مركز الثقافة وحتى قاعة الرياضة حيث عرضت مدرسة السيرك الوطنية أحد إنتاجاتها الخاصة. و»الحصاد الجميل» كان في العام 2006.

تجرى في كل سنة دعوة مجموعات من دول أجنبية للمشاركة في هذا الحدث. في الماضي شاركت فرق من إيطاليا وفرنسا وهولندا والمغرب ولبنان وسورية والسويد، ففتحت المدينة إلى العالم. وتجرى دعوة ضيوف من دول أجنبية لاستكشاف مدينة الكيف الدافئة المرحبّة ورعاية الوعي الثقافي.

واليوم، تستمر الكيف بالترحيب بالفنانين الشباب الذين يطمحون إلى تحقيق فرق من خلال تغيير وجه المسرح التونسي وفتحه على العالم. لقد أصبح «مسرح 24 ساعة دون توقف» نجاحاً فنيّاً وثقافيّاً، كما أثّر هذا الحدث على المدينة نفسها وأتى بالزائرين من جميع أنحاء العالم، وأوجد مساحةً تجتمع فيها الثقافات المختلفة لتثري المدينة.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3700 - الثلثاء 23 أكتوبر 2012م الموافق 07 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً