العدد 3726 - الأحد 18 نوفمبر 2012م الموافق 04 محرم 1434هـ

هل مازالت قائمة أم أنها نائمة بالعسل؟

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إننا نعيش في عالم مليء بالمخاطر اليومية، قد نرى بعضها ونتحاشاها، وقد نغفل عمّا نراه ونؤجل الاعتراف بالأخطار القادمة، ولا ندرك ذلك إلا بعد الإصابة بالأمراض، ثم نبدأ بالتساؤل عن المسببات، لقد ازدادت الأمراض على أنواعها بما فيها السرطانات المدمرة!

هذا على رغم ازدياد الوعي العام في النظافة والرعاية الصحية، وتطور العلاج، إلا أن اختلاف المسببات، وطريقة السيطرة عليها وإيصال صوتنا إلى الجهات المسئولة للتفاعل مع الأخطار القادمة في محيطنا والتجاوب الفوري لمنع الأضرار، وأخذ الحيطة والحذر في حماية البيئة ومراعاة الشروط الأساسية لحماية أنفسنا في كل ما نستهلكه في حياتنا... أصبح هو المعضلة الكبرى.

إن ما خلقته الحضارة الحديثة من تنوّع في الكثير مما نتناوله ونشربه أو نستهلكه هو جيد، ولكن مع التنوع تأتينا دائماً المخاطر الاستهلاكية التي يصعب علينا كأفراد التمييز فيما هو مفيد أو ضار، ولا نعرف ذلك إلا بعد فوات الأوان.

سأتناول اليوم موضوع الماء، الذي خلق الله سبحانه وتعالى منه كل شيء حياً، فقد تكون المصادر التي تأتينا منها المياه للاستعمالات المتنوعة من آبار جوفية، أو من تحلية مياه البحر، أو الطريقة التي تنقل أو تحفظ بها من أنابيب وحاويات، وما تتعرض له في جولتها الطويلة من تلوث جرثومي إشعاعي أو كيميائي. وقد تتعرض هذه المياه إلى أحد الملوثات في إحدى المراحل، وقد تأتينا سليمة مئة في المئة، وفي الحالتين يصعب اكتشافهما. وقد تهون المصيبة لو أن هذه المياه للاستعمال فقط وليست للشرب!

أما إذا قررنا الاستغناء عنها وشرب المياه المعبأة، فهناك أيضاً ملوثاتٌ تحدث لها أيضاً، فالقناني البلاستيكية تحتاج إلى أن توضع في درجات حرارة مبردة بحيث لا تقل عن ثلاثة وعشرين درجة مئوية. ولكننا نراها محمولةً بصناديقها على سيارات النقل المكشوفة، وتعرض في الشمس الحارقة لبيعها، أو أن طريقة تخزينها في المستودعات الحارة وغير المبردة قبل توزيعها. كما يتم عرضها للبيع في البرادات الصغيرة حيث تًُكوم الصناديق أمامها وتستعمل الرصيف كمخازن نظراً لصغر حجم الدكان!

هذا ومن ناحيةٍ أخرى تشكّل القناني البلاستيكية خطراً أيضاً إذا ما كانت رديئة الصنع ودون المواصفات الدولية الخاصة في صنع القناني، بحيث تتفاعل المواد البلاستيكية أيضاً مع الماء ويصبح ملوثاً كيمائياً. أما إذا وضعت في درجات عالية فقد تصبح شديدة الخطورة وتتحول إلى سموم بتفاعل الماء والحرارة مع المواد البلاستيكية، وإنتاج غازات سامة. وحين شربها تقوم بتهييج غشاء المعدة، ما يتسبب بعد فترةٍ وجيزةٍ في أوجاع، ومن ثم إلى أمراض سرطانية، وخصوصاً مع صيفِ بلادنا الحارة.

وإنني أتساءل: ما هي الجهة المسئولة عن متابعة مثل هذه الأمور الدقيقة في حياتنا، ومراقبة سير المياه في الشوارع وطرق تخزينه وحفظه؟ وماذا عن الأواني البلاستيكية؟ وهل نأخذ بالمستويات العالمية للجودة، ومنع المياه أو المشروبات التي توضع في قنانٍ لا تطابق مواصفات السلامة المصنعية؟ وأين هي جمعية حماية المستهلك؟ وهل مازالت قائمة؟ أم أنها نائمة في العسل؟

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 3726 - الأحد 18 نوفمبر 2012م الموافق 04 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 6:18 ص

      كل شيىء عندنا لايطابق مواصفات السلامة

      واخص بالذكر غازات مسيلات الدموع الا تتحدثين عنها عزيزتي الطبيبة

    • زائر 3 | 2:07 ص

      نريد المزيد

      بصفتك طبيبه وزوجة طبيب اناشدك ان تكتبي المزيد عن هده المخاطر التي يدفع المواطن ماله ليبتلي وعائلته من اضرارها بسبب جهل الأخرين وطمعهم . اعتقد بان ادارة الصحه العامه يجب ان تصبح واحدة من اهم مرافق وزارة الصحة وأكثرها كفاْءة لدرء المخاطر الصحيه

    • زائر 2 | 2:02 ص

      ياغافلين لكم الله!

      مانقول يااختي قل لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا عن نفسي لا استعمل صحون بلاستيك لاكل الحار للاولادي الصغار وانابيب والملاعق البلاستيكيه ايض تستعمل لمره واحده ثم ترمى ...وشكرا على موضوعك المفيد.

    • زائر 1 | 1:59 ص

      الصحيح

      بسم الله الرحمن الرحيم " وخلقنا من الماء كل شيء حي " صدق الله العلي العظيم . الأواني المصنوعة من الفخار أو الزجاج هي الأواني التي لا تتفاعل مع المواد أو السوائل وتغير تركيبتها ، فلذلك أنصح باستعمال هذه الأواني لحفظ الماء . ونريدك اختي الكريمة أن تكتبي عن الأغذية الغير صحية أيضا وبالخصوص المصنعة والوجبات السريعة .

اقرأ ايضاً