العدد 3730 - الخميس 22 نوفمبر 2012م الموافق 08 محرم 1434هـ

توسيع قدرة حوار الأديان

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

احتفل المسلمون مؤخراً بعيد الأضحى، الذي يشكل نهاية موسم الحج إلى مكة المكرمة ويحتفل به المسلمون حول العالم. استغل عدد من التجمعات الدينية المسلمة الفرصة هذه السنة لعقد خدمات دينية عبر الاديان.

الواقع أنه في السنوات الأخيرة، أعد العديد من المساجد والكنائس ودور العبادة اليهودية برامج مستدامة للتعاون في مجال إطعام الفقراء وتقديم نشاطات للشباب والتواصل مع المشردين ضمن خدمات اجتماعية أخرى. وأصبحت نشاطات عبر الاديان كهذه عماد العمل الاجتماعي في الولايات المتحدة ودول أخرى. واليوم يكمن التحدي الذي نواجهه نحن، كعاملين يهتمون بدعم التسامح، في عملية إشراك الأفراد بأسلوب أكثر عمقاً واستدامة.

يعتبر التعليم والإعلام، وهما مجالان يؤثران على كل فرد تقريباً في مجتمعنا العالمي، أساسيان في عملية المشاركة هذه، يضمنان أن يستطيع المجتمع العالمي نشر التسامح وشحذ الحساسية تجاه الظلم والاحتفال بالتنوع الديني والثقافي.

انخرطت مؤسسات مثل الفاتيكان وجامعة الأزهر في القاهرة والمجلس اليهودي العالمي ومجلس الكنائس العالمي في جنيف في جهود لرعاية التسامح من خلال جمع القادة الدينيين من ديانات مختلفة معاً. وتتمتع نشاطات عبر الاديان كهذه بفضل مهم، فمن خلال إبراز مثل هذه النشاطات في الإعلام، واستحضار دروس مستقاة منها إلى غرفة الصف في المدرسة، يمكن تعميق قيمة مثل هذه الجهود وتوسيعها. فالمدارس هي الأماكن التي يحصل فيها الطلبة على المهارات والقيم الضرورية للمواطنين المسئولين.

ويملك تعلم التعامل مع أطفال من خلفيات دينية وعرقية أخرى الأهمية نفسها كتعلّم العلوم والرياضيات واللغات، وخصوصاً في عالم يبدو أن سوء الفهم متواجد فيه بكثرة. وحتى تتسنى الاستفادة من عالم أكثر تسامحاً يتوجب على التربويين البدء بإدخال مبادئ فهم هؤلاء الذين يتبعون ديانات مختلفة بصورة أوسع في المناهج. وقد بدأت بعض المدارس فعلياً بتطبيق ذلك.

يربط «منتدى الديانات الثلاث» في المملكة المتحدة على سبيل المثال المدارس ذات التلاميذ من خلفيات عقائدية مختلفة، الأمر الذي يعمل على بناء علاقات مستدامة عبر الخطوط الدينية. ودرس عشرات الألوف من الطلبة، وهم قادة محتملون في المستقبل في الجامعة الأميركية في بيروت، ومدرستها الثانوية، الكلية العالمية (International College)، ويكمن نجاح الجامعة الأميركية في بيروت في فلسفة متساوية في التعليم، وجو اجتماعي من التنوع وأساتذة يأتون من خلفيات دينية ووطنية متنوعة.

مثله مثل المدارس، يعتبر الإعلام حاسماً في تشكيل وجهات النظر. وحين يبرز الإعلام الجهود الإيجابية فإنه يوفر فرصة لمشاهدين جدد للتعلم عن محاولات لتشجيع التسامح الديني وتوسيع وجهات نظر المشاهدين. وقد ساهم الصحافي بيل مويرز في تقاريره الصحافية والتلفزيونية عن ديانات مختلفة وبشكل هائل في تقدير جميع الديانات. ويبحث برنامج «حول الوجود» الملهِم لكريستا تيبيت، وهو برنامج إذاعي تنتجه وتوزعه «الإعلام الأميركي العام»، في أساليب متنوعة يتعامل من خلالها الأفراد مع «أسئلة كبرى» عن الأخلاقيات والإيمان. وتشجّع برامج كهذه الجمهور والمشاهدين على استكشاف نظرة معمقة في تقاليد دينية غير شائعة وتساعد الناس على إيجاد أرضية مشتركة. وإذا استطاع هؤلاء المشاركون في جهود حوار الديانات توسيع تركيزهم ليضم إشراك التربويين والإعلاميين المهنيين، فسوف يكون عملهم أكثر فاعلية.

يجب أن تستمر جهود مكافحة عدم التسامح عبر التعليم والإعلام لعقود عديدة، ويمكنها المساعدة على مأسسة حركة عالمية للتسامح. اليوم وأكثر من أي وقت آخر، نحن بحاجة لجهود حثيثة لإنقاذ التراث المتنوع والثمين لجميع الديانات.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3730 - الخميس 22 نوفمبر 2012م الموافق 08 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً