العدد 3705 - الأحد 28 أكتوبر 2012م الموافق 12 ذي الحجة 1433هـ

المسلمون الأميركيون يتواصلون مع السيخ

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

غيّرت حادثة إطلاق النار التي أدّت إلى مقتل ستة مصلين في معبد لطائفة السيخ في أوك كريك بويسكنسن الشهر الماضي وجهات نظري حول آثار خطابات الحقد في المجتمع الأميركي. بعد الحادي عشر من سبتمبر، ازداد الخوف من المسلمين ومن هؤلاء الذين يبدون مسلمين. والمحزن أن بعض أفراد طائفة السيخ تعرضوا للعنف والتفرقة والتعصب العرقي. وعلى رغم الاعتراف بحدوث هذا الأمر، إلا أن القضية حصلت على اهتمام أقل بكثير مما تستحق.

نجد أنفسنا كمسلمين في وضع فريد بشكل خاص بعد إطلاق النار في ويسكنسن، وعلى رغم أن وضع المسلمين والسيخ في أميركا أبعد من أن يكون متماثلاً، إلا أن هناك الكثير من التجارب المتماثلة من حيث النظر إلينا على أننا «الآخر». يتوجّب علينا الاستفادة من هذه التجارب لنعمل معاً باتجاه مستقبل تشعر فيه جميع الطوائف الدينية في أميركا بالأمان.

وقعت حادثة إطلاق النار في شهر رمضان، حيث تجد مئات المسلمين يصلّون إذا قمت بزيارة أي مسجد في الليل. واقترح بعض الإعلاميين أن من أطلق النار كان في الواقع يستهدف المسلمين، الأمر الذي جعلني أتساءل: كيف كانت النتيجة ستكون مختلفة لو أن الضحايا كانوا من المسلمين؟ آمل أن تكون الإجابة أن شيئاً لن يختلف، وأنه بغضّ النظر عمن هم الضحايا أو من هو المجرم القاتل، فإن ردود كل الطوائف والقطاعات ستكون إدانة أسباب هذا العنف والوقوف تضامناً مع الضحايا. كان هذا التضامن في الواقع هو ما شهدناه في أعقاب تلك المأساة، حيث وقف أفراد من كل الخلفيات معاً لدعم طائفة السيخ وإدانة العنف.

تجعلني تجارب المسلمين في مجال التضامن عبر الديانات، وخصوصاً بعد الخلاف الذي أثير حول ما يسمى بمسجد نقطة الصفر، واثقاً من أنه قد يكون هناك أعداد لا حصر لها من الشركاء من جميع الديانات يقفون معاً لو كان المسلمون هدفاً لمثل هذا الهجوم. واضطر الأميركيون المسلمون لأن يناضلوا ضد الخوف وإجحافات الآخرين. لقد أصبح الرهاب الإسلامي تعبيراً يومياً لكثيرين منا، وخصوصاً الذين يعملون في منظمات ترتكز على الإيمان. لديّ وجهات نظر مختلفة حول هذا التعبير، وقد أردْتُ دائماً من أخوتي في الإسلام أن يستغنوا عنه وأن يركزوا بدلاً منه على العمل التفاعلي الإيجابي للمستقبل، إلا أن الحقيقة تبقى أن الرهاب الإسلامي هو ظاهرة حقيقية لها تاريخها، ولا يقتصر ضحاياها على المسلمين، حيث إنها تؤثر كذلك على من يُعتقد أنهم مسلمون.

لقد واجهت الجالية المسلمة بشكل ما قضية الرهاب الإسلامي وجهاً لوجه، وفضح تقرير «مؤسسة الخوف» جذور شبكة الرهاب الإسلامي في أميركا، الذي أعدّه «مركز التقدم الأميركي»، آلية التفرقة والحقد التي تبلغ قيمتها 42 مليون دولار ضد المسلمين. .ولكن ما الذي تعلمناه فعلاً من نجاح هذه الحملة؟

لسوء الحظ التمويل والأجندة الاستراتيجية التي تم تنظيمها وراء سبب الخلاف لم تواجَه بآلية تجمع الناس معاً حول أجندة تتطلع قدماً. لقد حان الوقت للتحرك قدماً وتقديم أثر حقيقي وقيمة حقيقية إلى الطرح حول التسامح. ويتوجب علينا كمسلمين أن نتذكر أن الناس من جميع الديانات قد انضموا إلينا، وأحياناً قاموا بقيادتنا في قضية التعايش والانخراط. وتكلّمت مجموعات جرى التمييز ضدها في الماضي، مثل الايرلنديين الكاثوليك واليهود، لصالح الأميركيين المسلمين، مظهرة التضامن والتعاطف المعمّق. لقد شهدنا عناقاً دافئاً من جانب الكثيرين، ولكن مازالت هناك ثقافة جنون العظمة في مجتمعنا، وتشكّل حادثة إطلاق النار تذكاراً وحشياً على ذلك.

بعد الحادثة مباشرة، وردت بيانات الدعم والتعازي من جميع المنظمات المسلمة الوطنية. وكان مجلس الشئون الإسلامية العام هو الرائد في الوقوف إلى جانب جالية الأميركيين السيخ، فقام أعضاؤه بزيارة الجالية ونادوا بعقد مؤتمر وطني حول المأساة والمشارَكة في حلقة نقاش بشأن التطرف في أميركا، وقام قادة الفكر والقادة المجتمعون المسلمون بتشجيع هذا التضامن من خلال منابرهم المتوافرة وعبر وسائل الإعلام. وعلى رغم ذلك، هل قمنا بعمل ما هو كافٍ؟

على المسلمين مسئولية كبيرة لأن يكونوا الجالية الدينية الرئيسية لبناء علاقة قوية مع السيخ. إنها مسئولية أخلاقية للانضمام معاً كجالية متحدة تقف ضد الأسباب الجذرية لهذا التوجه نحو العنف، وهي المعلومات الخاطئة وتشجيع الخوف وطروحات الحقد. وعلى مستوى أكثر عمقاً تشكّل هذه فرصة لنا للرد على ما قدّمه لنا الكثيرون: الصداقة. إنها فرصة لنا لأن نعيش ضمن القيم الأخلاقية التي كثيراً ما نتحدث عنها. سنجمَع من خلال هذه الصداقة جالياتنا حول هدف مشترك ونبدأ بالعمل معاً للوصول إلى مستقبل آمن لكل الديانات في مجتمعنا.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3705 - الأحد 28 أكتوبر 2012م الموافق 12 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:01 ص

      تعاليم ديانة السيخ

      مند فترة وانا ادرس تعاليم ديانة السيخ ووجدت بأن هناك الكثير من التشابه في العديد من تعاليم الأسلام وما يؤمنون به . وادا تمعنت قليلا ستجد ان السيخ يكنون احتراما خاصا للمسلمىن علاوة علي ان السيخ طائفة مسالمه لايحبون ان يتدخلو في الامور الدينية لأي مله ولكونك مسلما فانك ستحظي بالترحيب لو دهبت لزيارة المعبد الدهبي للسيخ في الهند . في البحرين لم نلمس منهم الا الأحترام والأخلاق الطيبه .

اقرأ ايضاً