العدد 3714 - الثلثاء 06 نوفمبر 2012م الموافق 21 ذي الحجة 1433هـ

مهاجر باكستاني يبحث في أميركا

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

بدأت رحلتي من باكستان إلى وطن جديد في أواخر شهر يوليو/ تموز عندما وصلت، بعد الكثير من التوقّع، إلى الولايات المتحدة. كان ذلك قراراً صعباً لشخص عاش لمدة أربعين سنة في مكان واحد، واختار اليوم العيش في ثقافة جديدة. كان ترك كل ما أعرفه ورائي أمراً صعباً.

إلا أن زوجتي، وهي أميركية، خاضت التجربة نفسها عندما غادرت الولايات المتحدة قبل سبع سنوات لتقيم معي في باكستان. لذا فكرت، لماذا لا أستطيع أنا عمل ذلك؟

شعرْتُ بالقلق والإثارة وأنا أقف في الصف أحمل جواز سفري الباكستاني منتظراً دوري في المقابلة أمام ضابط الهجرة. هل ستحقق معي سلطات الهجرة لأنني قادم من باكستان؟ تساءلت وأنا أستذكر بعض القصص التي سمعتها من أصدقاء واجهوا أسئلة صعبة وإجراءات أمنية طويلة. إلا أنه عندما حان دوري حيّاني ضابط الهجرة بأدب، وتمّت عملية الدخول بسلاسة وهدوء. بدأت رحلتي بداية جيدة.

رغم ذلك، شعرْتُ بالقلق، فكيف سيستقبلني الأميركيون كباكستاني مسلم؟ كانت التجربة بشكل عام أكثر إيجابية مما توقعت، وعرفْتُ بسرعة أن الصور النمطية تعمل بالاتجاهين.

يخطئ الكثيرون في الولايات المتحدة فيظنون أنني هندي مهاجر. عندما أصحّح أحداً وأقول انني لست من الهند، وإنما من باكستان، يكون الرد أحياناً الرعب والفزع. «آه. انعدام القانون والنظام هناك أمر مخيف»! يحزنني أن الأميركيين يرون باكستان بهذه الصورة.

إلا أن الوضع اليومي في باكستان ليس مثبِطاً للهمة كما يبدو من الخارج. ربما لعب الإعلام دوراً في إيجاد هذه الصورة. ولكن بشكل عام، ينشغل الباكستانيون بتحسين نظامهم السياسي. المواطنون مشاركون، وتملك الدولة مجتمعاً مدنياً نشطاً وجماعات حقوق إنسان وأناساً يؤمنون بحوار الأديان.

أخبرْتُ معلمتي الإنجليزية كلغة ثانية في مناسبة أخرى عن رئيسة وزراء الباكستان السابقة بينظير بوتو. سألَت مستغربة «كيف يمكن لامرأة أن تكون رئيسة وزراء لدولة إسلامية؟»، عَرَفت من خلال حواري معها عن جانب من باكستان لم تكن على علم به.

تغيرت بعض أفكاري المبلورة سابقاً عن الولايات المتحدة، خلال الجزء الأول من زيارتي كذلك. وصلت خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان عندما يصوم المسلمون، وكنت أتساءل كيف سيكون الوضع في بيئة لا يصوم فيها الآخرون من حولي.

واقع الأمر هو أن صيام شهر رمضان في الولايات المتحدة كان مختلفاً عنه في باكستان. ورغم أنني اشتقت للناحية الاجتماعية للصيام معاً ودعم ومساندة بعضنا بعضاً، كانت التجربة إيجابية وحصلت على الدعم من إيماني وديني وأنا أصوم مع أسرتي.

كذلك كان الاحتفال بعيد الفطر في نهاية شهر الصيام، عندما يصلي المسلمون صلاة خاصة في مسجدهم، جميلاً في مسجد سبرنغفيلد بولاية فرجينيا. شاهدت الرجال والنساء والأطفال يصلّون معاً تحت سقف واحد. جاء المصلّون من خلفيات ثقافية عديدة، وقامت شرطة مقاطعة فيرفاكس بتوجيه حركة السير قرب المسجد لمساعدة الجالية المسلمة المحلية على الاحتفال بعيدها. أدهشني ذلك لأن بعض الباكستانيين يعتقدون بأن الولايات المتحدة تعادي الإسلام. إلا أن الانفتاح على الثقافة الأميركية غيّرت من منظوري في هذا المجال، حيث كانت لدي تجارب في التعايش والتعددية.

أدرس على سبيل المثال في صف الإنجليزية كلغة ثانية مع أناس من جميع أنحاء العالم، لا يتعلمون الإنجليزية فقط وإنما يخوضون في الوقت نفسه تجربة جمال الثقافات الأخرى. صنعْتُ أصدقاء جددا من الهندوس والسيخ والمسيحيين، وفي المنطقة التي أعيش فيها هناك معابد ومساجد وكنائس.

ليس هناك دولة كاملة، ولكن بشكل عام دُهشْت بصورة إيجابية لرؤية أمثلة حقيقية لأناس يعيشون التسامح والتناغم والقبول في وطني الجديد، وآمل أن يتمكن كل من الباكستانيين والأميركيين من تفهّم ثقافات بعضهم بعضاً بصورة أفضل.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3714 - الثلثاء 06 نوفمبر 2012م الموافق 21 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً