العدد 3724 - الجمعة 16 نوفمبر 2012م الموافق 02 محرم 1434هـ

انتخابات جاكرتا تسفر عن تصويت بالثقة للتعددية

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

عقدت جاكرتا في سبتمبر/ أيلول انتخاباتها المحلية لانتخاب المحافظ ونائب المحافظ. وهي لحظة تاريخية حيث إن الناخبين انتخبوا شخصاً غير مسلم من عرق صيني كنائب للمحافظ للمرة الأولى، ما يشير إلى أن سكان جاكرتا ربما أصبحوا أكثر تقبلاً للتعددية.

الثنائي الفائز هما جوكو (جوكوي) ويدودو، رئيس البلدية السابق في بلدة سولو، في منصب المحافظ، وباسوكي «أهوك» تجاهاجا بورناما، رئيس الولاية السابق في بيليتونغ الشرقية، في منصب نائب المحافظ. وقد طوّر كل من جوكوي واهوك سمعات بالنزاهة والاستقامة والحاكمية الجيدة في مناصب سابقة منتخبة في مناطق أخرى.

ثنائي جوكوي-أهوك، الذي يرمز لعمل الفريق القوي والتعاون بين الأعراق على المستوى الحاكمي، هو حالة فريدة في سياسة جاكرتا. وشكّل فوز الثنائي بـ 53 في المئة من الأصوات مفاجأةً للعديد من الإندونيسيين. ويقترح أن الناخبين ثمّنوا التجربة ووضعوها فوق الهوية الدينية.

دفعت بعض الجماعات في إندونيسيا باتجاه تكامل المسجد والدولة، مثل حزب تحرير إندونيسيا، الذي يطالب بنشاط بتطبيق الشريعة الإسلامية وبدولة إسلامية. وقد حصلت مجموعة كهذه على قدر كبير من الاهتمام في الإعلام الدولي، إلا أن المسلمين الإندونيسيين ليست لديهم تقاليد بالتصويت للأحزاب الإسلامية.

الواقع أن الأحزاب الإسلامية حصلت في الانتخابات الماضية، على مجموع مشترك بلغ فقط 15-20% من الأصوات الانتخابية. وقد كشف استطلاع أجراه مركز بحوث «سيف المجاني» أن الأحزاب الوطنية الأكثر شعبية، وهي حزب الجماعة العاملة، وحزب النضال الديمقراطي الإندونيسي، والحزب الديمقراطي، والحزب الوطني الديمقراطي، ليست دينية الانتماء. ويشير هذا الواقع، مع انتخاب ثنائي جوكوي-أهوك، إلى أن الإندونيسيين يفضّلون الفصل بين المسجد والدولة. ومع ذلك لم يكن انتخاب جوكوي-أهوك دون انتقاد.

كنائب للمحافظ، وبموجب بيان المحافظ الحالي، يعتبر أهوك عادة «المنصب الفخري» للعديد من منظمات جاكرتا الدينية، رغم انتمائه الديني. ويعني الوجود في هذا المنصب الفخري أن اسمه سوف يُضَمّ إلى وصف عمل المنظمات، وسوف يحضر المناسبات الرسمية المتعلقة بأدوار هذه المنظمات المعينة.

وقد ناقشت جبهة المدافع الإسلامية، وهي جماعة مسلمة متطرفة، أنه كرجل غير مؤمن، لا يصلح أهوك لدخول مسجد أو قيادة منظمات وجماعات إسلامية. وقام المحافظ جاكوي فوراً بحلّ هذه القضية مهدئاً الجمهور بتصريح بأنه سوف يسحب هذا المرسوم الذي يحرّم هذا الواجب الرسمي لنائب المحافظ.

وعندما يعود الأمر إلى القضية الأوسع حول الفصل بين الدين والدولة، من المفيد ملاحظة أن هناك تقليداً بهذه الفكرة في إندونيسيا. كان كل من العالم الإسلامي الراحل نورشوليز مجيد والرئيس السابق الراحل عبد الرحمن وحيد من كبار المدافعين عن هذا الفصل. وقد ناقشا بضرورة الفصل بين الدين والحوكمة حتى يتسنى إنقاذ الدين من المناورات السياسية. كما أنهما دافعا عن التعددية حيث يتم قبول الفروقات في الأديان والأعراق.

وفي «الإسلام والدولة العلمانية في إندونيسيا»، الكتاب الذي ألفه العالم الإسلامي لطفي أسيوكاني، يبرز الكاتب معتقدات مجيد بوجود سوء تفسير بأن الأحزاب الإسلامية هي وحدها التي تستطيع إجراء تحسينات في حياة المسلمين والإسلام.

ويرى مجيد إن هذه المفاهيم يجب رفضها ودحضها، حيث يتوجب على المسلمين أن يكونوا قادرين على التمييز بين الواجبات العامة والخاصة. وهو يدعو القرّاء إلى إبعاد أنفسهم عن الانقسام بين الإسلام واللا إسلام، وممارسة التعددية في النشاطات اليومية. ويمكن لذلك أن يترجم إلى التصويت لصالح حزب علماني أو مرشحين علمانيين رئاسيين أو حاكميين، وفي الوقت نفسه ممارسة القيم الإسلامية في الحياة الخاصة.

لقد شكّل انتخاب جوكوي وأهوك سابقةً. وإذا كان بإمكان سكان جاكرتا اختيار قادة يمثلون الشمولية والتعددية في عملها، فربما تستطيع الأقاليم الأخرى عمل ذلك أيضاً. ويمثل هذا التعاون في القيادة الإنسانية في أفضل صورها، بدلاً من سيطرة عرقية معينة أو دين معين.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3724 - الجمعة 16 نوفمبر 2012م الموافق 02 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً