العدد 3721 - الثلثاء 13 نوفمبر 2012م الموافق 28 ذي الحجة 1433هـ

«سحب الجنسية» مخالف للقانون ولقيم المجتمعات المتحضرة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تشهد المنطقة العربية منذ مطلع العام 2011 وحتى اليوم الكثير من المتغيرات وأيضاً التخبطات فيما يتعلق بالسياسات التي تريد أن تنفرد بها دول المنطقة عن غيرها دون النظر إلى معايير وبنود القانون الدولي والمواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان وهي تعد انتهاكاً صارخاً لما يمارَس ضد الفرد داخل مجتمعه لمجرد الاختلاف في الرأي والمعتقد والعرق.

وهو ما يُعتبر مخالفاً للقانون الدولي؛ إذ لا يمكن أن تحول المواطن إلى «بدون» وانتهاكاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي اعتمدته البحرين في 2006، لكونها سياسة تجرد الفرد من كل شيء بما فيه قيمته كإنسان وتحوله إلى « نكرة».

إن ردود الفعل للخطوة التي أقدمت عليها الحكومة بسحب الجنسية لواحد وثلاثين مواطناً بحرينياً، لم تكن موفقة؛ إذ وصف الكاتب جميل الذيابي في عموده بصحيفة «الحياة» السعودية الصادرة بتاريخ 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 قرار سحب جنسية المواطنين البحرينيين بأنه قرار «غير موفق ولا إنساني»، بينما اعتبره الكاتب حسام عيتاني من الصحيفة نفسها بتاريخ 9 نوفمبر 2012 بـ «الخطوة الخاطئة». وقال عيتاني «سحب السلطات البحرينية الجنسية من 31 معارضاً خطوة خاطئة، فهي تتعارض مع كل ما أعلنته السلطات من رغبة في الحوار كمدخل إلى التسوية السياسية للأزمة القائمة منذ شباط (فبراير) 2011 أولاً، وتبدو في تناقض صريح مع التغييرات التي تشهدها المنطقة وكاستفزاز لمشاعر مئات آلاف البحرينيين».

الذيابي كتب من جانبه عن التحديات التي تواجها دول المنطقة الخليجية مع شعوبها بأن «الأنظمة الخليجية تواجه تحديات وصعوبات واستحقاقات عدة، يتطلب تجاوزها بالتجاوب معها، إلا أنه على رغم ذلك لا تزال حركة تفاعل الحكومات مع شعوبها بطيئة».

وبدلاً من مواجهة المشكلة والاعتراف بها فإن الذيابي رأى أن «دول المجلس تلتزم التعتيم الإعلامي في توضيح مواقفها، وأمانة المجلس تلوذ بالصمت!» وهي حقيقة معاشة لا يمكن تجاهلها في المشهد السياسي بمنطقة الخليج.

وأضاف: المشاكل الخليجية بإمكانها أن تنحل لو تم الاستماع إلى الشعوب التي هي واعية بما تطالب به بدلاً من سياسة الردع أو التجاهل وهنا كتب الذيابي يقول «الأكيد أن الحلول ليست صعبة إلا لمن يريد أن تسير العربة بلا خيول برغبة تصعيب الحلول وتفويتها. فالتحدي الأكبر أمام الدول الخليجية لا ينبع من التهديدات والتدخلات الخارجية ومشكلة الأمن الإقليمي فقط، بل الأولى بالحلول العمل على تحصين الداخل، والاستجابة للمطالب والاستحقاقات الشعبية، وتسريع عملية الإصلاح السياسي، وبناء دول مؤسسات قوية، قادرة على التعامل مع المتغيّرات وفق صيغ زمنية عملية، رأس حربتها الحقوق وتفعيل المشاركة الشعبية، فتلك ضرورة استراتيجية للتكامل الرسمي والشعبي في ظل تزايد حالة الاستقطاب الإقليمي وحجم الإحباطات الشعبية، بالابتعاد عن منطق التأجيلات وتعليقها على شماعة المخاطر والتحديات، فالشعوب ناضجة وواعية».

لقد لخص الذيابي الوضع المتوتر في دول الخليج، محذراً من تفجر وتفاقم الوضع «فالبحرين التي تشهد توتراً داخلياً منذ عامين ستستضيف القمة الخليجية الـ33 للقادة، وربما هي القمة الأولى التي تعقد في ظل أوضاع أمنية داخلية غير مستقرة في بعض دول المجلس، وفي مقدمها البحرين والكويت». مضيفاً «التقرير الذي صدر عن اللجنة المستقلة لتقصّي الحقائق في البحرين، برئاسة بسيوني، أكد في بعض فقراته وجود حالات اعتقال تعسفي، وفصل لموظفين وطلبة على خلفية المشاركة في التظاهرات، وتعدٍّ على القانون في أساليب القبض ومعاملة الموقوفين. كانت الآمال بتصحيح الأوضاع، لكن البحرين اتخذت أخيراً قراراً غير موفق ولا إنساني بسحب الجنسية من 30 معارضاً، في خطوة ستزيد من الغضب الشعبي والاحتقان».

وفي موضوع تجريد الجنسية البحرينية رأى الكاتب عيتاني من الصحيفة نفسها «كان من الأجدى عرض ما تملكه الوزارة من أدلة على تورط المجردين من الجنسية في الإضرار بأمن الدولة على القضاء وتوفير محاكمة علنية ونزيهة وعادلة لهم». مضيفاً «لقد تعهدت السلطات يومها بالاقتصاص من الجناة من بين رجال الأمن. ولا مفر من القول إن هذه الانتكاسة الخطيرة في التعامل مع المعارضة ستزيد من الاحتقان الطائفي لوقوع التجريد من الجنسية على عشرات الناشطين المنتمين إلى طائفة واحدة هي الطائفة الشيعية. وسيصب القرار الماء في طاحونة الدعاية الإيرانية الساعية إلى فرض وصاية طهران على كل الشيعة العرب وإلحاقهم بمشروعها الإمبراطوري».

بلاشك ما كتب في هذا الشأن في الصحافة العالمية يعكس جلياً اهتمام المجتمع الدولي بموضوع سحب الجنسية بتلك الصورة التعسفية وهي للأسف ممارسات ليست جديدة على الساحة البحرينية ولا تقتصر على فئة واحدة ولكنها ترجع إلى العام 1954 عندما تم سحب الجنسية من القائد الوطني عبدالرحمن الباكر، وكان سحب جنسية الباكر محوراً أساسياً للحراك التاريخي الذي شهدته خمسينات القرن الماضي، وقد رفض الشعب البحريني كله آنذاك تلك الخطوة غير الإنسانية والمخالفة لقيم المجتمعات المتحضرة.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3721 - الثلثاء 13 نوفمبر 2012م الموافق 28 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 5:22 ص

      أنا أحببت ان أشارك بتعليق ولكن:

      بعد ان أرجع من سفري .. أما الان فلا. وشكراً

    • زائر 16 | 4:37 ص

      لعبه وفهمناها

      لعبه وفهمناها كلما اقبلت علينا مناسبه قاموا بخطوه غير مدروسه .
      سوف تقوم بسحب الجنسيات وبالتالي يقوم الملك في يوم العيد الوطني بارجاعها لهم تحت سقف المكرمه الملكيه او العفوا الملكي .
      لعبه وفهمناها
      شكرا لكم

    • زائر 15 | 3:49 ص

      الجنسية

      كل ماتقوم به الحكومة يعارض قانون المنظمات العالمية اذا بريطانيا و امريكا قامو بسحب الجنسيات عن أشخاص.
      الجنسية ليست فقط جواز إثبات الجنسية حب لهذا،وليسه كما فعل ذاك الشخص الذي داس الجواز برجولة.

    • زائر 13 | 3:14 ص

      القانون الدولي

      يا أستاذة ايه قانون تتكلمين عنه,هذا القانون الاعرج يطبق فقط على الحكومات الغير متماشيه مع سياسات الدول الاستعماريه(هل تطبق هذا القانون على دوله اسرائيل؟)فمعنى ذلك القانون الدولي اعوج ولا يعتمد عليه لايه فئه مستضعفه على هذيه المعمورة.وأذا تتكلمين عن امريكا فهي دائما ليلا ونهارا تقول مصلحتي فوق كل شي ولا سواه.

    • زائر 9 | 1:45 ص

      لكنه عرف وامر متعارف عليه في البحرين

      منذ صغرنا ونحن نرى ونبصر ان الكثير ممن هجّروا وطردوا وسحبت جنسيتهم بسبب مطالبتهم ببعض حقوقهم لذلك هذا النهج تسير عليه البلد منذ القدم وهي سائرة وماضية عليه ولا تنوي التغيير رغم التحول والتغير الحاصل في العالم لكن البعض يريد القبوع والبقاء على هذه الحالة حتى تكون دولتنا في ارذل الدول واكثرها تخلفا.
      واذا الشعب قد سبق الحكم في التطور والتقدم والتعامل ومعرفة الحقوق والقوانين فان ذلك يجعل من الصعب على الحكومة البقاء في التعامل بنفس الطريقة ونفس النهج وهذا ما يجعل الازمة مكانك سر

    • زائر 4 | 11:18 م

      ما هو رد الدولة

      الدولة ستقول، كلام الناس لا يقدم ولا يأخر. و سياسة "انا ربكم الاعلى" و العياذ بالله هي هي و لكن في حلة جديدة. اسأل الله الذي قضى لقوم نبي الله موسى والذي نصر نبي الله محمد عليهما السلام ان يحكم بيننا وهو اسرع الحاسبين.

    • زائر 3 | 11:08 م

      خلهم أوال شيئ يعترفونا بالقانون بعدين يصير خير

      تخبطات وتخبطات يوم سجن الحقوقين والأطباء
      وبرائتهم ومن ثم قرار تأديبي
      ومنع التجمعات ومن ثم تقيده في أماكن
      ومنع الصلاة ومن ثم يقولون لحفظ الأمن ووو
      الكثير والكثير
      وسحب الجنسيات ومحاكمات لا ترتقي للعدالة
      محاكمات شكلية فقط والحكم جاهز
      ومعد

    • زائر 1 | 9:48 م

      تخبط يسئ للدولة

      سحب الجنسية اساءة ذاتية في المحافل الدولية لانها انتهاك واضح للقانون البشري- الجنسية .

    • زائر 6 زائر 1 | 12:33 ص

      صباح الخير

      كأنكم متفقون كتاب الوسط اي بما يسمي حملة اعلامية في نفس الموضوع.

    • زائر 11 زائر 1 | 2:10 ص

      إلى زائر 6

      ولماذا لا تنضم أنت لهذه الحملة ؟ إنها حملة شريفة وواجبك الإنساني يحتم عليك مناصرتها. هل ترضى أن تسحب جنسيتك ؟

اقرأ ايضاً