العدد 3719 - الأحد 11 نوفمبر 2012م الموافق 26 ذي الحجة 1433هـ

الطلب العالمي على النفط سيواصل ارتفاعه بحسب وكالة الطاقة

حذرت وكالة الطاقة الدولية اليوم الاثنين (12 نوفمبر / تشرين الثاني 2012) من ان الطلب العالمي على النفط واسعاره سيواصلان الارتفاع بدفع من الاستهلاك المرتبط بوسائل النقل.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في النسخة الاخيرة من دراستها السنوية "وورلد اينرجي آوتلوك" ان يزداد الطلب على النفط الخام بنسبة 14% بحلول العام 2035 ليصل الى 99,7 مليون برميل في اليوم، اي بزيادة 700 الف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة.

كما توقعت الوكالة التي تدافع عن مصالح الدول المستهلكة في تقريرها السنوي ان يصل متوسط سعر برميل النفط الذي تستورده دولها الاعضاء وبينها معظم الدول الاوروبية والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، الى 125 دولارا للبرميل عام 2035 مقابل حوالى 107 دولارات هذه السنة، بعدما كانت تتوقع سعرا للبرميل بمستوى 120 دولارا بحلول 2035.

ولفتت الوكالة التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، الى ان "نمو استهلاك النفط في الدول الناشئة ولا سيما الاستهلاك المرتبط بقطاع النقل في الصين والهند والشرق الاوسط، سيؤدي الى اكثر من تعويض خفض الطلب في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وبالتالي الى زيادة واضحة في استهلاك النفط".

واضافت ان "قطاع النقل يمثل الان اكثر من نصف الاستهلاك العالمي للنفط، وهذه النسبة ستزيد مع تضاعف عدد السيارات الى 1,7 مليار سيارة والتزايد المتسارع للطلب على الشحن البري (نقل البضائع)".

وسيمثل الشحن البري وحده 40 % من ارتفاع الطلب بحلول 2035، لان استهلاك الوقود المرتبط بالشاحنات (العاملة بالغازول) سيزيد بسرعة اكبر من استهلاك الوقود المرتبط بالسيارات، خصوصا لانها تخضع بنسبة اقل لتدابير توفير الطاقة.

وفي ما يتعلق بانتاج الذهب الاسود رأت وكالة الطاقة ان حصة البلدان التي لا تنتمي الى اوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط) ستنحو الى الارتفاع خلال العقد الجاري، لكنها اكدت ان وزن الكارتل سيتعزز من جديد بعد ذلك.

ويتوقع ان يبلغ انتاج الدول من خارج اوبك مستوى يدور حول 53 مليون برميل في اليوم بعد 2015 (مقابل اقل من 49 مليون برميل في اليوم في 2011)، بتأثير انطلاقة الانتاج النفطي غير التقليدي في اميركا الشمالية (النفط الكثيف في الولايات المتحدة، والرمال النفطية في كندا)، وقفزة للنفط والغاز الطبيعي وتنامي الانتاج قبالة البرازيل.

وتوقعت الوكالة ان تستمر مرحلة مراوحة الانتاج مكانه حتى قرابة العام 2025، ليتراجع بعدها الى حوالى 50 مليون برميل في اليوم. في موازاة ذلك فان ثقل اوبك في الانتاج العالمي الذي يتراوح حاليا حول 42%، سيرتفع مجددا الى حوالى 50% قرابة العام 2035

وقالت الوكالة انها تتوقع زيادة الطلب على الغاز "ايا كانت السيناريوهات المستخدمة"، لكن استخدامه سيختلف بشكل كبير تبعا للمناطق. ففي اميركا الشمالية تسبب استخراج غاز الشيست بتدهور اسعار الغاز الطبيعي. والنتيجة فانه يحل مكان الفحم الحجري في انتاج الكهرباء وقد يصبح المورد الاول للطاقة في الولايات المتحدة متقدما على النفط حوالى العام 2030.

اما الطاقات المتجددة (خصوصا الشمسية) فيتوقع ان تتطور بوتيرة ثابتة لتؤمن قرابة ثلث انتاج الكهرباء في 2035، فيما اعادت الوكالة النظر في توقعاتها لنمو الطاقة النووية وباتت تتوقع انخفاضها بسبب كارثة فوكوشيما.

لكن مستقبل الفحم الحجري يبقى غير مؤكد لانه سيرتهن بخيارات الطاقة في آسيا، وبقدرته التنافسية قياسا الى مصادر الطاقة الاخرى في انتاج الكهرباء.

الى ذلك تبقى وكالة الطاقة الدولية قلقة من تأثير الطاقة على المناخ، وكررت القول ان "هدف الحد من سخونة مناخ الكوكب بدرجتين مئويتين اصبح بلوغه اكثر صعوبة وكلفة عاما بعد عام" لكن الاسراع في اتخاذ تدابير من شأنه ان يسمح بتأخير نقطة اللاعودة لبضع سنوات.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً