العدد 3739 - السبت 01 ديسمبر 2012م الموافق 17 محرم 1434هـ

التواجد الجماهيري السلمي «من حقوق الإنسان»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2012 أصدرت وزارة الداخلية قراراً إدارياً (مخالفاً لدستور وقانون البحرين ومخالفاً للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية) بمنع المسيرات السلمية، وهو منع يشبه ما كانت عليه البحرين في فترة «أمن الدولة».

لكن التواجد الجماهيري السلمي حق من حقوق الإنسان، والمنطقة العربية تمر بمرحلة اختبار حقيقية لتثبيت هذا الحق.

لقد شاهدنا ما حدث في الكويت قبل يومين عندما خرج عشرات الآلاف في مسيرة لحث الناخبين على مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي أجريت أمس والتي من غير المرجح أن تخفف حدة التوتر في الدولة. ونقلت وكالات الأنباء كيف دعا سياسيون معارضون لهذه المسيرة، وأن هؤلاء أعلنوا أنهم لن يخوضوا الانتخابات، وتحرك نشطاء نحو تنظيم المسيرة للاحتجاج على تغيير قواعد التصويت التي يقولون إنها ستحول دفة الانتخابات لصالح المرشحين الموالين للحكومة.

الأخبار تناقلت كيف ردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى إسقاط المرسوم الذي تغيرت قواعد التصويت بموجبه.

ونرى أن القوى الكويتية المعارضة (والداعين للمقاطعة) في الكويت لهم حلفاء في البحرين، ولكن هؤلاء الحلفاء يقفون ضد المطالب المرفوعة في البحرين والتي تشبه تماماً تلك المرفوعة في الكويت، ربما لأنهم يستفيدون من الترتيبات الحالية التي تخالف حق الناس في التعبير عن رأيهم.

أمّا في مصر التي انتصرت في ربيعها العربي وجاءت بالرئيس محمد مرسي (الذي يشبه أي شخص من عامة الشعب) ولكنه اتخذ قرارات مفاجئة لتحصين نفسه من المعارضين له، ربما أنه لم يتوقع الحشد الكبير جدّاً قبل يومين عندما شارك المصريون في مظاهرات احتجاج في القاهرة ومدن أخرى بعد ساعات من انتهاء الجمعية التأسيسية التي يغلب عليها أنصار الرئيس مرسي من الموافقة على المسودة النهائية للدستور المصري الجديد الذي يعتبره الناقدون بأنه ينتقص من الحريات العامة، وهتف المتظاهرون في ميدان التحرير بوسط القاهرة «الشعب يريد إسقاط النظام» وهو نفس الهتاف الذي أسقط الرئيس السابق محمد حسني مبارك وجاء بمحمد مرسي.

وفي ميدان التحرير ألقى المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب التيار الشعبي حمدين صباحي، ورئيس حزب الدستور محمد البرادعي، خطباً تجاوب معها المتظاهرون بشكل كبير. وقرر البرادعي وصباحي والمرشح الرئاسي السابق أيضاً عمرو موسى الاعتصام في التحرير حتى تحقيق المطالب الأساسية والعودة إلى ما قبل الإعلان الدستوري والدخول في حوار وطني جاد. ورد مرسي أن الإعلان الدستوري الذي أشعل أكبر أزمة سياسية في مصر منذ انتخابه في يونيو/ حزيران هو «لمرحلة استثنائية جدّاً».

وفي الوقت ذاته تظاهر آلاف الأردنيين يوم الجمعة (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) وسط عمّان مطالبين بـ «إصلاح النظام» والتراجع عن قرار رفع أسعار المحروقات، الذي صعّد من وتيرة الاحتجاجات الشعبية منتصف الشهر الماضي. وحملت تظاهرة سلمية نظمتها «الجبهة الوطنية للإصلاح» التي تضم الحركة الإسلامية ويقودها رئيس الوزراء السابق ومدير المخابرات السابق أحمد عبيدات، عنوان «الانتفاضة الشعبية لأجل الإصلاح». كما هتف عدد محدود في بداية التظاهرة «الشعب يريد إسقاط النظام» إلا أن عبيدات طالبهم بالالتزام بشعار «إصلاح النظام». وقال عبيدات في كلمة ألقاها خلال التظاهرة إن «الجبهة الوطنية للإصلاح لم تدعو إلى هذه المسيرة لاستعراض القوة ولا للمزايدات (...) إننا هنا ندافع عن حقوقنا الدستورية وملتزمون بشعار الشعب يريد إصلاح النظام»، وحث الحكومة على «الإصغاء إلى صوت العقل والتراجع عن قرارها برفع الأسعار». وطالب عبيدات بـ «إصلاح شامل»، معتبراً أن «قانون الانتخاب الحالي فاقد للشرعية الدستورية والشعبية (...) نؤكد رفضنا القاطع لأي انتخابات تجرى على أساس هذا القانون الفاسد».

إن المنطقة العربية تمر بمخاضات تاريخية في هذه المرحلة، ونشهد تقلبات كثيرة، ولكن الصحوة العربية الحالية تستمد قوتها من وعي المجتمعات لحقوقها الأساسية، وفي العيش بكرامة وفي التعبير عن رأيها بسلمية، وفي المشاركة الفعلية في القرار السياسي، وإن الحشد الجماهيري الذي أوصل مرسي لم يتوقف جامداً؛ لأن هذا الاحتشاد حق أساسي من حقوق الإنسان لا يمكن أن يستهان بهذا الحق؛ لأن الشعب هو من يقول كلمته في النهاية كما تكرره صفحات التاريخ الإنساني.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3739 - السبت 01 ديسمبر 2012م الموافق 17 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 6:44 ص

      داود

      الأخبار تناقلت كيف ردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى إسقاط المرسوم الذي تغيرت قواعد التصويت بموجبه ....
      نعم إنهم الآن ينادون بالاصلاح الإنتخابي ، ولكن لو تعرضت لهم قوات النظام وقتلت و جرحت و اعتقلت و تعسفت فإنهم حتماً عندئذ سينادون باسقاط النظام . صح ؟

    • زائر 10 | 5:22 ص

      حقوق الله أولا :بيوت الله هدمواها و المصاحف أحرقوها.

      هم لم يحفظوا حق الله الذي خلقهم و مكنهم و الذي بيده زوالهم و إذلالهم فكيف يحفظوا حق الإنسان؟

    • زائر 9 | 4:42 ص

      قوللي الحقيقة كاملة

      الاخت ريم .
      عندما ذكرتي بان للمعارضة الكويتية حلفاء بالبحرين ، ضد مطالب المعارضة في البحرين كان يجب أن تذكري بان للمعارضة البحرينية حلفاء بالكويت تقف ضد مطالب المعارضة بالكويت . وشكرا

    • زائر 8 | 3:05 ص

      من حقي

      من حقي اتظاهر سلمي انا مواطن في بلد ديمقراطي

    • زائر 7 | 1:39 ص

      التغيير قادم قادم لامحاله

      هذه سنة الحياه ومن يقف ضد التغيير الان اما ان يكون (متخلف، متمصلح او منافق) وسيكون خلف الركب.

    • زائر 6 | 12:55 ص

      ##

      على الشعب المصري يلحق على نفسه قبل لايقع الفاس في الراس ...الله يكون في عونك ياشعب

    • زائر 5 | 12:31 ص

      كام سليم

      ولكن، بلدنا صغيره و تعطيل المرور في أي شارع يعطل كثير من الناس. لقد فاتني مواعيد طائرات و مواعيد أطباء و اجتماعات و أشغال بسبب التظاهرات و إغلاق الشوارع بسبب الإطارات المحروقه و الفوضى و التخريب. حق الإعتصام و التعبير حق واضح لكن بسبب صغر حجم البلد فإن من الأفضل الإعتصام في أماكن لا تتعطل فيها حركة الناس و حياتهم...

    • زائر 3 | 11:57 م

      مافرض في السبعينيات لن بفرض الان سنخرج في المسيرات

      يتم الكلام عن ضرورة احترام القوانين ولين اصبح الموقف يتطلب اثبات ذلك حدث النقيض تم تعليق بعض مواد الدستور تم اصدار دستور غير متوافق عليه تم منع المسيرات بحجة تطبيق القانون ونعلنها مدوية وعالية واكلافها مرتفعة سنستمر في ممارسة حقوقنا ولاتراجع ابدا والجميع يعرف بانه مستهدف واتكلم عن خط المعارضة ووطنا انفسنا على ذلك سجنا في اقلها والموت في اقصاها وبرضا.

    • زائر 2 | 11:46 م

      ما قاله عبيدات هو نفسه ما تطالب به المعارضة في البحرين

      رحم الله ايام الخمسينبات والستينيات من القرن المنصرم عندما تحدى شعب البحرين سياسة فرّق تسد الإستعمارية. ما كان ضمير المواطن البحريني يباع ويشترى كان المواطن البحريني رغم فقره ذو نفس عزيزة أمّا الآن فحدّث ولا حرج. (محرقي/حايكي)

    • زائر 1 | 9:50 م

      الا الانسان البحريني فليس له اي حق

      مهما شرع من قوانين سماوية وعالمية دولية وغيرها فانها لا تشمل هذا الشعب المسكين الذي يراد اخماد صوته بشتى الصور فهذا القمع لم يتوقف على مدى 21 شهرا في محاولة يائسة لاخماد صوت الحق المطالب باشراك هذا الشعب في حكم بلده فشعب البحرين ليس قاصرا حتى يكون كالقطيع من البهائم

اقرأ ايضاً