العدد 3727 - الإثنين 19 نوفمبر 2012م الموافق 05 محرم 1434هـ

سفارة فلسطين في البحرين تنظم وقفة تضامنية حاشدة استنكاراً للعدوان على غزة

نظمت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، مساء أمس الاثنين، في مقرها في العاصمة المنامة، وقفة تضامنية مع أهلنا في فلسطين وخاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع أنواع القتل والدمار وللقصف المتواصل والمجازر الوحشية منذ ستة أيام متوالية.

شارك في الوقفة معظم السفراء العرب وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي وأعضاء من مجلسي النواب والشورى في مملكة البحرين ورؤساء المجالس وشخصيات اعتبارية وأبناء الجالية الفلسطينية.

ووقف الحضور يتقدمهم سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين طه عبد القادر دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء.

وتحدث في هذه الفعالية سفراء الأردن، والمغرب، وتونس، والجزائر، وليبيا، واليمن، والقائمان بالأعمال لسفارتي مصر، والعراق.

وأكد المتحدثون كافة تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومع الشرعية الفلسطينية وإدانتهم واستنكارهم للعدوان الغاشم على قطاع غزة، مشددين على أن بلدانهم ستعمل على تقديم المزيد من الدعم من مواد طبية ومستشفيات ومساعدات عاجلة بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية، وأن التزامهم القومي يحتم على كل الدول العربية السرعة في تقديم كل المعونات اللازمة لأهلنا في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما تحدث ممثل الأمم المتحدة في مملكة البحرين، نجيب فريجي، والقس هاني عزيز راعي الكنسية الإنجيلية الوطنية في البحرين، ممثلاً عن المسيحيين، وسمر البرغوثي من الجالية الفلسطينية، وعضو مجلس النواب البحريني أحمد الساعاتي، وعضو مجلس الشورى الدكتور عبد العزيز أبل.

ودعا بعض المتحدثين إلى التواصل مع سفارة دولة فلسطين لإقامة مزيد من النشاطات والفعاليات دعما لأهلنا في القطاع حتى ينتهى هذا العدوان ويتوقف حمام الدم.

وقال النائب عبد العزيز أبل "ننتهز هذه الفرصة لنعبر عن تضامن الشعب البحريني تاريخياً مع فلسطين والآن نرى أن هذا العدوان السافر الذي ندينه بأشد عبارات الإدانة الذي نعتقد أنه لن يركع الشعب في فلسطين ولن يركع القيادة في فلسطين بل على العكس سيؤدي إلى مزيد من التضحيات وإلى مزيد من النضال من اجل انتزاع الحقوق، ونحن نعتقد انه كلما ازداد العدوان الإسرائيلي ضراوة على فلسطين يعني شعور الصهاينة بان الفلسطينيين يقون أكثر وأكثر لذا يجب دعم الفلسطينيين بالوقوف معهم لأبعد الحدود لان النصر قريب وسيكون حليف الفلسطينيين إن شاء الله".

من جانبه قال النائب أحمد الساعاتي "أنا بصفتي عضواً في لجنة فلسطين في مجلس النواب وممثلاً عن الشعب البحريني جئت اليوم للمشاركة في هذه الوقفة الرمزية التي تعني الكثير أن قلب الشعب البحريني وكل الشعوب العربية قلوبها مع غزة وفلسطين وهذا الاسم لم يمحو من قلوبنا رغم الكثير من الأحداث التي مرت على الوطن العربي".

وعبر الساعاتي عن اعتقاده بأن هذه الأزمة رجعت القضية الفلسطينية مجددا إلى صدارة الاهتمام العربي وإعادتها إلى ضمير وذاكرة الجماهير وقال "نحن مستعدون جميعاً أن نقدم التضحيات بالغالي والنفيس في وقت قدم الشعب الفلسطيني زهرة شبابه وأطفاله ونساءه ولكننا لم نبخل بأي مجهود أو مال أو دعم".

وطالب الساعاتي الدول العربية "بان يكون لها موقف صارم وحازم وواضح تجاه ما تتعرض له فلسطين من عدوان متواصل لان التمادي الإسرائيلي اسقط كل المحرمات باعتدائه على المدنيين وسجن الشعب الفلسطيني بغزة ويقطع عنهم الغذاء والماء والكهرباء ويفرض عليهم الضرائب" ، وأكد أن "دورنا كشعوب عربية الأن أن نتحرك حتى لو تقاعست الحكومات وعلى الشعوب أن تبادر بمساعدة الإخوان الفلسطينيين بكل ما يستطيعوا سواء بالدعم المادي والمالي أو بالدعم المعنوي او بأي نوع من الدعم، وان شاء الله بعد ان تضع الحرب أوزارها بالنصر إن شاء الله".

ودعا الساعاتي الإخوة في البحرين والعرب إلى "التواصل مع أهاليهم في غزة وفي كل فلسطين ليعبروا لهم عن دعمهم وأن يقيمون في فلسطين مشاريع مشتركة وتوأمة مدن وتبادل زيارات وأنشطة وبرامج كي تبقى فلسطين حاضرة دوما في على الخارطة العربية" معتقداً أن "كلمات الإدانة والاستنكار فقط لا تكفي وحدها فهذه الكلمات أصبحت مستهلكة وأصبحت ممجوجة ولن يقبل بها أي احد خاصة وان الشعب الفلسطيني يتعرض بشكل يومي لممارسات الإتطهاد والانتهاك بشكل مستمر طوال أيام العام من قبل المحتلين فلا يكفي بيان ولا غيره".

وأضاف قائلاً: "نريد مواقف عملية وتقديم أي دعم تحتاجه الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني سواء من خلال العمل على سن تشريعات أو تقديم أي مساعدات أو جهود نبذلها كأعضاء مجلس نيابي أو بالتعاون مع حكومة مملكة البحرين من ضمن منظومة مجلس التعاون".

ودعا النائب الساعاتي الشعب الفلسطيني للعمل على عودة اللحمة الوطنية فوراً وقال: "نريد ان نؤكد أن الشعب البحريني يتألم من حالة التمزق الموجودة في فلسطين، وقد كلفتني إحدى الأخوات بأن أوصل لسعادة السفير إننا نريد أن نرى اليوم الذي يتحد فيه الشعب الفلسطيني لان الظلم وقع على كل الشعب فلا يجوز بعد هذه الممارسات والخسائر بأن تبقى هناك انشقاق نريد حكومة فلسطينية واحدة ومرجعية فلسطينية واحدة نريد سياسة واضحة كي نقف ورائها وندعمها بوحدتنا وبقوتنا ويجب التعالي على الجروح وعلى الخلافات لان جرحنا واحد وعدونا لئيم وان شاء الله سننتصر عليه".

واختتم النائب الساعاتي كلمته بالقول: "يجب أن نتسلح بالثقة والإيمان والتواصل مع إخواننا داخل فلسطين فقلوبنا معكم وان شاء الله ربنا سينصركم وهذه وقفة بسيطة رمزية ونعدكم وبشكل شخصي بتنظيم فعاليات كثيرة سواء من خلال لجنة فلسطين أو حتى من خلال منطقتي سننظم فعاليات من اجل الشعب الفلسطيني وسنجمع تبرعات وان شاء الله سنحقق الهدف الذي نصبو إليه".

بدوره قال مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في الخليج العربي، نجيب فريجي "يجب أن يتحقق السلام الدائم الشامل والحقيقي في فلسطين التي تظل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي لأنه تقريبا الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي بقي تحت الاحتلال".

ونقل فريجي للمتضامنين تحيات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أنهى الآن زيارة إلى جمهورية اليمن في طريقة إلى جمهورية مصر العربية ليس تلبية لأي نداء بل تطوعاً لبذل كل ما في وسعه من جهد لوضع حد لمأساة الشعب الفلسطيني في غزة التي هي في الواقع ليست مأساة الشعب الفلسطيني وحده بل هي مأساة الإنسانية جمعاء.

وأضاف نحن نشعر بالخجل بان تظل فلسطين والشعب الفلسطيني غير متمتعة بعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة كما قال الأمين العام بان كي مون "لقد طال زمن حصول فلسطين على عضويتها الكاملة" ونتمنى أن يكلل مسعى الرئيس محمود عباس من خلال الجمعية العامة في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني للحصول على مقعد عضو مراقب.

وأوضح أن مكتب الأمم المتحدة وسفارة فلسطين يعملون على تنظيم فعالية في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 نوفمبر القادم للتأكيد على الحقوق الغير قابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وخاصة حقه بالسلام والأمن والتنمية والدولة.

وأعرب فريجي عن أسفه وغضبه الشديدين لما يجري من دمار وقتل وقصف في غزة وما يجري من قتل للأطفال وقصف للمستشفيات، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني اثبت في عدة مراحل من حياته انه أرقى شعب على مستوى التعليم والتمدن، وستظل فلسطين في الأمم المتحدة من خلال قرارات مهمة اذكر منها القرارات 242 و 338 و194 وهي قرارات تؤكد حدود دولة فلسطين المستقبلية في إطار حدود حزيران يونيو1967 والقرار 194 يؤكد حق اللاجئ الفلسطيني بالعودة إلى بلدهم ولا يمكن لإسرائيل أن تفسخ قرارات مجلس الأمن والنصر للشعب الفلسطيني وللحقيقة وللواقع وللقانون وللحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

من جهته دعا القس هاني عزيز الدول العربية إلى فتح حدودها مع فلسطين للدفاع عنها، قائلاً: "لو أن الحدود بين مصر وفلسطين تفتح لوجدنا أن أكثر من 85 مليون شخص سيتدفقون إلى فلسطين للدفاع عنها وتحريرها من الاحتلال".

وقال إن "فلسطين بلد مبارك وبها شجرة الزيتون المباركة وأنا أتخيل أن كل فرد من الشعب الفلسطيني المناضل هو كشجرة الزيتون القوية والمباركة التي تتحمل كافة تقلبات الطقس وبها قوة ذاتية منحها إياها الله، فكل فرد في الشعب الفلسطيني منحه الله قوة خاصة ينموا ويكبروا ويتكاثروا في أصعب المواقف والأجواء كما شجرة الزيتون بالضبط التي إن عصرتها أنتجت لك زيتا والفرد في شعب فلسطين الكريم رغم كل المصاعب والضيق والآلام والظروف التي تعصرهم نجدهم دوما شعب معطاء يعطي خير وبركة، فكلما ازداد الألم وازداد الضيق ستبقى شجرة الزيتون وكل شعب فلسطين من رجال ونساء وأطفال شامخين وجذورهم قوية باطن الأرض، وفيهم البركة من الله والرائحة الزكية الطيبة وفيهم العطاء المستمر"

من جانبه، أعرب سفير فلسطين لدى البحرين طه عبد القادر عن شكره وتقديره للشعوب العربية والإسلامية الشقيقة المتضامنة مع شعبنا والداعمة لحقوقنا ونضالنا ضد الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه البشعة، كما أعرب عن شكره وتقديره للشعب البحريني الشقيق وللقيادة البحرينية الرشيدة وعلى رأسهم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على دعمهم الدائم للشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية والعربية، حيث يؤكد جلالته بأن تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لكل امتنا العربية والإسلامية، وكذلك موقف سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في الجلسة الأخيرة للحكومة الموقرة بالوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع أنواع البطش والتنكيل.

وثمن السفير عبد القادر دعم مملكة البحرين الدائم للقضية الفلسطينية، وقال إن ذاكرة الشعب الفلسطيني ستحمل على مدى التاريخ المواقف المشرفة للبحرين قيادة وشعباً تجاه الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الغاشم.

وأضاف السفير الفلسطيني أن مساعدات مملكة البحرين الشقيقة لغزة والإنشاءات المختلفة التي أقيمت هناك، والتي كانت بتوجيهات كريمة من قبل جلالة الملك المفدى، للهيئة الخيرية الملكية، وبرعاية ومتابعة مباشرة من قبل رئيس مجلس أمنائها، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، لها الأثر الكبير في التخفيف عن أهلنا في غزة خاصة في هذه الظروف العصيبة وخاصة المشروعات الصحية والتنموية والتعليمية ومنها مستشفى البحرين ومدرسة الفاخورة والمكتبة الملحقة ، مؤكداً أن هذه المشاريع والمساعدات ستبقى شاهداً على إصرار البحرين على إبقاء فلسطين قضيتها الأولى، مشيداً في الوقت ذاته بحيوية الشعب البحريني وتضامن جميع فئاته وأطيافه مع فلسطين، موجهاً شكره لجلالة الملك ولسمو الشيخ ناصر.

وأكد السفير في كلمته أن الرد الفلسطيني المطلوب والعاجل على هذا العدوان الهمجي على غزة هو تلبية نداء الرئيس محمود عباس بعقد لقاء عاجل لكافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي والشخصيات الوطنية المستقلة للعمل على إتمام المصالحة الوطنية وبشكل فوري.

وطالب دول العالم، وخاصة الدول الخمس دائمة العضوية، بضرورة ممارسة الضغط اللازم على إسرائيل ومن خلال الجامعة العربية، لوقف العدوان على أهلنا في قطاع غزة بشكل فوري ، وقال إن الاحتلال كان وما زال أساس المشكلة في فلسطين والمنطقة، وبزواله يعود الاستقرار ليس إلى فلسطين فحسب بل إلى منطقة الشرق الأوسط.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً