العدد 3719 - الأحد 11 نوفمبر 2012م الموافق 26 ذي الحجة 1433هـ

محادثات في باكستان حول السلام في أفغانستان

يصل وفد افغاني رفيع المستوى الى باكستان اليوم الاثنين (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) لاجراء محادثات حول السلام في البلد الذي تمزقه الحرب، الا ان محللين حذروا انه بدون مشاركة طالبان في تلك المحادثات فانها لن تثمر عن اية نتائج.
ومن المقرر ان يصل وفد من مجلس السلام الافغاني الاعلى بقيادة رئيس مجلس ادارته صلاح الدين رباني الى اسلام اباد لاجراء محادثات مع القادة السياسيين الباكستانيين وقائد الجيش خلال الايام الثلاثة المقبلة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية ان "السيد رباني تلقى دعوة من وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار لزيارة باكستان واجراء محادثات مع السلطات المعنية تتعلق بالسلام وعملية المصالحة في افغانستان".
وكانت محادثات مماثلة قد تعثرت العام الماضي في ايلول/سبتمبر بعد اغتيال برهان الدين رباني الرئيس السابق لمجلس السلام الاعلى عندما استهدفه مفجر انتحاري ادعى انه مبعوث سلام من طالبان.
ويعتبر دعم باكستان التي كانت تدعم نظام طالبان الذي حكم افغانستان من 1996 حتى 2001، ضروريا للسلام في افغانستان بعد انسحاب قوات التحالف في 2014.
وانتقد مسؤولون افغان اسلام اباد بسبب مقتل رباني، رئيس افغانستان السابق، وقالوا ان التفجير تم التخطيط له في باكستان ونفذه باكستاني، فيما القت اسلام اباد اللوم على لاجئين افغان يعيشون في باكستان.
وتتسم العلاقات بين البلدين الجارين بالشكوك وعدم الثقة، وتتهم كابول باكستان بدعم اسلاميي طالبان في التمرد الذي يشنوه منذ 11 عاما ضد حكومة حميد كرزاي المدعومة من الغرب.
وتتكثف الجهود لانهاء تمرد طالبان في افغانستان مع اقتراب انسحاب قوات الحلف الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة بحلول نهاية 2014.
الا ان المحلل رحيم الله يوسف ضائي حذر من انه لن يتم احراز اي تقدم مهم هذا الاسبوع باستثناء لقاء رباني الجانب الباكستاني لاول مرة.
وقال لوكالة فرانس برس "المشكلة هي ان الحكومة الافغانية لم تتصل بطالبان. وحتى رباني لم يتمكن من الاتصال بطالبان منذ ان اصبح رئيسا للمجلس".
واضاف "كيف يمكن تحقيق اية نتائج في وقت لم يتصل المجلس بطالبان".
وتوقفت المحادثات الاولية بين الولايات المتحدة وطالبان والتي جرت في الدوحة في اذار/مارس الماضي عندما لم تتمكن طالبان من الحصول على افراج عن خمسة من عناصرها محتجزين في غوانتانامو.
وقال يوسف ضائي انه رغم ان باكستان لها نفوذ على طالبان، فانه من غير الواقعي التفكير بان اسلام اباد يمكن ان تقنع الحركة المسلحة بالعودة الى طاولة المفاوضات.
واضاف ان مثل هذه الخطوة ستتطلب "اجراءات لبناء الثقة" من الولايات المتحدة، وفي اية حال يمكن ان تتسبب في انقسام في الحركة الاسلامية.
وراى المحلل حسن عسكري انه رغم ان كابول وواشنطن تحرصان على ارضاء بعض فصائل طالبان بشكل من الاشكال، الا ان المسلحين ليست لديهم حوافز لاجراء محادثات لانهم يعلمون ان قوات الحلف الاطلسي ستغادر البلاد خلال عامين.
واضاف لوكالة فرانس برس "أنهم ينتظرون انسحاب القوات الدولية وهم واثقون انهم يستطيعون ان يحولوا حياة الحكومة الافغانية الى جحيم".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً